الجمعة، 24 فبراير 2012

كيفية تصميم استبيان علمي ومنهجي (مهم جداً)


تصميم الاستبيان


يعتبر الاستبيان أداة جمع بيانات ومعلومات وآراء. وهو جزء من عملية البحث، وليس هو البحث. وهذه الحقيقة، جديرة بالانتباه؛ فمعظم الباحثين العرب: هواة ومتمرسين، يقعون في هذا الخطأ الشائع.



والاستبيان قد يستخدم وحده في البحث، وقد يكون إلى جانبه أدوات أخرى: كالمقابلة والملاحظة، وغيرها...




وكل هذه الأدوات له أصوله العلمية. ولقد بدأت في عرض الاستبيان، كونه الأداة الأكثر شيوعا واستخداما. 




وفي هذا العرض، يحسن لو وضعنا المحددات التالية: لا استبيان بلا أهداف: 

عامة أو خاصة.



بمعنى، أن كل سؤال في الاستبيان ينبغي أن يجيب أو يحقق هدفا من أهداف البحث، التي يسعى لتحقيقها والتعرف عليها أو الكشف عنها.



فمثلا، إذا كان الهدف: التعرف على تقييم الجمهور لأحد المنتديات، من حيث الشكل الفني؛ فإن السؤال الواجب طرحه، تكون إجابته هي التي تحقق الهدف. 



لا استبيان بدون مجتمع بحث، وعينته. وقد يكون المجتمع أفرادا أو مؤسسات، ولكن هنا، يجب تحديد مجتمع البحث بدقة. فلا يمكن تصميم استبيان موجه إلى جمهور عام. إن تحديد مجتمع البحث، محدد رئيس في تصميم الاستبيان. ومتابعة للمثال السابق، حول تقييم المنتدى، يجب تحديد المجتمع، هل هو الأعضاء فقط، هل هو الزوار من غير الأعضاء فقط، أم من الزوار والأعضاء، أم طلبة كلية الإدارة في جامعة ما، مثلا،... وهكذا.. فبدون تحديد مجتمع البحث والاستبيان، لا يمكنك أن تزعم أن نتائج الاستبيان تمثل الجمهور أو المجتمع. وإنما هو بأفضل الأحوال يمثل آراء من شملهم الاستبيان. 



وهذا يتصل بالعينة، فهل سيتم توزيع الاستبيان لمجتمع البحث كله، أم لجزء منه؟ 



ولهذا ولذاك معايير علمية، نتحدث عنها في مرحلة المعاينة وأنواعها. إضافة إلى ذلك، يجب عدم السماح لمن خارج مجتمع البحث المشاركة في ملء الاستبيان.




تحديد نوعية وكمية المعلومات المطلوبة. لا يقاس الاستبيان بطوله ولا بقصره، وإنما بشموله وتغطيته لأهداف البحث. فلا يمكن أن يكون البحث قصيرا من اجل اعتبار الوقت، ولا يمكن ان يكون طويلا للاستعراض، فكلاهما مخل. والمعيار هو أن تجيب أسئلة الاستبيان على أهداف البحث او تساؤلاته. أو إذا كان هناك أدوات جمع بيانات أخرى، تغطي الجوانب التي لم يغطها الاستبيان.



يجب أن يكون استخدام الاستبيان مبررا. فلا يمكن استخدام استبيان في وقت تكون الملاحظة أفضل من الاستبيان، مثلا. 
مثال، وضعت إحدى البلديات الكبرى في الخليج، استبيانا إلكترونيا حول أماكن توزيع حاويات القمامة في المدينة. وبغض النظر عن علمية هذه النوعية من الاستبيانات، فقد كان يعتريها عيوب فنية ومنهجية كبرى.

فلو أفاد الاستبيان أن 90% من المشاركين يرون أن الأماكن مناسبة أو غير مناسبة، فكيف يعرف المشارك الذي يسكن في منطقة (أ) أن التوزيع في منطقة (ب) مناسبا، وهكذا.

وكان الواجب هنا، استخدام الملاحظة الميدانية لا الاستبيان.



