Maurizio Sarri Chelsea vs Everton Premier League 2018-19Getty Images

ساري و"طالب الثانوية العامة" بين الأداء الجميل والنتائج


إسلام أحمد    فيسبوك      تويتر

إذا قلت لك قبل 6 سنوات أن هناك فريقًا إيطالياً سيلعب كرة هجومية، تسر القلوب قبل العيون، ستقول أن هذا ضربًا من الجنون، كون الكرة الإيطالية أتُهمت بشكل دائم بالجمود والركون للدفاع.

نابولي بدأ في تقديم كرة هجومية جيدة وكسر أرقامًا مع الإسباني رافائيل بينيتز، ليأتي مع ساري ويحقق المعادلة الصعبة، الكرة الجميلة على عكس ما تراه في الأراضي الإيطالية، وتحقيق الانتصارات.

3 سنوات، أبهر نابولي الجميع، بالوقوف منافساً ليوفنتوس، في الوقت الذي تهاوت فيه قوى الأندية الإيطالية، مع تعاظم قوة السيدة العجوز، بل كاد في أكثر من مرة أن يحرجه لولا الخبرات وفارق الإمكانيات.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

أبرز 20 موهبة في أمريكا الجنوبية منتظرة بالدوريات الأوروبية

نجح ساري في تقديم كرة قدم جميلة، تجمع بين السلاسة الهجومية والصلابة الدفاعية وتحقيق النتائج الإيجابية، لكن يعاب عليه على ناحية الإنجازات عدم تحقيق الألقاب.

Maurizio Sarri Napoli

وصل نابولي لواحدة من أكثر درجات الاكتمال الموسم الماضي، على المستوى المحلي، عندما حقق أكبر عدد من النقاط لفريق لم يحقق اللقب، برصيد 91 نقطة، ثلاثية هجومية لا يشق لها غبار، لكن في الوقت نفسه يفشل دائمًا في تحقيق المطلوب منه في اللحظات الأخيرة.

فنابولي مع ساري في الأعوام الثلاثة الأخيرة، مثل طالب في مرحلة الثانوية العامة، اجتهد طيلة العام الدراسي، ونجح بدرجات كبيرة لكنه لم يدخل الكلية التي أرادها بسبب فارق بسيط في مجموعه الكلي.

لكن ما نجاح ساري، فشل من الناحية الأخرى في تحقيق الألقاب، أو الاهتمام بالدوري الأوروبي الذي كان سيضع اسمه بين الكبار بطريقة أفضل ويزيد من قيمته بشكل أكبر، فشل في مرتين وفي الثالثة خرج أمام حامل اللقب ريال مدريد بدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

فشل آخر لساري كان اعتماده على مجموعة ثابتة يحفظها الخصوم قبل جماهيره، بتغييرات لم تجد أي جديد، فاتهمه البعض بالجمود في شكل خططي وحيد، رغم النتائج الإيجابية التي حققها.

ساري انتقل للدوري الإنجليزي، وبدأ بداية لم يحلم بها مع فريق يعرف هوية الكرة الإيطالية في الـ15 عامًا الأخيرة، الجميع يعرف أن ساري ليس مطلوبًا منه تحقيق الألقاب في موسمه الأول مع البلوز بل بناء فريق يستطيع منافسه مانشستر سيتي الذي طالما كان مدربه بيب جوارديولا، مدرب أحلام ساري الذي يتعلم منه، ليتفوق عليه في النهاية.

ساري عرف كيفية تحقيق المعادلة الصعبة، بتقديم أداء جميل يعادله نتائج إيجابية، فكم من فرق لم تعرف كيفية الموازنة بين الأمرين، لكن لديه المعادلة الأصعب، فهل ينجح في تحقيق لقب يزين مسيرته بعد سنوات من الحسابات المعقدة للمحاسب الإيطالي؟

إعلان