فواز عزيز

درس من «حياة في الإدارة» ليس للطلاب

السبت - 10 مارس 2018

Sat - 10 Mar 2018

بمناسبة تدشين وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى إدراج كتاب غازي القصيبي «حياة في الإدارة» ضمن مادة المهارات الإدارية لطلاب المرحلة الثانوية، تذكرت درسا في كتاب «حياة في الإدارة» وأتمنى أن يعممه الوزير على مسؤولي وزارة التعليم؛ لأنه سيفيدهم أكثر من الطلاب.

الدرس جاء في صفحة 128 ويلخص صفات القائد الناجح بثلاث: الأولى صفة عقلية خالصة، والثانية نفسية خالصة، والثالثة مزيج من العقل والنفس.

• لا يهم أن تكون الإدارة علما أو فنا، فالفرق ببن العلم والفن مسألة تتعلق بالتعريف أكثر من تعلقها بالجوهر، ولا يهم أن يولد الإنسان إداريا أو يكتسب المقدرة الإدارية من التجربة، فما يعنينا هو النتيجة النهائية.. ولا يهم أن يكون الإداري واسع الثقافة أو متوسطها، فالموضوع لا يبدأ وينتهي بالثقافة، كما أنه لا يهم أن يكون الإداري هادئ الأعصاب أو متوترا، سمح الأخلاق أو شرسها.. محبوبا أو مكروها.. فكل هذه الصفات تهم الإنسان ولكنها لا تهم الكائن الإداري، لا يهم عندما يتعلق الأمر بالقيادة الإدارية سوى الصفات الثلاث:

الأولى، العقلية وهي «القدرة على معرفة القرار الصحيح»... كثير من الإداريين تغيم لديهم الرؤية وتلتبس الأشياء فتنعدم القدرة على تمييز القرار الصحيح من الخاطئ. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الأمور في الإدارة وخارجها نادرا ما تظهر باللون الأبيض أو الأسود، ففي الإدارة كما في السياسة، كثيرا ما يكون القرار الصحيح هو الخيار الأقل سوءا بين خيارات سيئة كلها.

• البشر بفطرتهم السوية يستطيعون التفريق بين الخير والشر، إلا أن القرارات الإدارية لا تأتي مرتدية لباس الخير المطلق أو الشر المطلق.

والصفة الثانية، النفسية، هي «القدرة على اتخاذ القرار الصحيح».. ما أكثر القرارات التي يعرف صانع القرار الإداري أنها صحيحة ولكنه يعجز عن اتخاذها خوفا من العواقب.

• إذا كانت الحكمة جوهر الصفة الأولى فالشجاعة هي روح الصفة الثانية.

• عباقرة المنظرين المثرثرين المفسرين يندر أن يكونوا قادة إداريين فعالين.

• بعض المسؤولين

يحلل المشكلة تحليلا صحيحا دقيقا ويضع يده على مكمن الخطأ.. لكن لماذا لم يفعل شيئا؟ والجواب الذي يجهله المنظر المثرثر المفسر هو أنه لم يمتلك الشجاعة الكافية لاتخاذ القرار الصحيح.

الصفة الثالثة، المزيج بين العقلية والنفسية، هي «القدرة على تنفيذ القرار الصحيح».. يوجد في كل وزارة وإدارة مقبرة واسعة تضم القرارات الصحيحة التي اتخذت ولم تنفذ.

• الحكمة والشجاعة لا تكفيان القائد الناجح، بل لا بد من المهارة.

• أحكم الناس ليس بالضرورة أشجعهم، وأحكمهم وأشجعهم ليس بالضرورة أمهرهم... والمهارة المطلوبة لتنفيذ القرار الصحيح لا تتخذ شكلا واحدا بل ألف شكل.

• ويختم غازي القصيبي الدرس بأن الإداري الغبي لا يستطيع معرفة القرار الصحيح، والإداري الجبان لا يستطيع اتخاذه، والإداري غير الماهر لا يستطيع تنفيذه.

• ويصنف «غازي» معظم الإداريين الفاشلين بأنهم أعضاء في حزب «كتبنا».. الحزب الذي يبرر أعضاؤه أسباب الفشل بعبارة «كتبنا نطلب اعتمادات..» و»كتبنا نطلب صلاحيات..» وما شابهها..!

(بين قوسين)

• في حال تلخيص كتاب «حياة في الإدارة» للطلاب بحكم أنه لا يمكن أن يدرسوا كامل الكتاب، أتمنى ألا تقع وزارة التعليم في الأخطاء السابقة التي ارتكبت في المناهج وبعضها كان تعديا على حقوق الملكية الفكرية.

fwz14@