نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
-A +A
هناء البنهاوي (القاهرة)
عرف أدباء مصر الروائي نجيب محفوظ موظفاً مثالياً، إذ بدا منضبطاً في عمله طيلة حياته على الصعيدين الأدبي والوظيفي العام، ما جعله منتجاً لنماذج أدبية خالدة، يضم الكتاب عشرة فصول؛ هي: «المكانة الاجتماعية للموظف»، و«اقتصاديات الموظفين»، و«البطالة والانحراف والفساد»، و«البطالة المقنَّعة والتمرد على الوظيفة»، و«المرأة والوظيفة»، و«الموظفون والتعليم»، و«الموظفون والثقافة»، و«الموظفون والسياسة»، و«صراعات ومعارك»، و«لوائح وعقوبات». وأخيراً، أصدرت سلسلة كتاب الهلال كتاباً بعنوان «الوظيفة والموظفون في عالم نجيب محفوظ»، في مناسبة ذكرى ميلاد صاحب نوبل العربي نجيب محفوظ، لمؤلفه الباحث مصطفى بيومي، الذي يرصد من خلاله الموقع الذي احتله الموظف في الحياة المصرية في أدب محفوظ.

في المقدمة يسجل المؤلف؛ الأهمية التي يحظى بها الموظف في التاريخ الاجتماعي المصري، ومن ثم في عالم نجيب محفوظ، الذي يعبر عن هذا التاريخ الثري، لذلك لن يجد القارئ صعوبة في اكتشاف أن معظم أبطال روايات محفوظ موظفون، ونموذجهم الأكثر اكتمالا كان في «حضرة المحترم»؛ التي تصل إلى الذروة في تجسيدها غير المسبوق لنفسية الموظف وملامح عالم الموظفين في الواقع المصري، بل إن الموظف موجود بقوة في رواياته التي يستلهم فيها التاريخ، كما في «العائش في الحقيقة»، إذ يقول الحكيم آي ـ أبو نفرتيتي ـ لأخناتون: «عندما يأمن الموظف من العقاب سيقع في الفساد ويسوم الفقراء سوء العذاب». وعبر صعود الموظف وتراجع مكانته، يقدم الكتاب قراءة لرحلة الطبقة الوسطى، وكيف تآكلت وتغيرت معها النظرة إلى الموظف والوظيفة، خصوصا في السنوات الأخيرة. والمؤلف مصطفى بيومي هو روائي وناقد، حصل على الماجستير عن أطروحته «الكتابات الصحافية ليحيى حقي وقضايا التغير الاجتماعي في مصر»، وله بضع روايات، وكتابات نقدية؛ منها سلسلة «وصف مصر في أدب نجيب محفوظ».