الابتعاد قدر الإمكان عن الاستبيانات الإلكترونية، مهما كانت. فهي ساقطة علميا ومنهجيا، ولا يعتد بها.




إلى هنا، نكتفي بالتعرف على بعض المحددات النظرية المهمة لتصميم الاستبيانات.



في الحلقة القادمة، نتحدث عن تصميم الاستبيان: شكلا ومضمونا، ونوعية الأسئلة، وكيفية استخدامها. 



ولكن، لا بد من الابتعاد عن استخدام "سلم ليكرت"، بدرجاته الخمس أو الثلاث.

إن سلم ليكرت هو مقياس بخمس درجات غالبا، 
وهذه الدرجات، هي: أوافق بشدة، أوافق، لم اكون رأي، غير موافق، غير موافق بشدة.
وأسفل هذه الدرجات، توضع عبارات يسأل عنها المبحوث، وعليه أن يختار الدرجة التي تعبر عن رأيه. 
وبعيدا عن المطارحات الفلسفية والمنهجية، إن تمكنتم تجنب هذه الطريقة، فاجتنبوها. 
وهناك خيارات كثيرة أمام الباحث لاستخدامها في صياغة الأسئلة. وعلى سبيل التوضيح، إليكم مقطعا صغيرا من استبيان حول رضا موظفي احد البنوك عن وظائفهم، استخدم فيه سلم ليكرت:


نظام الترقي في البنك غير عادل

نظام الترقي في البنك واضح
الحوافز المادية في البنك ليست جيدة
الحوافز المعنوية في البنك جيدة
عملي لا يتفق مع ميولي
أشعر بأمان وظيفي
العمل لا يعطيني الفرصة لاستخدام قدراتي
أشعر بدفء العلاقة بيني وبين زملائي
الإدارة لا تمنحني الفرصة في اتخاذ القرار
طريقة تعامل الإدارة مع الموظفين جيدة
لا أعتبر نفسي أفضل حظا ممن يمارسون مهن أخرى


ولنبدأ أولى الخطوات العملية في تصميم الاستبيان:
في بداية الاستبيان، نوجه رسالة إلى المستهدفين منه، نرحب بهم، ونذكر لهم موضوع الاستبيان، والجهة القائمة عليه، والهدف منه، وكيفية الإجابة عنه، وأية معلومات قد تكون مطلوبة بشكل موجز، ثم نكرر الشكر للمستطلعين.
وإليكم نموذجا:




استبيان
حول

"رضا الجمهور عن الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية"


عزيزي المبحوث

تتوجه (الجهة القائمة على الاستبيان) إلى الجمهور الكريـم بهذا الاستبيان حول" رضا الجمهور عن الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية" آملين الإجابــة على جميع أسئلتها، وذلك بوضع إشارة ( ) أمام الإجابــة المناسبــة ، علماً أننا سنهمـل أية استمارة لا تتضمن إجابة على جميع الأسئلة .
وفي الوقت الذي نهــــدف فيه إلى التعــــرف على آرائكم ورفعها لأصحاب القرار، نؤكد على أن بيانات هذه الاستمارة لن تستخدم إلا في أغراض البحث ، متعهدين إحاطتها بسرية تامة .
شاكرون لكم تعاونكم

(الجهة القائمة على الاستبيان)
تحريراً في 2/4 /2005






وهكذا، مع تعدد الصيغ العلمية، ولكني شخصيا أفضل هذه الصيغة.
أهم محدد في تصميم الاستبيان، وهو:
أن تكون أسئلة الاستبيان محققة لأهدافه بمعنى أن أهداف الاستبيان يجب أن تتحول إلى أسئلة، والإجابة على هذه الأسئلة، تحقق الأهداف.
مثال: لو كان هدف الاستبيان: التعرف على تقييم موظفي دائرة ما وتصوراتهم واقتراحاتهم لموقع دائرتهم الإلكتروني، من خلال شكل ومضمون الموقع. 
فما هي الأسئلة التي يجب أن نسألها؟ 

