-A +A
خالد السليمان
لم أجد أعرابا أشد كفرا بقضاياهم ولا أكثر نفاقا مع أعدائهم مثل عرب دكاكين شعارات المقاومة والصمود والتصدي، ففي الوقت الذي كان مأتم عزاء قاسم سليماني المسؤول عن قتل وتشريد وقهر ملايين العرب في العراق وسورية واليمن ولبنان يقام في إيران، كان اللطم يجري في بغداد ودمشق وغزة وصنعاء وبيروت !

إنها حالة شيزوفرينيا حادة أن يبكي عرب الشعارات قاتل أطفالهم وسابي نسائهم ومشرد أسرهم، لكنها امتداد لحالة الانفصام التي يعيشونها منذ أصبحت قضايا العرب مجرد سلعة تباع وتشترى في دكاكين الشعارات، ومصدرا تستمد منه الأنظمة الدكتاتورية أسباب وجودها واستمرارها في بعض الدول العربية !


سليماني المسؤول عن مآسي ملايين العرب في العراق وسورية واليمن والملطخة يده بدماء عشرات وربما مئات آلاف الشهداء العرب لا يمكن أن يعتبر شهيدا في عواصم عربية لطخ جدرانها المدمرة بالدماء، وحفر فيها قبور أبنائها وكتب في ذاكرتها قصص مآسي القتل والاغتصاب والتشريد والتدمير !

لكن من يمجدونه وينصبون له سرادقات العزاء ليذرفوا فيها الدموع على موته لا يفعلون سوى الشيء الوحيد الذي يجيدونه وهو المتاجرة بالمشاعر وممارسة النفاق والخيانة، والإيرانيون يدركون هذه الحقيقة لكنهم أكثر من يجيد إدارة «بازارات» الشعارات ويمارسون الابتزاز فيها ويطوعون تجارتها لجني مكاسبها !

لن أقول سيعريهم التاريخ، فقد ولدوا عراة وسيموتون عراة !