رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3707

حرضت حفتر على مهاجمة طرابلس لنسف ملتقى الحوار الوطني ..

الإمارات تشعل الحرب في ليبيا

06 أبريل 2019 , 07:44ص
alsharq
الدوحة - الشرق  

أبوظبي أقامت قاعدة عسكرية لدعم حفتر

مخطط إماراتي للسيطرة على نفط ليبيا

دعم الثورة المضادة لتنصيب قذافي جديد

الإمارات خرقت الحظر الأممي للسلاح

أبوظبي والرياض والقاهرة وراء تحرك حفتر

التخطيط لمعركة طرابلس تم قبل 6 أشهر             

تلعب الإمارات دورا مشبوها في ليبيا، بدعم الانقلابي اللواء خليفة حفتر، وحرضته على مهاجمة العاصمة طرابلس، ضمن مخططها لدعم الثورات المضادة لإعادة منظومة الحكم القديمة وتنصيب قذافي جديد في ليبيا، وللسيطرة على  النفط، ولعل ابرز اهداف «معركة طرابلس»،هو نسف الملتقى الوطني الجامع الذي دعت إليه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برئاسة غسان سلامة، الذي كان يفترض انعقاده منتصف الشهر الحالي بمدينة غدامس جنوبي ليبيا. ويهدف المؤتمر المنتظر من بين أمور أخرى إلى تحديد تاريخ الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ووضع معالم مرحلة ربما يخشى اللواء المتقاعد قائد قوات «الكرامة» ألا يجد فيها منصبا يلبي مشروعه العسكري الذي تدعمه الامارات وتحرّكه وتسهر على نجاحه مصر والسعودية .  وآوت الامارات مبكرا عددا هائلا من القيادات التابعة لنظام القذافي وأبرزهم نجله سيف الاسلام، وشكلت بسرعة غرف عمليات معقّدة لإجهاض الثورات وضرب المسارات الانتقالية وإعادة المنظومات القديمة إلى سدة الحكم،بعد نجاحها في تدمير أول نموذج للحكم المدني الديمقراطي في مصر، بسجن الرئيس المنتخب محمد مرسي، وإحلال الحاكم العسكري الانقلابي مكانه، وسط بركة كبيرة من دماء المصريين.

إفشال ملتقى غدامس

تحريك حفتر لقواته نحو الغرب الليبي انطلاقا من عاصمة الجبل غريان نحو العاصمة السياسية طرابلس، جاء بدعم من الامارات،ومن قبل ساعدته بضرب اهداف في ليبيا، او على نحو ما فعلت مصر بقصف درنهة في مايو 2017  ولعل أحد أهم وأبرز الأهداف التي دفعت حفتر في تحريك قواته ، ممارسة مزيد من الضغوط السياسية والعسكرية لإفشال  ملتقى الحوار الوطني ، ويقول  المحلل السياسي جمال عبد المطلب.لـ»الجزيرة نت» إن حفتر يستطيع السيطرة على قرى ومناطق صغيرة في الغرب الليبي، لكن لا يمكنه التقدم إلى طرابلس لأن مصراته التي تنحدر منها الفصائل العسكرية التي تتوفر على ترسانة من الأسلحة، لديها إمكانيات تفوق قوات حفتر في الحرب، خاصة أنها سبق أن حررت مدينة سرت من تنظيم «داعش» وتصدت لقوات متطرفة حاولت العبث بأمن العاصمة الليبية.  ويؤكد عبد المطلب أنه في الوقت الذي تقدمت فيه المشاورات السياسية واتفقت على مدنية الدولة؛ اختار حفتر الظهور مجددا لإرباك المشهد السياسي والضغط على صناع الرأي العام الليبي والدولي لإقناعهم بأن ليبيا لا يتماشى معها مسار الانتقال الديمقراطي والمشروع المدني لأنها مدججة بالمجموعات الإرهابية وتحتاج إلى نظام عسكري مستغلا تعطش شق من الليبيين لصورة قائد عسكري وفق قوله.

دور مشبوه

الدور المشبوه الذي تلعبه أبوظبي يرمي إلى تدمير ليبيا وتحويلها إلى منطقة صراع دائم وتفكيك نسيجها الاجتماعي فإضافة إلى الدعم السياسي والعسكري لحفتر  في ليبيا ، استحدثت أبوظبي أساليب جديدة واستخدموا أسلحة غير مألوفة لدى العرب، على رأسها «شراء الذمم والضمائر» والتي باتت إحدى محددات السياسة الخارجية الإماراتية.

على رأس الذمم التي اشترتها الإمارات الوسيط الدولي الذي عمل في ليبيا – قبل خمس سنوات - برنارد ليون والذي عينته الإمارات رئيسًا للأكاديمية الإماراتية الدبلوماسية التي تهدف إلى تطوير علاقات الإمارات مع العالم، والترويج لسياساتها الخارجية، إضافة إلى تدريب الكادر العامل في السلك الدبلوماسي، مقابل 35 ألف جنيه إسترليني شهريا ، لتنفيذ أجندتها داخل ليبيا، وهو ما حصل بالفعل، إذ أكدت تسريبات نشرتها وسائل إعلامية، تحالف ليون مع الإمارات، وجاء في أحد التسريبات للمبعوث الأممي، « لا أعمل على خطة سياسية من شأنها أن تشمل الجميع وتعامل كل الأطراف بشكل متساوٍ، وأعمل وفق خطة استراتيجية لـنزع الشرعية تمامًا عن المؤتمر الوطني العام»، الأمر الذي يؤكد انحياز ليون لأحد أطراف الصراع وفقًا لما يتسق مع الرغبات الإماراتية.

خرق الحظر الأممي

منذ 2011  ما فتئت الإمارات  تلقي بكامل ثقلها في ليبيا من أجل إجهاض ثورة فبراير، مرّة بدعم الانفصاليين ومرّة بدعم قيادات عسكرية متمرّدة وأخرى بإغراق البلاد بالسلاح رغم الحظر الأممي، وهو ما ساهم في مزيد من الإرباك للوضع في ليبيا التي يرنو شعبها إلى الاستقرار. وذلك بحسب موقع«نون بوست». التدخل الإماراتي في ليبيا بدأ يبرز للعيان، منذ ظهور اللواء المتقاعد خليفة حفتر على الساحة في مايو 2014، وإعلانه الانقلاب العسكري على مؤسسات الدولة القائمة، ودورها المشبوه هناك، أكّدته عديد التقارير الرسمية وغير الرسمية، وكشف التقرير السنوي للجنة العقوبات الدولية الخاصة بليبيا عن خرق الامارات  وبصورة متكررة نظام العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا من خلال تجاوز حظر التسليح المفروض عليها منذ سنة 2011، وذلك عن طريق تقديم الدعم العسكري لقوات حفتر على أنها شحنات مواد غير قاتلة.

ومن شأن استمرار تدفق السلاح إلى ليبيا وخرق الحظر الأممي، حسب خبراء، إطالة أمد الحرب، وإبقاء ليبيا فريسة لحالة الفوضى والانقسام وأوضح التقرير أن الإمارات بمساعدة السعودية نقلت 195 آلية (يبك_آب) قتالية إلى طبرق لصالح حفتر، كما دعمته بطائرات عمودية هجومية من طراز (إم آي 24 بي )بيلاروسة التصنيع، بالإضافة إلى تطوير قاعدة الخادم «الخروبة» جنوب المرج بتزويدها بالطائرات وبناء حظائر لها.

وسبق ان كشفت «مجلة تايم»  أن الإمارات أنشأت قاعدة عسكرية في مطار الخادم على بعد نحو 100 كلم من مدينة بنغازي في  2016، تنطلق منها طائرات هجومية من طراز 802-AT وأخرى بدون طيار من طراز وينق-لوونق لدعم قوات ما يسمى بعملية الكرامة التي يقودها حفتر.

 وسبق للحكومة الليبية في طرابلس أن أعلنت في العاشر من نوفمبر 2015 عن توقيف ضابط إماراتي يدعى يوسف صقر أحمد مبارك بتهمة التجسس، مشيرة إلى العثور على دلائل بين وثائقه وعلى جهاز كمبيوتر كان بحوزته.

السيطرة على النفط

تلعب الامارات دورا خفيا للسيطرة على النفط في ليبيا،  من خلال قرار اللواء حفتر القاضي بتحويل تبعية حقول وموانئ النفط إلى مؤسسة النفط الموازية في بنغازي وفي يونيو العام الماضي، كشف مصدر مقرب من لجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس برلمان طبرق أن القرار تقف وراءه شخصيات من الإمارات، من بينهم ممثلون عن مجموعة الغرير الإماراتية، كانوا ضمن غرفة متكاملة للتخطيط للسيطرة كليا على موارد النفط  كما دعمت  الإمارات بقوة معركة سيطرة حفتر على الهلال النفطي، بعد أن شاركت في التحضير لها بشكل كبير على صعيد السلاح والتمويل أيضا» .

وتوقع مراقبون أن تكون تحركات حفتر العسكرية جاءت بعد دعم سواء سياسي أو عسكري من قبل حلفائه  «الإمارات والسعودية ومصر»، خاصة بعد زيارته الأخيرة للرياض مؤخرا من جهته، أكد الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي خيري عمر أن «تحركات حفتر ليست مفاجئة أو جديدة، كونها يخطط لها منذ 6 أشهر تقريبا  وأنه أعلن عن ذلك مرارا، والأمر تغير فقط من الانتقال للغرب مباشرة إلى المرور بالجنوب ثم الانتقال للغرب الليبي».وأشار في تصريحات لـ«عربي21» إلى أن  «هذه التحركات تجاوزت الملتقى الوطني واعتبرته غير موجود» وقال رئيس منظمة التضامن الليبية لحقوق الإنسان جمعة العمامي إن «الزيارة الخاطفة والمفاجئة التي قام بها حفتر إلى  السعودية تصب في تنفيذ مخطط المحور المعادي للثورات والمتمثلة في الإمارات ومصر والسعودية»،.             

مساحة إعلانية