و سقوط ..


11 آذار 2013

في ساحة الإطفائيّة جنوب الرقة جثم َ تمثال من تماثيل حافظ الأسد على مدخل المدينة. كان واحدا ً من عدد ٍ غير منته لتماثيل حافظ الأسد التي كانت تقف ُ في الساحات و المدن تراقب ُ حركة المارة و تتأكد أنهم مازالوا صالحين. جثم التمثال طويلا ً قبل أن يهوي صبيحة يوم الثلاثاء الماضي الواقع في خمسة آذار 2013. لم يكن أحد يتوقع تحرير الرقة بهذه السرعة، تحررت الرقة المدينة بأكملها في ليلة واحدة و استيقظ سكان المدينة على رائحة الحريّة و القصف. قصف النظام المدينة كعادته عندما تتحرر أيّ منطقة، أمّا سكان المدينة فإتجهوا نحو التثمال الجاثم هناك منذ ُ المجازر الأولى في سوريا الثمانينات. أسقط الشعب ُ التمثال عن طريق الإستعانة بسيارة إطفاء و ما أن هوى أرضا ً حتّى تدافع الناس للإنتقام لأنفسهم من كلّ تلك الأوقات التي مرّوا بها من جنبه بخوف. 

كتب َ الكثير من الكتّاب و المثقفين تعليقاتهم عن الحدث على الفيسبوك. يقارب سمير الدخيل منظر سقوط التمثال بالقرب من النخلة التي تشبه الوطن؛ الطاغية سيسقط و الوطن سيحيا. 

 

البعض قارن َ بين مشهد سقوط تمثال حافظ الأسد في الرقة بمشهد سقوط تمثال صدام حسين في العراق بعد دخول القوات الأميركيّة و أكدّوا بأنّ سقوط حافظ الأسد سوري 100% . 

 من ناحية ٍ أخرى إنتشرت صورة لرجل ٍ يقوم بالتبوّل على التمثال أمام َ جموع المواطنين غير آبه ٍ بشيء سوى بإفراغ ذلك القهر الذي عاش َ معه ُ كلّ سنين البعث. إنتشرت هذه الصورة (بعدسة شاب رقاوي) على جميع وسائل الإعلام الإجتماعي و لعلها تعتبر الأشهر و الأكثر تعبيرا ً عن الحال العام في الرقة على إثر إسقاط التمثال.

 

أحد المعلقين على الصورة كتب َ :

و آخر قال: 

أمـّا فناني الغرافيتي فإستغلّوا الفرصة لإرسال رسالة واضحة لجميع الفئات المتقاتلة بأن كتبوا على ظهر التمثال "باجر أحلى" باللهجة الرقاوي و ما يعني" غدا ً أجمل" للتأكيد على أنّ التمثال قد سقط، الماضي لن يتكرر. 

 

و الفنانيين من خارج الرقة أيضا ً، فقد كان إسقاط التمثال ملهما ً بالنسبة لهم و دفعهم، بدورهم، للإبداع و مشاركة هذه الإبداعات على الفيسبوك. 

فرأى أحد الفنانيين ( في Imranovi  أنّ سقوط التمثال سيفسح المجال لقوس قزح سوريا بالظهور 

 

 صفحة "فكر حرّ" كتبت تعليقا ً على هذه اللوحة قائلة ً 

من ناحية أخرى رأى أحد الفنانيين الآخرين التمثال بصورة أخرى من تراث الرقة و المناطق الشمالية و الشمالية الشرقية في سوريا. "الكلاش الديري" كما يقال له و أحذية أخرى متنوعة هي، كما رآه الفنان، كلّ ما تشكل منها التمثال، مجرّد دعسات ٍ لم تعد تحصى لكثرها. :

و ختاما ً فقد كتب َ أحدهم على الفيس بوك الخاص به عبارة ً أعتقد أنها تدور بالكثير من الأذهان، "عقبال التمثال في دمشق". 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد