من بازل وحتى راموس - كيف ينجح صلاح في تحدي أزماته ؟

---

بقلم    علي سمير      تابعوه على تويتر

---

مشوار اللاعب العربي دائما ما يأتي مليئا بالمصاعب، تلك التي تهدم المواهب وتتسبب في دفنها مبكرا بعيدا عن أعلى المستويات.

محمد صلاح.. نموذج جديد ونادر من اللاعبين العرب والمصريين، في مواجهة أي عقبة ممكنة، بل استغلالها من أجل تحفيز نفسه للوصول للأفضل.

يعاني حاليا صلاح من أزمة ليست الأولى بمسيرته المبهرة التي يسطر المزيد منها يوما بعد الآخر مع فريقه الحالي ليفربول.

بداية من رفض الزمالك التعاقد معه وبازل وأزمة اللعب في إسرائيل وصولا إلى مشكلته مع اتحاد الكرة ومطالبه التي سببت في انقسام وحالة من الجدل .

ممدوح عباس

Getty Images

كعادة أي لاعب مصري يتألق بشكل لافت مع أحد أندية الوسط أو النصف الثاني من جدول الدوري، يأتي الحلم الأكبر اللعب للقطبين الأهلي أو الزمالك.

صلاح كان على اعتاب القلعة البيضاء قادما من المقاولون العرب، وذلك لرفض ممدوح عباس رئيس الأبيض وقتها ضم اللاعب.

وفقا لممدوح عباس فصلاح "أحسن لاعب في البريميرليج وأحد أفضل 3 لاعبين في العالم" لم يكن يصلح للعب لأحد قطبي الكرة المصرية.

موقف الزمالك وتصريحات عباس كافية لهدم ثقة أي لاعب في نفسه، ولكنه ذهب للمصير الأفضل بالانتقال إلى بازل السويسري في 2012.

أزمة تل أبيب

GettyImages

في يوليو 2013 تعرض صلاح لهجوم شديد بعد رفضه مصافحة لاعبي نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي، في المواجهة التي انتهت بفوز بطل سويسرا.

صلاح تعرض لهجوم شديد بعد المباراة التي أقيمت بتصفيات دوري أبطال أوروبا، لمحاولته تجنب لاعبي تل أبيب.

الجماهير الإسرائيلية الحاضرة في الملعب قامت بتوجيه هتافات عدائية لصلاح، بعد تحججه بتغيير الحذاء حتى لا يصافح لاعبي فريقهم.

الأمر وصل أيضا بهجوم شديد على صلاح من الصحافة الأوروبية، في تجربة قاسية على لاعب ببداية مسيرته الاحترافية.

إبن بسيون لم يلتفت كثيرا لحجم الانتقادات بل واصل تألقه على ارضية الملعب لينتقل إلى تشيلسي في يناير 2014.

تجربة قاسية

Getty

بعد صراع طويل مع ليفربول نجح تشيلسي في التعاقد مع صلاح، تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.

النقلة تبدو انتفاضة كبيرة في تاريخ اللاعبين المصريين، ونقلة لصلاح إلى العالمية الحقيقية ولكنها لم تكن كذلك.

اصططدم صلاح بتفضيل مورينيو الثنائي الأجهز وويليان وهازارد ليبقى حبيسا على دكة البدلاء.

حملة التشكيك بدأت سريعا في صلاح، حول اختياره المكان الخطأ بدلا من ضمان اللعب كأساسي مع ليفربول الذي كان على أعتاب الفوز بالبريميرليج وقتها.

صلاح أكد في أكثر من مناسبة أنه تعرض لحملة من "التقطيع " والذبح إعلاميا بتلك الفترة، لكنه قرر عدم اليأس والتوجه إلى فيورنتينا.

أعاد اكتشاف نفسه من جديد وأصبح من ألمع المواهب في الدوري الإيطالي، سجل 9 أهداف وصنع 4 أهداف في نصف موسم.

التجديد

Getty Images

بعد الفترة التي قضاها صلاح في فيورنتينا، جاء الخيار المنطقي للفيولا هو احتفاظ النادي الإيطالي والتعاقد معه بشكل كامل.

صلاح لم يكن متحمسا بشكل كبير للاستمرار مع فيورنتينا، وفضل الانتقال إلى روما، ليعود الهجوم ضده مرة أخرى.

فيورنتينا حاول مطاردة صلاح في كل مكان من أجل مقاضاته لرفض التجديد وفقا لموعد محدد، وأصبح العدو الأول لناديه السابق.

الأزمة لم تؤثر على الفرعون المصري، بل تحدى كل الصعوبات وأصبح أميرا لروما واللاعب الأكثر شعبية في المدينة.

تمكن مو صلاح من تسجيل 34 هدف وصنع 24 في 83 لقاء لعبه بقميص الذئاب، ليصبح محط أنظار الجميع ويتعاقد معه ليفربول.

كتف راموس

Getty Images

بعد إنطلاقة صاروخية لصلاح مع ليفربول توجها بـ44 هدف بجميع البطولات، والحصول على هداف البريميرليج وأفضل لاعب.

تعرض لضربة غدر من الإسباني سيرخيو راموس في نهائي دوري ابطال أوروبا، ليجعله يفشل في مساعدة ليفربول ويخسر البطولة أمام ريال مدريد.

عاد صلاح مرة أخرى وسجل أول هدف في تاريخ مصر بكأس العالم منذ 1990 في شباك روسيا قبل أن يضيف هدف مونديالي آخر بالسعودية.

الهدفين لم يكن لهما أي قيمة لخروج مصر والأداء المحبط، ولكن المكافأة نالها صلاح في النهاية بدخوله ضمن القائمة الثلاثية لأفضل لاعب في أوروبا وكذلك في العالم.

ليظهر لنا معدنه في كل أزمة يتعرض لها ينتفض ويعود أقوى.. فماذا قادم من صلاح؟