أسواق النفط بدأت التأهب لشح الإمدادات!

01/10/2017 2
د. فيصل الفايق

أسعار النفط عند الإغلاق الأسبوعي تباينت، حيث ارتفع خام نايمكس إلى 51.67 دولارا مستقرا فوق حاجز الخمسين دولارا للأسبوع الثاني على التوالي، بينما انخفض خام برنت انخفاضا طفيفا إلى 56.79 دولارا عند الإغلاق الأسبوعي، ولكنه لا يزال مستقرا فوق 55 دولارا للأسبوع الثاني على التوالي.

هذا، وقد اقترب خام برنت من تسجيل أعلى متوسط له هذا العام بعد أن كان متوسط شهر فبراير عند 54.87 دولارا هو الأعلى، أما أقل متوسط لخام برنت هذا العام فكان في شهر يونيو عند 46.37 دولارا، وبذلك فهو يتجه إلى تسجيل أعلى مستوى له منذ شهر يوليو 2015، إذا تخطى متوسطه 56.56 دولارا في الأسبوع المقبل، موسعا نطاق التحرك الضيق منذ مطلع العام صعودا وهبوطا إلى 10 دولارات.

هذا، وعند مطلع الأسبوع الماضي ارتفع خام برنت إلى قرابة 60 دولارا، لكنه تراجع بعد أن أظهرت البيانات الأميركية انخفاضا طفيفا في الإنفاق الاستهلاكي نتيجة لضعف الطلب على البنزين، وهذا يعتبر بديهيا عند الانتهاء من موسم الصيف والإجازات، ولكن لماذا لم تؤثر هذه الزيادة في الإنفاق الاستهلاكي على أسعار النفط صعودا عند مطلع موسم الصيف عندما كان سعر خام برنت في أدنى مستوياته لهذا العام؟!

وبدا واضحا أن الطلب القوي على النفط ليس فقط مع تجدد الطلب من المصافي الأميركية التي استأنفت عملياتها بعد تعطيل الإعصار، ولكن من أغلب المصافي الآسيوية التي تتأهب لطلب الشتاء القوي على زيوت التدفئة، وبات من الواضح أن أسواق النفط تخطت مرحلة التوازن وبدأت المخاوف بشأن شح الإمدادات القادم لا محالة حتى وإن لم تتوقف تدفقات النفط من منطقة كردستان العراق المتجهة إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، الذي تغذي إمداداته المصافي الأوروبية على البحر المتوسط، حيث تنتج حكومة إقليم كردستان حوالي 570 ألف برميل يوميا من النفط الخام، هذا بالإضافة إلى ما يقرب من 600 ألف برميل من شركة نفط شمال العراق، ما يمثل مجتمعا أكثر من مليون برميل يوميا من التدفقات النفطية عبر خط أنابيب جيهان مهددة بالتوقف.

هذا، بالإضافة إلى التباطؤ في أنشطة الاستكشافات ومشاريع المنبع في السنوات الثلاث الماضية لأدنى المستويات منذ عام 1940، والذي من شأنه أن يؤثر على الإمدادات العالمية التي لن تستطيع أن تواكب الزيادة المقبلة في الطلب العالمي الذي سيعاني من نقص الإمدادات القادم مع معدلات الهبوط الطبيعية مع تقادم حقول النفط، وهذا ما تستمر في تجاهله شركات النفط العالمية بعد تأثير انخفاض الأسعار منذ منتصف 2014 على استثمارات المنبع، وبالتالي نقص قادم لا محالة في إمدادات النفط العالمية في ظل التزايد المضطرد في الطلب على الطاقة مدفوع بقوة بالتغيرات الاقتصادية والديموغرافية القادمة في العقدين المقبلين

 

 

نقلا عن الانباء