نلاحظ أن هناك ثلاث محاور للأهداف: التقييم، التصورات، الاقتراحات وكل محور يجب أن يصاغ له عدد من الأسئلة المناسبة للحصول على الإجابات المناسبة كما ونوعا، لنتمكن من خلال هذه الإجابات تحقيق الأهداف، للحكم على الموقع الإلكتروني من ناحية، والحكم على دقة وجودة ومناسبة المعلومات المستقاة من المستطلعين.
وقبل ذلك، دعونا نتحدث عن سؤال التصفية.
يقصد بسؤال التصفية: هو السؤال الذي يتصدر الاستبيان، وهو دائما يوجه، لمعرفة ما إذا كان المبحوث يمتلك معلومات عن موضوع الاستبيان أم لا؟ فقد يكون المبحوث ضمن مجتمع البحث وعينته، ولكنه لا يمتلك معلومات. في هذه الحالة، إذا أفاد المبحوث أنه لا يمتلك معلومات؛ فإن استمارته تخرج حكما من المراحل اللاحقة لجمع المعلومات. أو قد يتم إحالة المبحوث إلى أسئلة أخرى، داخل الاستبيان، لنعرف لماذا لا يمتلك معلومات، فنطلب منه ألا يجيب عن الأسئلة الخاصة بمن لديهم معرفة. 
فنكتب إلى جانب الإجابة السلبية: إذا كانت الإجابة: لا، إذهب سؤال رقم 4 أو 5 مثلا، 
أي العدد الذي يبدأ بالأسئلة الخاصة بمن لا يملكون معلومات.
مثال على جميع ما ذكر:
في المثال السابق، حول تقييم الموظفين للموقع الإلكتروني، يجب ان يكون لدى الموظفين معلومات حول الموقع، تمكنهم من التقييم وإبداء الملاحظات والتصورات، ووضع الاقتراحات، ولا بد للباحث أن يطمئن لنوعية المبحوث، في هذ الحالة، نضع سؤال التصفية التالي:
هل تتصفح موقع الدائرة بشكل منتظم؟
وبدائل الإجابات: نعم – لا – أحيانا
فإذا كانت الإجابة نعم، فإن المبحوث يجيب على الأسئلة التي تناسبه؟ وإذا كانت الإجابة:لا، أو أحيانا، فإما أن تخرج الاستمارة من التحليل، أو أن نضع أسئلة خاصة بهذه الشريحة التي أجابت بلا أو أحيانا؛ نسألها عن سبب عدم تصفح الموقع؟
وأحيانا، وهو الأفضل، أن يكون جواب سؤال التصفية إما: نعم أو لا.
مثال آخر: هل سبق أن استخدمت إحدى خدماتنا( شركة خدمات تسأل جمهورها عن خدماتها، فلا بد أن تعرف من استخدمها، لأن الأسئلة اللاحقة مبنية على هذا الاستخدام)؟ 
نعم- لا. إذا كانت الإجابة: لا، انتقل للسؤال 4

