قال الدكتور صلاح فضل، الناقد الأدبي، إن ما وقع خلال أحداث 30 يونيو كان مفاجأة لمن قام بها، موضحًا أن الضمير الوطني والوعي القومي والحس التاريخي هو الذي أفضى إلى المشهد الذي ظهر في تلك الفترة.
وأضاف «فضل»، خلال لقائه مع برنامج «نظرة»، المذاع عبر فضائية «صدى البلد»، مساء الخميس، أنه كان هناك إحساس عارم بأن مصر تُختطف ثورتها، ويتم تشويه وجهها الحضاري قبيل الأحداث، مضيفًا أن الطابع المدني، الذي يجمع بين أشياء تبدو متناقضة، مثل تجاور «الكباريهات» والمساجد، والذي يدل على تحضر الشخصية المصرية ورقيها، كان على وشك أن يُستلب.
ولفت إلى أن هذا الطابع المتحضر للبلاد كان يتم إلباسه قناعًا من التعصب وأحادية التفكير، والتوجه نحو الفاشية الدينية التي أوهمت المصريين بأنها جاءت عبر الديمقراطية، وفق تعبيره.
وأشار إلى التضييق الذي عانى منه المجال الثقافي خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، متابعًا: «أخذوا يضيقون الحصار على الثقافة والفن والإبداع، فكان أول من انتفض هم المشتغلون بالثقافة عندما رفضوا الوزير الدكتور علاء عبد العزيز، الذي عينوه لهم، وجعلوا من الشارع الذي تقع فيه الوزارة ميدانًا للغناء والتظاهر».
وأوضح أن تظاهر المثقفين وقتها، هو الذي مهد لظهور حركة «تمرد» السياسية، مضيفًا أن المثقفين لم يرضخوا لحملات التهديد التي تعرضوا لها خلال تظاهراتهم.