حال من الشحن رافقت جلسة، أمس، التي حدّدها قاضي التحقيق في بيروت، جورج رزق، لمتابعة تحقيقاته في الدعوى رقم 777/2015 المُقامة ضدّ مستشفيات "المعونات" و"أوتيل ديو" و"الجامعة الأميركيّة" وأطبائهم، بجناية وجنحة الإيذاء وبتر أطراف الطفلة إيللا طنّوس، وهو ما حال دون إستكمال التحقيق.يبدو أن مستشفى "المعونات" التابع للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، مستمرّ في سياسة المُماطلة التي يتبعها منذ بداية التحقيقات، والتي أسفرت عن الطعن بقرار القاضي بردّ الدفوع الشكليّة، رغم عدم قانونيتها، ثلاث مرّات، بهدف إطالة أمد النزاع. وأتبعها أمس بطلب تأجيل التحقيق معه لمدّة شهرين لعدم جاهزيته للخضوع لأي تحقيق بعد. علماً أن الجلسة سبق أن حدّد رزق موعدها، وتبلّغت بها الجهات المدّعى عليها منذ نحو الشهرين.
الجلسة التي لم تستغرق أكثر من خمس دقائق، ختمها القاضي، معلناً تأجيل التحقيق أسبوعاً واحداً، حتى 24 تشرين الثاني الحالي، بعدما تذرّع محامي "المعونات" بعدم جاهزيّة أوراقه، وعدم معرفته بالشخصيّة المُفترض أن تمثّل المستشفى وتمثُل أمام القاضي للتحقيق، وبلغ الأمر حدّ التستر بالدين لتبرير نيّة المُماطلة، بعدما صرّح أمام قوس المحكمة: "شو بدك جيب الأبونا ليحقّقوا معه؟". وهو ما دفع محامي الجهة المدّعية للردّ عليه بأن "هناك مسؤولا طبيّا ومديرا للمستشفى يمكن لأي منهما تمثيلها"، كما سبق أن حصل في دعاوى سابقة، وخصوصاً أنها ليست المرّة الأولى التي يُدّعى عليها. ورفض محامي الطفلة تأجيل الجلسة لأكثر من خمسة أيام، وهو ما استجاب له القاضي، الذي يسعى لاستجواب الأطراف كافة ومواجهتهم معاً في جلسة واحدة، قبل إحالة الملف إلى النيابة العامّة الإستئنافيّة لإبداء الرأي فيه، وصدور القرار الظنيّ تمهيداً لبدء المحاكمة.
وبحسب معلومات "الأخبار"، لم تخلُ فترة الانتظار التي سبقت الجلسة من عبارات سخريّة وتأكيدات بأن الجلسة ستؤجّل حتماً، أطلقها محاميا مستشفى "المعونات" في بهو المحكمة، حول قضية إيللا التي أثبتت التقارير الطبيّة أن الإهمال والأخطاء الطبيّة الحاصلة فيها أدّت إلى بتر أطرافها الأربعة في "الجامعة الأميركيّة"، وهو ما دفع بمحامي الأخيرة للتعبير عن امتعاضه لأن "الموضوع إنساني قبل كلّ شيء" على حدّ تعبيره.