أسئلة الكتابة الخمسة: سامي جريدي

الثلاثاء - 14 مارس 2017

Tue - 14 Mar 2017

عندما يسأل الكاتب عن طقوسه في الكتابة، تجد أن الإجابات شائكة وغريبة في حد ذاتها. سامي جريدي هنا يتحدث عن نفسه وطقوسه ودهشته التي تأتي تباعا مع كل جملة، يقول:



ماذا تكتب؟

«المطلوب منك أن تندهش فقط»، منذ سنوات وأنا أطرح على نفسي هذه الأسئلة، أسئلة متشابكة في بحثها عن محض الكتابة، بدءا من طقوس الكتابة وطبيعتها، وصولا إلى الانكتاب، إنها تلكم العوالم السرية التي يمتلكها الكاتب لحظة دهشته الأولى في نقشه ورقشه بالحبر على مساحات البياض، أسئلة مأخوذة بالكتابة، لتسجيل الذات عبر لغة الوجود.



وماذا أكتب؟ليتحول بها الكاتب إلى تجربة آنية تتبلور في سؤال ماذا عساني الآن أكتب، وهل حقا ما أكتبه الآن هو في حقيقة أمره كتابة، وإذا كان ذلك كذلك، فما هي الكتابة؟ لأعود إلى أصلها وماهيتها.



‬لماذا تكتب؟

بداخلي أكثر من رؤية وشخص يطلب مني ذلك، حتى وجدتني في حقيقة الأمر أكتب لنفسي، وأسأل نفسي، نكتب لطمس حقيقتنا لا لإظهارها في أحايين كثيرة.



لمن تكتب؟

تحديدا لا أعرف لمن أكتب!؟، ربما كما قلت سابقا، أكتب لأرواح وشخصيات وأصوات تسكنني، أكتب كي أتعرف على نفسي أكثر، لأجوب معها دهشة الممكن ورؤية اللامرئي، أسألها شعرا فتجيب سردا، وهكذا أتأرجح بينهما دون أن أحدد تجنيس النص المكتوب ليخرج كما يريد هو.



متى تكتب؟

لعله الليل ينساب من بين أزمنتي لأكتب فيه، الليل هو رفيقي الدائم عند الكتابة، رغم أني أكتب في النهار، لكن ذلك قليل ونادر، فالليل يباغتني دوما في طلبه الإغوائي بالكتابة، لأجدني أكتب بوعي وبدون وعي عبر سره اللوني وسحره، وصمته.



كيف تكتب؟

تختلف أجواء وطقوس كتاباتي بحسب اختلاف الحالات الشعورية والمزاجية التي تتحكم بطبيعة الفكرة التي أريدها أن تكون، فالكيفية بطبيعتها غير مستقرة، لا ثابتة، مراوغة في منطقها، رغم تحكمي على بعضها وسيطرتي على كيفية الكتابة المتنوعة التي أعيشها.