دريد لحام:الوقت مبكر لمناقشة ما يجري في سورية سينمائيّاً

دريد لحام:الوقت مبكر لمناقشة ما يجري في سورية سينمائيّاً

06 سبتمبر 2015
يرى ما يجري في سورية أمراً معقّداً (العربي الجديد)
+ الخط -
رغم تناول عدد من الأفلام الصراع الدائر حاليّاً في سورية، إلا أن الفنان السوري، دريد لحام، يرى أن أغلب هذه الأعمال تميل إلى تصوير ما يجري "بشكل فوتوغرافي أحياناً"، أما المناقشة السينمائية العميقة فتحتاج إلى وقت.

وقال لحام أمس، السبت، في ندوة بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط، إن ما يجري في سورية "معقد.. لم يناقشه عمل فني من الأعمال التي اكتفت بتصوير ما يحدث" مشدداً على أن الأمر يتجاوز "الحرب"، إلى مناقشة أسبابها وهو ما لم تتطرق إليه الأفلام الحالية.

وأضاف أن الأفلام التي تناقش الأوضاع في سورية – بعيداً عن وصف نتائج هذا الصراع - "تحتاج إلى وقت". ويشارك فيلمان من سورية في (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لدول البحر المتسوط) ضمن 16 فيلماً من إسبانيا واليونان وصربيا وقبرص وسلوفينيا وكرواتيا وإيطاليا وألبانيا والمغرب والجزائر وتونس ولبنان وفلسطين ومصر.

ولا يخوض الفيلمان السوريان في أسباب الصراع الدائر ولا يقتربان من أطرافه، إلا بإشارات إلى تفجيرات وأعمال إرهابية، ولكنها يصوران جوانب من آثار هذا الصراع.

ففيلم (الرابعة بتوقيت الفردوس) لمحمد عبد العزيز، يضم قصصاً متجاورة ويتقاطع بعضها، ومنها مثقف خرج من المعتقل ويبحث عن استعادة حبه القديم، وفتاة تموت في تفجير سيارتها، وزوجة تضطر للولادة في الطريق، وكردي فقير يأتي إلى دمشق بعربة يجرها حصان لعلاج زوجته مصطحبا ابنه الصبي، فيموت الحصان، ويبحث عمن يشتري كليته لتدبير العلاج لزوجته، ويفاجأ بهبوط أسعار الكلى نظراً لتوافر العشرات من جثث لقتلى، وكأن العنوان الأكثر دقة لهذا الخراب هو (الرابعة بتوقيت الجحيم).

أما باسل الخطيب، فيقدم في فيلم (الأم) مرثية فيها كثير من الشجن والمباشرة عن أم تعيش وحيدة في قرية على أطراف دمشق، وتموت في غياب أبنائها، الذين لم يتفقوا في حياتها، ويصبح لحاقهم بجنازتها مخاطرة بسبب مخاطر الطريق ثم يجتمعون عند القبر. وهو ما اعتبرته الناقدة المصرية، ماجدة موريس، انتصاراً لإرادة الحياة وكشفاً من جانب مخرج الفيلم عن زوايا إنسانية تتجاهلها الأفلام التي لا تركز إلا على "ضحايا الكوارث".

وعقدت ندوة لحام قبل أن يشاهد متابعو المهرجان فيلم (الأم) الذي عرض مساء، السبت، ولم يعلق عليه لحام كما لم يطلق حكماً على فيلم سوري بعينه. وقال في الندوة إن ما يجري أحد تجليات عدم قبول الرأي الآخر.. "نحارب الإرهاب ولكن (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) داعش في داخلنا.. مدراسنا علمتنا طقوس الدين ولم تعلمنا الإيمان"، موضحا أن للتدين طقوساً في العبادات والمعاملات، وهذا يثير اختلافاً بسبب الاجتهاد أما الإيمان "فيكون بالله الواحد".

وأضاف أن الفيلسوف العربي ابن رشد، الذي تعترف أوروبا بفضله عليها "ولولاه ما عرفت الفلسفة اليونانية"، شدد على أن العقل منحة إلهية كبرى "فلا يمكن أن يعطينا الله عقولا ويعطينا شرائع مخالفة لها".

وقال إنه ناقش "أسباب تخلف الأمة (العربية)" في مسرحية (السقوط)، التي عرضت لخمس ليال في الدوحة في يناير/كانون الثاني 2011، وكان من المفترض أن يطوف بها عواصم ومدنا عربية وأجنبية، وحال دون ذلك "قيام القيامة في مصر وسورية"، في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير 2011 وأنهت حكم الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، وتلتها احتجاجات شعبية انطلقت من قرية درعا بجنوب سورية في مارس/آذار ثم تحولت إلى احتجاج مسلح تحول إلى حرب أهلية.

والدورة الحادية والثلاثون لمهرجان الإسكندرية السينمائي، التي تشارك في أقسامها المختلفة أفلام من 33 دولة، ستختتم مساء بعد غد، الثلاثاء.

اقرأ أيضاً: هل مدح دريد لحام الأسد... ثمّ نعى عيلان عبدالله؟

المساهمون