إعلان

منصة Cedar Oxygen تؤمن الدعم والتمويل للصناعيين اللبنانيين

المصدر: النهار العربي
موريس متى
مصنع لبناني
مصنع لبناني
A+ A-
يسعى صندوق Cedar Oxygen الذي شارك في تأسيسه عدد من رجال الأعمال اللبنانيّين المغتربين إلى معالجة العجز المالي القصير الأجل الذي يبلغ ملياري دولار والذي يواجهه الصّناعيّون اللّبنانيّون. ويهدف كذلك الى تنشيط تمويل التّجارة في لبنان من خلال إنشاء منصّة لتمويل الصناعيّين من ذوي الجدارة الإئتمانيّة ليتمكّنوا من استيراد المواد الأوليّة وتأمين السّيولة اللازمة. كما إلى توفير التّمويل للمصدّرين والمستوردين الصّافين ولمستوردي السّلع؛ فضلاً عن ضمان تأمين الوصول العادل إلى أنواع الصناعيّين/المصنّعين اللبنانيّن جميعاً. 

لمحة عن Cedar Oxygen 
أعلن مصرف لبنان في آذار (مارس) 2020 عن إنشاء صندوق بالاتفاق مع رئيس الوزراء حسّان دياب ووزير الصناعة عماد حب الله، وعلى أساس التعاون بين مصرف لبنان والمصارف، أطلق صندوق "سيدر أوكسيجين" (Cedar Oxygen) للتمويل الصناعي بهدف ابتكار حلول حيوية وفورية تؤمن التمويل الصناعي لشركات التصنيع، ما يؤثّر إيجاباً في الاقتصاد والمجتمع.   
 
والصندوق عبارة عن منصّة للإنعاش الاقتصاديّ مقرّها في لوكسمبورغ. قام بتأسيسها، في أيّار (مايو) 2020، فريق من المغتربين اللبنانيّين من ذوي الخبرة، ومتخصّصين في الخدمات الماليّة ومستثمرين من الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبيّ. يتمحور هدفها الوحيد على تخفيف الأزمة التي يمرّ بها لبنان من خلال توفير حلول إقراض قصيرة الأجل للصناعيّين اللّبنانيّين، سواء كانوا من المستوردين أم المصدّرين، لمساعدتهم على تخطّي الأزمة الاقتصاديّة. ويتمتع الصندوق بفريق من المهنيّين يدعمهم مزوّدو خدمات من الطراز الرفيع في لوكسمبورغ. ويعمل بالشّراكة مع جمعيّة الصّناعيّين اللبنانيّين. ومنصة Cedar Oxygen عضو في الشبكة العالميّة للاستثمارات المؤثّرة (GIIN) وتتوافق المنصّة وأهداف الأمم المتحدة للتّنمية المستدامة (UNSDG). 

دعم القطاع الصناعي اللبناني 
إستناداً الى فريق العمل لدى مصرف لبنان الذي أشرف على تأسيس هذا الصندوق، يساهم دعم القطاع الصناعي من خلال هذا الصندوق في استقرار الاقتصاد، ويُشرك في هذا المسار المصارفَ التي تعاني أزمة ائتمان، ما يساهم في استقرار القطاع المصرفي، ويجذب الاستثمارات الأجنبية أيضاً، على ان يعمل هذا الصندوق بالشراكة مع بعض المصارف اللبنانية التي ستستفيد من معرفتها بالسوق لتحديد الصناعيين المؤهلين للتمويل بحسب معايير "سيدر أوكسيجين".  فلبنان يملك 4,700 شركة صناعيّة تولّد نحو 14 في المئة من النّاتج المحليّ ويشكّل الصّناعيّون 93 في المئة من الصّادرات اللّبنانيّة، ويولّدون نحو 3.17 مليار دولار من خلال مبيعات السّلع النّهائيّة السنويّة.
 
بالإضافة إلى ذلك، يستحوذ القطاع على نحو 1.8 مليار دولار بفضل واردات المواد الأوليّة إلى لبنان. وبوجود قطاع صناعيّ مموّل بشكل مناسب، سيتمكّن لبنان من زيادة الصّادرات وتوفير الطّلب المحليّ بشكلٍ مستدام، وبالتالي الحدّ من تأثير الأزمة في الاقتصاد والبلد. 

التسهيلات الائتمانية  
تسهيلات الصندوق الإئتمانية هي كناية عن ديون مضمونة قصيرة الأجل، مع سقوف على المبالغ المعطاة للمقترضين على المستويين الفردي والجماعي. وسيمول الصندوق الشركات لشراء حاجاتها من المواد الأولية من الأسواق العالمية لتقوم بإنتاج منتجات استهلاكية مستدامة وبيعها، رغبةً منه في المساهمة في الاستجابة الى رفع التحدّيات المجتمعية الآتية: 

- تطوير القوى العاملة: حلولٌ تعزّز القدرات الإنتاجية وتزيد فرص العمل في الاقتصاد الحقيقي. 
- القدرة المالية: حلولٌ تعزّز التوصل إلى النظام المالي. 
- الرعاية الصحية والمنافع الاجتماعية: حلولٌ تحسّن القدرة الشرائية للفرد وتالياً نمط عيشه من خلال الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والمنتجات المستدامة. 

