الإثنين 2020/07/20

آخر تحديث: 16:17 (بيروت)

إيران تعلّق إعدام ثلاثة شبان:حملة التضامن لم تذهب سدى

الإثنين 2020/07/20
إيران تعلّق إعدام ثلاثة شبان:حملة التضامن لم تذهب سدى
increase حجم الخط decrease
بعد إدانات دولية وتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معبراً عن رفضه أحكام الإعدام الصادرة في إيران ضد ثلاثة متظاهرين، لمشاركتهم في احتجاجات تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أعلنت طهران، الأحد، تعليق تنفيذ حكم الإعدام بحق الشبان الثلاثة، حسبما أفاد محامي أحد المتهمين لوكالة "فرانس برس".

وقال المحامي باباك باكنيا عبر الهاتف: "رفعنا طلباً للمحكمة العليا (لإعادة المحاكمة) وتم قبوله. نأمل بأن يتم إلغاء الحكم" الصادر بحقّهم، في إشارة إلى الشبان الثلاثة وهم أمير حسين مرادي (26 عاماً) وسعيد تمجيدي (28 عاماً) ومحمد رجبي (26 عاماً). كما أفاد المحامون الأربعة الذين يمثلون المتهمين في بيان: "لدينا أمل كبير في أن يتم إلغاء الأحكام، نظراً إلى أن أحد قضاة المحكمة العليا سبق وعارض الأحكام".

ومنذ صدور الحكم، انتشرت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعت لعدم تطبيق أحكام الإعدام في البلاد، وانتشرت حملة عبر هاشتاغ #إعدام_نكنيد (أوقفوا الإعدام) على نطاق واسع، وانضم إليها خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة، الخميس الماضي، بإصدارهم بياناً يتعاطف مع الشبان الثلاثة الذين أكدوا تعرضهم للتعذيب لانتزاع اعترافات منهم، تم استخدامها فيما بعد ضدهم "خلال المحاكمات الجائرة".

وبحسب وكالة "فارس" الإيرانية، جاء إيقاف تنفيذ الأحكام بعد طلب رئيس السلطة القضائية الإيرانية، إبراهيم رئيسي، العمل وفق المادة 477 لقانون الإجراءات الجنائية في ملف الشباب. وتقول المادة أنه "اذا ما اعتبر رئيس السلطة القضائية أن الحكم القطعي الصادر عن إحدى المرجعيات القضائية يتعارض مع الشرع، فبإمكانه إحالة الملف على المحكمة العليا، لكي تُعاد دراسته في محكمة يختارها رئيس السلطة".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تعاطف بدوره مع الشبان الثلاثة، بالقول أن إعدامهم يبعث برسالة مؤسفة إلى العالم. وذكر عبر حسابه في "تويتر" في تغريدة باللغة الفارسية، الأربعاء الماضي: "حُكم على ثلاثة أشخاص بالإعدام في إيران لمشاركتهم في الاحتجاجات، ومن المتوقع إعدامهم في أي لحظة. إعدام هؤلاء الأشخاص الثلاثة يبعث برسالة مؤسفة إلى العالم ولا ينبغي القيام بذلك". وختم تغريدته بهاشتاغ #إعدام_نكنید.

وأحدثت الحملة تأثيراً ملموساً، يمكن تلمسه ليس فقط من ناحية إلغاء الأحكام، بل أيضاً بطبيعة مناقشتها في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي في البلاد. فتعقيباً على الحملة الافتراضية، دعا المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، السبت الماضي، إلى "احترام مطلب الرأي العام" الإيراني، مشيراً في مقال نشرته صحيفة "إيران" الرسمية، إلى "أصداء الأحكام التي شملت طيفاً متنوعاً من الاتجاهات من النشطاء السياسيين والمدنيين والشباب والمجموعات المجتمعية، وأطلقوا الهاشتاغ من منطلق تضامني"، لكنه وصف تغريدة ترامب بـ"الوقحة".

يذكر أن تظاهرات تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اندلعت بسبب زيادة أسعار البنزين ثلاث مرات، لكنها سرعان ما تحولت إلى احتجاجات تطالب برحيل النظام وامتدت إلى غالبية المدن الإيرانية، حيث ردد المتظاهرون شعارات ضد المرشد والحرس الثوري. وتم قمع الاحتجاجات بشدة، ما أسفر عن مقتل 1500 شخص واحتجاز الآلاف، وفق وكالة "رويترز". كما ارتكب الحرس الثوري مجزرة في إقليم الأهواز ضد المتظاهرين راح ضحيتها العشرات. وبحسب منظمة العفو الدولية "أمنستي"، فإن العديد من المعتقلين أثناء الاحتجاجات معرضون حالياً لخطر التعذيب والسجن الطويل وأحكام الإعدام.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها