شاهدت في الأيام الماضية عبر اليوتيوب بعض حلقات برنامج بنات الريح الذي يقدمه المذيعان الرائعان: حمود الرباح، وإبراهيم النعيمي، في قناة رواسي. وقد وجدت في البرنامج بعض التطلعات التي كنت أثرتها في مقال سابق نشرته صحيفة: الأصالة، تحت عنوان: (الخيل العربية وتجارب المنتجين العرب). تلك الطلعات التي حاولت من خلالها تحريض المنتجين العرب على تسجيل تجاربهم -في تربية الخيل العربية- ونشرها، ليتسنى للمربين والباحثين في هذا الحقل الاستفادة منها في تطور الخيل العربية علميا وعمليا.
وقد قام الأستاذان الكريمان بجزء من هذه المهمة، حيث زارا عددا من المربين الخلجيين في مرابطهم، وأدارا حوارا شيقا معهم، وكان منهم على سبيل المثال: الأستاذ: خالد بن شكر، مالك مربط الصافنات، والأستاذ طلال النصف، مالك مربط الشرق، والأستاذ: هادي الهاجري، مالك مربط الحمراني، والأستاذ: علي بن عبد الله المسند، مالك مربط الزبارة، والأستاذ: نواف الشهاب، مالك مربط الموريات، وغيرهم…
وكان من فوائد هذا الحوار التلفزيوني أن سمعنا المربي العربي يتحدث عن تجربته الإنتاجية: متى بدأ؟ وعلى ماذا اعتمد؟ وماذا أنتج؟ وما التخصص الذي يشتغل به؟ وإلى ماذا يطمح؟ وربما لطبيعة البرنامج والوقت المتاح له لم يجد المذيعان مساحة كافية للتعمق في تفاصيل تجربة كل مربي، لاستخراج ما فيها من ثراء. ولذلك فإني أشكر الأستاذين الكريمين على فتحهما هذا الباب، ثم أوصيهما أولا: أن يواصلا هذه الحوارت مع بقية الشخصيات الخليجية والعربية التي لم يسجلا معها، ممن لهم أثر كبير في تربية الخيل العربية. وثانيا: أن يدشنا برنامجا مصاحبا لهذا البرنامج، ليعطيا من خلاله مساحة أكبر للتجارب التي تستحق التفصيل والتوسع. وثالثا: أن يجعلا التجارب الغربية منهما على ذُكر، فيحاولا أن يسجلا مع بعض المربين الغربيين المهمين في هذا المجال، وإن يدركا منهم كبار السن، الذين قد لا يطول بقاؤهم على قيد الحياة.
وأخير أرجوا أن تكون هذه الحوارت مفتاحا لشهية المربين العرب، لتوثيق تجاربهم الإنتاجية كتابة، لكي يشاركوا في تطوير البحث العلمي في هذا الحقل. كما أرجو كذلك أن يشارك الباحثون وعشاق الخيل العربية، في تدوين التجارب الإنتاجية الكبيرة -قديمها وحديثها- وفحصها وتحليلها، للإفادة من نتائج هذه الدراسات في تطوير الخيل العربية.