تشمل الأسئلة الديمغرافية، أو أسئلة الحالة عادة: العمر، الجنس، الحالة الاجتماعية، المستوى التعليمي ، الدخل، مكان السكن، وغيره من المتغيرات المتصلة بأهداف الاستبيان
لا نستخدم في كل استبيان هذه الأسئلة. قد نستخدم جزءا منها. لاستخدامها في التحليل والربط بين المتغيرات كأن نقول: 54% من النساء يفضلون المشاركة في استطلاعات الرأي الاجتماعية، فلهذه النتيجة تحليل وتفسير. وعندما نقول أن حملة شهادة البكالوريوس يفضلون المشاركة باستطلاعات الرأي السياسية، وهكذا،.. فحسب أهداف البحث، وموضوع البحث ومشكلته ومجتمعه، ونظرية البحث، يمكن تفسير هذه النتائج وقد يكون من المهم، التعرف على مؤشرات أخرى، كأن نقول: 23 % من النساء، المتزوجات، حملة الشهادة الثانوية، المقيمات في المدن، وربات البيوت، وتتراوح أعمارهن بين 26-30 عاما، يرون كذا، أو لا يتفقن مع كذا.. حسب سؤال الاستبيان.
وكل هذه المتغيرات تدخل في عملية التحليل. وقبل أن نعطي أمثلة على أسئلة الحالة، ينبغي أن أنبه إلى خطأ شائع جدا، وهو أن معظم الباحثين يضعون هذه الأسئلة بداية الاستبيان. وهذا خطأ شائع والأفضل وربما الأصح أيضا، أن نضع هذه الأسئلة آخر الاستبيان.
خطأ آخر: لا نستخدم في كل الاستبيانات هذه الأسئلة فبعض الاستبيانات، قد نستخدم فيها: معرفة الجنس فقط، أو العمر فقط. فليس من المعقول، مثلا، أن يكون مجتمع بحثك طلاب مدرسة ثانوية، وتسألهم، عن المستوى التعليمي، وتضع لهم البدائل التالية: إعدادي – ثانوي- جامعي أو أن تسألهم عن الدخل الشهري، وتضع لهم فئات للرواتب. ولكن يمكن أن تسألهم عن: مكان سكنهم، عن دخل أسرتهم.
الخطأ الآخر، وهو ليس كثيرا، أن بعض الباحثين، لا يستخدم فئات متساوية المدى. بمعنى، إذا اعتبرنا أن رقم خمسة يفصل بين فئة والتي تليها. فإذا اخترنا مثلا، أن نبدأ السؤال عن الفئات العمرية من عمر 20، فنعد( 20،21،22،23،24،25) هذه الفئة الأولى أما الفئة الثانية فستكون حتما (26،27،28،29،30). وهكذا، حتى نصل لأكبر فئة عمرية، متوقعة من عمر مجتمع البحث وأحيانا، نبدأ من عمر أكثر من عشرين، إذا كان مجتمع البحث هو مدرسي الجامعات مثلا، فليس من المعقول أن نبدأ أقل من 30. 
ومن ناحية، أخرى، قد يكون مدى الفئة العمرية 5 سنوات، أو 10،أو 7، أو أقل أو أكثر حسب مجتمع البحث. وفي كل الأحوال، نترك سؤالا مفتوحا لغير الفئات المذكور.
نكتفي بهذا القدر ونترككم مع بعض النماذج، لهذه الأسئلة.



أسئلة الحالة

1. العمر :
1. 21 – 30 /2. 31- 40 /3. 41 – 50
51فأكثر /5. غير ، ذلك : ـــــــ .
2. الجنس : 1. ذكر 2/. أنثى 
3.الحالة الاجتماعية :
1. أعزب /2. متزوج/ 3. منفصل/ 4. أرمل 5/. متعدد الزوجات 
4. المؤهل العلمي : 
1. إعدادي /2. ثانوي/ 3. جامعي فما فوق . 
5. العمل : 1. حكومي/ 2. خاص/ 3. لا يعمل
6. الدولة: ـــــــــــــــــ .



الأسئلة الديمغرافية

العمر: 1. 25- 34 / 2. 35 - 44 / 3. 45- 54 
4 . غير ذلك ، أذكر 
الجنس : 1. ذكر 2/ . أنثى
الحالة الاجتماعية : 1. أعزب /2. متزوج/ 3. منفصل/ 4. أرمل 
المؤهل العلمي : 1. ثانوي/ 2. جامعي/ 3. غير ذلك أذكر :ــــــــ .



الأسئلة الديمغرافية

العمر: 1. 20- 24/ 2. 25 -29/ 3. 30- 34 
4 . غير ذلك ، أذكر ………………………
الجنس : 1. ذكر /2. أنثى
الحالة الاجتماعية : 1. أعزب/ 2. متزوج/ 3. مطلق
4. أرمل / 5. متعدد الزوجات
المؤهل العلمي : 1. إعدادي/ 2. ثانوي/ 3. جامعي/ 
4. غير ذلك أذكر ………………………
المهنة : …………………. ( لاحظوا، تركت مكان المهنة مفتوحا، لصعوبة حصر المهن في هذا الاستبيان).
مكان السكن : .......................... .