ومن المتوقع ان يستخدم الصندوق رأسماله الأولي ومبلغ الـ 175 مليون دولار الذي تعهّده مصرف لبنان، إضافة إلى 100 مليون دولار كضمان ضدّ الخسائر الأولية، علماً أن الرقم الذي يستهدفه الصندوق هو 750 مليون دولار حدّاً أدنى. وبالفعل، أمنت المنصة 175 مليون دولار كاستثمار رئيسيّ، وتسعى حاليّاً إلى الحصول على استثمارات إضافيّة من مؤسّسات التّمويل الإنمائيّ (DFIs) وغيرها من المؤسّسات التي تركّز على التأثير. 

شراكة مع الصناعيّين اللبنانيين 
تسمح الّشراكة النّاجحة مع الصناعيّين اللبنانيين لمبادرة Cedar Oxygen بتحقيق وفورات بالحجم الكبير وبالتالي جذب المزيد من المستثمرين لسدّ الفجوة البالغة قيمتها ملياري دولار والنّاتجة من الأزمة الماليّة الحاليّة، وهو أمرٌ ضروريّ لانتاج المصنّعين على صعيد القدرة والتّصدير، ومن هنا وقعت المنصة مذكرة تفاهم مع جمعيّة الصّناعيّين اللبنانيّين لتوفير التّمويل والخدمات الماليّة للصّناعيّين اللبنانيّين خلال احتفال أقيم في مقرّ الجمعيّة ف لوكسمبورغ.

وإلى جانب توفير التّمويل للصّناعيّين، وافق طرفا المذكّرة على التّعاون في مجالات عدّة، ومن بينها:  
- التّوفيق ما بين الصّناعيّين وحلول التّمويل المناسبة.
- تبادل المعلومات والبيانات المتعلّقة بالسّوق. 
- الدّعم المتبادل في الاتّصالات والتّسويق في إطار التّرويج لمبادرة "صنع في لبنان".
- تخطّي تحديات الحوكمة فضلاً عن التّحديات الاقتصاديّة والاجتماعيّة.
 
وفي هذا السياق، يقول رئيس مجلس إدارة Cedar Oxygen والشّريك الإداري فيه ألكسندر حرقوص: "لن نشاهد من بعيد ونبقى مكتوفي الأيدي ونحن نعلم أنّ خبرتنا الماليّة بإمكانها أن تنقذ الوظائف والأعمال التجاريّة والصّناعة وتساهم في تخفيف الضغط بسبب الأزمة في لبنان. لقد أطلقنا Cedar Oxygen لأنّنا نؤمن بلبنان وبصناعته وبقدرة اللبنانيّين على تخطّي التّحديات. منصّتنا الماليّة ما هي إلّا دليل على وجود الحلول، ونحن كلبنانيّين، يمكننا تحقيقها". 

وكان حرقوص شدد  على الحاجة إلى شركات صناعية من كل الأحجام لرفع التحدّيات الاجتماعية الراهنة، معتبراً أن مكانة "سيدر أوكسيجين" الأوروبية وامتداده العالمي يلعبان دوراً أساسياً في تحقيق التوازن في محفظة المقترضين اللّبنانيين الكبار والصغار، ولا يقلّ دور الصناعيين أهمّية لجهة إحداث تغيير في الاقتصاد الحقيقي والمجتمع. كما أشار الى أن إحياء الاقتصاد "لن يتحقّق إلّا من خلال الالتزام الصارم بالممارسات السليمة في مجال الأعمال، ومن خلال مشاركة كلّ الجهات المعنية بالاقتصاد، صناعيين ومصرفيين. فالمشاركة الفاعلة للمصدّرين اللبنانيين عاملٌ حاسمٌ في المحافظة على لبنان ومجتمعه وصناعته وميزان مدفوعاته وضمان ازدهاره في المستقبل". 
 
واعتبر رئيس جمعية الصناعيّين اللبنانيّين فادي الجميّل أنّ "في ظلّ هذه الأوقات الصّعبة، يمكننا جميعاً المساعدة، كما أنّنا بحاجة إلى التّعاون سوية. يمكن للصناعيّين توفير عددٍ كبير من احتياجات المواطنين اللبنانيّين من خلال الخبرة في الانتاج وجودة منتجاتنا، كما نشكّل نحن محركاً للتّصدير، نولّد فرص العمل ونجلب العملات الصّعبة إلى لبنان. ستوفّر شراكتنا مع Cedar Oxygen متنفّساً وستحدث تأثيراً اجتماعياً واقتصادياً ومالياً في لبنان في الاتجاه الصحيح، وبالتالي ستعود شراكتنا بالفائدة على الجهات المعنيّة كافةً وتحديداً الصناعيّين". 

ومنذ إنشائها، بنت منصة Cedar Oxygen الشّراكات مع الصّناعيين اللبنانيّين من خلال إجراء تقييمات لاحتياجات المصنّعين فضلاً عن بذل العناية الواجبة حول المتطلّبات الماليّة والقدرات التصديريّة بالإضافة إلى ديناميّات السّوق في ظلّ الأزمة الراهنة. ووفرت جمعيّة الصّناعيّين اللبنانيّين دعماً بالغ الأهميّة. أما بالنسبة الى المعايير البيئية والاجتماعية والمتصلة بالحوكمة التي يعتمدها الصندوق، فتشمل نموذج عمل، يقدم قيمة مضافة للمجتمع بفضل المنتجات التي يقدمها. وسيعول الصندوق على الجهود المبذولة سابقاً في هذا الصدد بهدف تحقيق عائدات مالية، يعاد استثمارها لتمويل الصناعيين اللبنانيين مع إحداث تأثير مجتمعي إيجابي.  
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار العربي الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم