معرض القاهرة الدولي للكتاب.. صورة سيلفي وبلاى ستيشن وأسعار باهظة

محمود النجار - انحسار الإقبال على شراء الكتب لارتفاع أسعارها - معرض القاهرة للكتاب.. سيلفي وبلاى ستيشن وأسعار باهظة
ساهم ارتفاع الأسعار في تراجع القدرة الشرائية (الجزيرة)

محمود صديق-القاهرة

مثلما بدأت الدورة الخمسون لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بصور افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اختتمت بما وصفه القائمون على المعرض أكبر صورة سيلفي في التاريخ، حيث دعت مبادرة توثيق صناع الثقافة في مصر (iso) والهيئة المصرية العامة للكتاب رواد المعرض للمشاركة بصورة سيلفي تضم ثلاثة آلاف من رواد المعرض.

حملت تلك الدورة مخاوف المنظمين، والعارضين الذين وصل عددهم إلى 1273 ناشرا من إحجام الجمهور عن الحضور بعد أن تم نقل المعرض إلى مركز مصر للمعارض الدولية بمنطقة التجمع الخامس على أطراف القاهرة، وهو ما دفع هيئة الكتاب بالتعاون مع محافظة القاهرة لإقامة خطوط خاصة بالمعرض تنقل الجمهور من أماكن رئيسية بالقاهرة والجيزة إلى أرض المعرض.

وقد نجحت الخطة -حسب تصريحات إسلام بيومي مدير إدارة المعارض بهيئة الكتاب- في القضاء على هذه المخاوف، فبلغ عدد الزائرين خلال أسبوعين أكثر من 2.9 مليون زائر، لكن هذا أقل من العام الماضي بمقر المعرض القديم الذين زاد عددهم على أربعة ملايين زائر.

وشارك بهذه الدورة -التي جعلت من المفكر ووزير الثقافة الراحل ثروت عكاشة والأكاديمية سهير القلماوي علامتي المعرض باعتبارهما مؤسسين له- 35 دولة ونحو 140 من الكتاب والأدباء العرب، كما تقرر جعل جامعة الدول العربية ضيف شرف.

 تراجع عدد الزوار للنصف لكن غالبية الحضور من الشباب
 تراجع عدد الزوار للنصف لكن غالبية الحضور من الشباب

مستوى عالمي
عمر أيمن عباس مدير التوزيع بدار نشر "عصير الكتب" أشاد بالتنظيم الرائع، ومقر المعرض الذي يضاهي دور العرض العالمية، مثمنا ما تبذله وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الكتاب من توفير كل المغريات لتجلب الزوار إلى هذا المقر البعيد نسبيا من توفير وسائل نقل ومدينة صغيرة للملاهي لمن يفضلون اصطحاب أبنائهم.

وأشار إلى بعض السلبيات التي لمسها العارضون هذا العام لكنها لا تخدش جمال الصورة، غير أن السلبية العظمى تتمثل في غلاء أسعار المساحات المؤجرة لأماكن العرض، الأمر الذي يجعل مساحة العارضين في المناورة وخصم الأسعار صغيرة، ورغم ذلك يحاولون تقديم خصومات قدر الإمكان لتشجيع الزوار على الشراء.

لافتا إلى أن الزحام كان أغلبه على الكتب منخفضة الثمن مثل إصدارات الهيئة المصرية للكتاب وهيئة قصور الثقافة، وكذلك جناح الأزهر الذي شهد إقبالا كبيرا من قبل الطلبة الآسيويين الذين يدرسون بالأزهر حسبما أكد عباس للجزيرة نت.

أسعار مبالغ فيها
في المقابل، يشكو الزوار من أسعار الكتب المبالغ فيها كثيرا، فوفقا لنهاد فإنها لم تر زحاما إلا على دور النشر التي تبيع الكتب التعليمية، وكتب التلوين الخاصة بالأطفال، أما ما عداها فيمر الزوار من أمامها لقراءة العناوين فقط، وإذا أعجب أحدهم بعنوان كتاب ما يلبث أن يعيده مكانه سريعا بعد أن يعرف سعره.

عبد الحليم نافع (47 عاما) قال إنه زائر دائم منذ تسعينيات القرن الماضي، ورغم فخامة المعرض فإنه افتقد ما أسماه دور العرض الشعبية "سور الأزبكية" التي كانت مقصدا لمعظم الزائرين بسبب توفيرها الكتب القديمة بأسعار زهيدة، ومثلت لأجيال كثير مصدرا هاما ورخيصا للمعرفة والثقافة، فإذا أضفنا أن أبناء هذه الأيام مدمنون للمعلومات السريعة المجانية على الإنترنت ندرك فداحة غياب "سور الأزبكية".

وكان بائعو الكتب في "سور الأزبكية" أعلنوا مقاطعتهم لمعرض الكتاب في يوبيله الذهبي بسبب ضيق المساحات المعروضة للتأجير وارتفاع أسعارها، وقرروا إطلاق مهرجان مواز للكتاب بمكانهم المعروف بوسط القاهرة، وعلقوا لافتات بأسعار كتب تبدأ بثلاثة جنيهات (نحو 0.16 دولار) وشهد المهرجان إقبالا ملحوظا في أيامه الأولى.

فعاليات متعددة هذا العام من أبرزها بطولة بلاي ستيشن
فعاليات متعددة هذا العام من أبرزها بطولة بلاي ستيشن

بلاي ستيشن
وقد شهدت هذه الدورة عدة فعاليات جديدة نالت إعجاب الزوار منها انتشار شباب من حملة "أنا متطوع" لديهم خرائط للمعرض، وتطبيق إلكتروني يرشد الزائرين إلى أي مكان أو دار نشر يريدون الذهاب إليها، وكذلك توفر عيادات طبية متنقلة مجهزة للحالات الطارئة تجوب أرجاء المعرض، بالإضافة إلى تعدد ماكينات الصراف الآلي.

كما ظهرت مبادرة توثيق صناع الثقافة بمصر (iso) التي تقوم بتوثيق أسماء وصور المهتمين بالثقافة من رواد المعرض بالإضافة للعارضين، وأصحاب دور النشر.

كما نظمت دورة "بلاي ستيشن" للزوار، ومنح الفائزون عدة كتب من إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب.

المصدر : الجزيرة