في استبيان حول آراء المستثمرين في الأسواق المالية في الإمارات، 
كان مهما أن نعرف الجنسية، واسم السوق الذي 
يعمل فيه المستثمر، لوجود سوقين في الإمارات، 
وكان مهما معرفة اسم السوق في التحليل. 
وطبعا كان هناك، الأسئلة الأخرى. 
الجنسية :
. 1. مواطن /2. مقيم 
أسم السوق :
2. سوق أبو ظبي المالي/ 2. سوق دبي المالي 

وفي استبيان آراء المرضى بخدمات المستشفيات، كان من المهم معرفة المستشفى
الذي جمعت منه البيانات، لتدخل ضمن التحليل، 
فنقول مثلا: كانت نسبة رضا المرضى عن خدمات الطوارئ في مستشفى )أ( أكثر من مستشفى )ب(.


9. اسم المستشفى :ـــــــــــــــــــ .) كان ترتيب هذا السؤال التاسع، بين أسئلة الحالة..
سؤال التصفية،
وهو يجب أن يكون أول سؤال في الاستبيان؛ لنتعرف على قدرة المبحوث للإجابة عن الاستبيان، وأنه يمتلك معلومات حول الموضوع.
وعلى سبيل التذكير، لو أرادت شركة بيتزا أن نسأل جمهور معين رأيهم حول منتج جديد ( كوجبة بيتزا جديدة، تطرح في السوق، أول مرة)، أو حول تقييم الجمهور لمبارة كرة قدم. 
ففي الحالة الأولى، يكون سؤال التصفية : هل سبق أن استخدمت ( وجبة(أ) )؟
وإذا كانت الإجابة: نعم، فإن المبحوث لديه القدرة على الإجابة عن الاستبيان،
وإبداء رأيه في المنتج وتقييمه، من حيث الطعم، والسعر، وكمية المنتج، وأية تساؤلات أخرى، تحقق أهداف الاستبيان. وفي هذه الحالة، يكون الهدف من الاستبيان، هو: التعرف على رد فعل الجمهور على المنتج الجديد؛ لتتمكن الشركة المنتجة من اتخاذ القرار المناسب، إما بالاستمرار في إنتاج المنتج، أو إدخال تعديلات عليه؛ بناء على ملاحظات الجمهور، كالسعر مثلا، أو حجم الوجبة، وقد تتخذ الشركة قرارا بوقفه، إذا تبين أن المنتج لم يستطبه الجمهور. ونقيس على الحالة الثانية، بما يتعلق بالمباراة.
كتابة أسئلة الاستبيان:
قبل كتابة مسودة الاستبيان، يجب على الباحث أن يحدد كمية المعلومات المطلوبة ونوعيتهاليتمكن من كتابة الاستبيان بشكل مناسب.
ولتحقيق ذلك، يجب ربط الأسئلة بأهداف البحث.
فعل سبيل التبسيط والشرح، نحن عندما نريد أن نقابل شخصا أول مرة. كيف نتصرف؟ كيف نخطط لهذا اللقاء؟
هل الهدف من لقاء هذا الشخص: التعرف عليه لإقامة صداقة معه، أو للكشف عن نواياه وتجنبه، أو أو أو ..
عادة، نفكير كيف ستكون هذه المقابلة، ونضع عددا من السيناريوهات المحتملة،
ونبدأ بوضع أسئلة لهذا اللقاء وكيفية الإجابة على تساؤلات الشخص. وبناء على الهدف من لقائه نحدد نوعية الأسئلة.
فإذا كنا نرغب بصداقته، فلن تكون أسئلتنا تصب لغير هذا الهدف، و هكذا..

