أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

في ابريل الماضي اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا متسللين تدعمهم الحكومة الروسية بإصابة أجهزة “راوتر” في أنحاء متفرقة من العالم في حملة تجسس إلكتروني استهدفت وكالات حكومية وشركات وهيئات تشغيل بنية تحتية مهمة.

النشاط الإلكتروني الشنيع المرتبط بروسيا يشكل تهديدًا خطيرًا لخصومها، خاصةً الدول الغربية المتقدمة وحلفائها. 

وكما أظهرت الأزمة في سوريا، يمكن لروسيا أن تلعب دوراً سلبياً في أي مكان في العالم يترتب عليه عواقب وخيمة. وبالتالي، فإن قدرة روسيا على شن هجمات إلكترونية ضد الاقتصاد أو البنية التحتية تشكل تهديداً محتملاً للعديد من البلدان.

 يوضح المحلل الروسي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بوريس زيلبارمان جذور ومدى التهديد الإلكتروني الروسي.

إن الحرب الاقتصادية الالكترونية متصلة بصلب النظام القانوني الروسي، إذ إنه ليس بالمصادفة أن ينشئ القانون الروسي جهاز الأمن الفيدرالي كخليفة للجنة أمن الدولة (الاستخبارات السوفيتية) كسلطة ترخيص لأنشطة التشفير. 
وحسب التصميم، تمنح القوانين واللوائح التي تحكم أنظمة المعلومات والاتصالات والتشفير أدوات “الكرملين” وأجهزته الأمنية لتعزيز السلطة داخليًا والانخراط في أنشطة هجومية في الخارج. 

يمكن لجهاز الأمن الفيدرالي أن يطلب حتى من الشركات الخاصة تقديم مساعدة مباشرة لتحقيق مساعيه الاكترونية في الداخل والخارج.

عندما كان فلاديمير بوتين ضابطاً في لجنة أمن الدولة في ألمانيا الشرقية، كان يدير شبكات “المخابرات غير القانونية”، وعمل على تدريب عملاء مراقبة سريين في بلاد أجنبية والتحكم بهم. واليوم، يتبع عملاء الاستخبارات الروس نفس الطريقة.

إن محاولة إخفاء العمليات الالكترونية الروسية المدعومة من الدولة داخل شركات القطاع الخاص هو استراتيجية فعالة تتفق مع عمليات الاستخبارات الروسية.

العمليات الالكترونية العدوانية متوافقة أيضاً مع عقيدة روسيا الاستراتيجية.

في عام 2013، بيّن الجنرال فاليري جيراسيموف وجهة نظر روسيا على أنها لتحقيق أهداف سياسية، وانه يجب على الدولة أن تستفيد من جميع عناصر قوتها بما في ذلك عمليات الإنترنت والمعلومات. لا يقتصر الغرض من هذه الأدوات على تحديد مساحة المعلومات لصالح روسيا فحسب، بل أيضًا لتقليل قدرات خصومها في الرد على الهجمات
بشكل فعال. 

وبما أن الاقتصاد الأمريكي هو أساس قوتنا الوطنية، فمن الطبيعي أن يصبح الهدف الأول للكرملين.

إلى أي مدى يدعم الكرملين تأسيس وتوسيع الشركات الروسية للوصول إلى شبكات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بخصومها؟ ما الذي ينوون القيام به بعد تمكنهم من الوصول الى تلك الشبكات؟ هل تقوم موسكو بإجبار وفرض المعلومات وعمليات التجسس على شركات خاصة أخرى؟ هل استراتيجيات شركات رأس المال الاستثماري الروسية في وادي السيليكون تؤدي إلى التأثير والوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا الحساسة؟

يستخدم أعداؤنا اليوم ما يمكن وصفه بالميركنتيلية القسرية (نزعة للمتاجرة دون الاهتمام بأي شيء آخر) كأداة للقوة الوطنية. تقوم دول مثل روسيا والصين باستخدام وزيادة قطاعاتها التكنولوجية الخاصة على حساب الأمن القومي والقوة الاقتصادية للولايات المتحدة.

المزيد:
الأسلحة الكيماوية والتجسس على لائحة أولويات أوروبا