لأسئلة الاستبيان أنواع عديدة، منها: السؤال المفتوح:
وهو السؤال الذي يترك فيه المجال للمبحوث الإجابة عليه، دون تحديد بدائل من الباحث. مثل: بماذا تفسر إلقاء الرئيس الأمريكي أوباما خطابا من جامعة الأزهر؟
( هنا، المبحوث يقدم تفسيره كما يشاء). 
السؤال المغلق: وهو السؤال الذي يحتوي بدائل الإجابات، التي يجب على المبحوث أن يختار من بينها إجابة واحدة، وقد يكون من الممكن اختيار عدة إجابات. مثلا:
بماذا تفسر إلقاء الرئيس الأمريكي أوباما خطابا من جامعة الأزهر؟ 
(يرجى اختيار أكثر من إجابة) تكتب هذه الجملة إلى جانب السؤال الذي يحتمل أكثر من إجابة.
ومن البدائل أو الإجابات على هذا السؤال:
1- محاولة صادقة في العلاقات مع المسلمين.
2- مجاملة ديبلوماسية للمسلمين فقط.
3- التفاف على حركات المقاومة.
4- دعم لدول الاعتدال.
5- مصلحة داخلية للأمن القومي الأمريكي.
6- نكاية بإسرائيل.
7- غير ذلك، أذكر:............................ 
وهكذا، نحصر جميع البدائل المنطقية المحتملة و الممكنة للسؤال.
وإذا كان هناك بدائل أخرى غير متوقعة، 
نترك فراغا كما هو في البديل (7)، نطلب من المبحوث أن يحدد تفسيرات أخرى.

وهي كثيرة ومنوعة، يمكن استخدام أنواع عديدة من البدائل..

ومن أنواع الأسئلة التي نستخدمها في الاستبيان،
هي أسئلة الصدق. ويقصد بها الأسئلة التي نكشف من خلالها صدق المبحوث ودقته من عدمهما.
فمثلا، قد يكون أحد الأسئلة، هل أنت شخص اجتماعي؟ وكانت الإجابة مثلا: نعم.
بعد عدة أسئلة أخرى، نسأل سؤال الصدق، وهو في هذه الحالة يكون: هل لديك أصدقاء كثيرون؟ 
فإذا كانت الإجابة نعم، فإن المبحوث صادق ويفهم موضوع الاستبيان؛ ويمكن الوثوق بإجاباته. أما إذا كانت الإجابة: لا، فإن هذا يعكس تناقضا مع الإجابة السابقة، فنتشكك بإجاباته. 
ومن المهم أن يكون سؤال الصدق يحاول الكشف عن أهم شيء في الاستبيان. 
وفي السؤال السابق، هو يكشف عن حالة المبحوث الاجتماعية، لأن الاستبيان يبحث في الجوانب النفسية والاجتماعية لجمهور ما.
نختم هذه المقالة، بالتحذير من الأسئلة الإيحائية أو القيادية، وهي الأسئلة التي تؤدي بالمبحوث وتقوده إلى إجابة محددة، وهذا يكون مقصودا من جانب الباحث.
مثال على الأسئلة الإيحائية، هل تحب أن تشرب قهوة الصباح وأنت تستمع لأغاني فيروز، كما يفعل الأردنيون؟
هنا، إضافة(كما يفعل الأردنيون) تعتبر جملة إيحائية، أي توحي للمبحوث بالإجابة عليها إيجابا أو سلبا، حسب موقفه واتجاهاته نحو الأردنيين. وهذا احتمال أيضا،
فقد لا يتأثر المبحوثون بهذه المعلومة، ولكن من الأفضل تجنبها،
فيكون السؤال: هل تحب أن تشرب قهوة الصباح وأنت تستمع لأغاني فيروز؟

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

موضوع مفيد
وبالنسبة لسنوات الخبرة لموظفي البنوك يمكن ان تكون
اقل من 5
أقل من 10
أقل من 15

Unknown يقول...

أشكرك والله من كل قلبي وجزاكم الله خير ونفع بكم

Unknown يقول...

جزاكم الله خيرا

Unknown يقول...

مشكوووووور جزاك الله كل خير .. هاذا الي كنت نبحث عليه

Unknown يقول...

مشكووووووووور .. جزاك الله خيرا

Unknown يقول...

مشكور . جزاك الله خيرا