10 ملايين جنيه نصيب عادل إمام وعمر الشريف يكتفي بمليون يورو

40 مليون جنيه ميزانية «حسن ومرقص» والبابا شنودة يعدل السيناريو

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتوقع أن يكون «حسن ومرقص» من أكثر الأفلام التي ينتظرها الجمهور في الموسم السينمائي المقبل، لأنه عن الإنسان المصري، مخاطباً في «نفس واحد» عنصري الدولة مسلمين وأقباطاً، فيتحدث عن الوحدة والتماسك والتعايش في مواجهة ظاهرة التعصب الديني.

ويبدو أن فيلم «حسن ومرقص» سيشعل أزمة كبيرة في سوق السينما المصرية، والأزمة بالطبع خاصة بالأجور، إذ ليس من الطبيعي أو المنطقي أن تشتعل الأجور إلى هذا الحد في سوق يخسر كل موسم ملايين الجنيهات.

«حسن ومرقص» فيلم كتبه يوسف معاطي ويخرجه رامي إمام بعد اعتذار شريف عرفة عن إخراجه لخلافات في وجهات النظر مع يوسف معاطي وتراجع وائل إحسان عن إخراج الفيلم نظراً لتعاقده مع السبكي.

رصدت الشركة المنتجة له ميزانية ضخمة نظراً لأجر عادل إمام المرتفع الذي بلغ في هذا العمل 10 ملايين جنيه، ولأجر عمر الشريف أيضاً الذي كان بمثابة الصدمة للوسط الفني في مصر، اذ اشترط النجم العالمي ألا يقل أجره عن مليون يورو، أي نحو 8 ملايين جنيه مصري وهو أجر كبير جداً وغير متوقع، وبذلك ستدفع جهة الانتاج 18 مليون جنيه مصري لبطلي الفيلم فقط، بخلاف عناصر التمثيل الأخرى والمخرج والسيناريست والفنيين، بخلاف مصاريف الفيلم نفسه، وبهذا يمكن ان تتخطى ميزانية الفيلم حد الأربعين مليوناً.

السيناريست يوسف معاطي قال إن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، لم يعترض على تفاصيل فيلم «حسن ومرقص» ولم يضع أي محظورات عليه، بل رحب بالفكرة، وعرض تقديم العون في مناقشة أي تفاصيل أخرى تتعلق بالفيلم.

وعقب الجلسة المطولة التي ضمته والفنان عادل إمام مع البابا شنودة، قال معاطي، الذي كتب الفيلم، إنه نظراً لما أثير حول الفيلم من جدل كثير خلال الأيام الأخيرة فقد اضطر إلى عقد جلسة مطولة بصحبة عادل إمام مع البابا شنودة استمرت ثلاث ساعات، ناقش خلالها البابا أدق التفاصيل الشخصية عن الفيلم.

وذكر معاطي أنه قام «للمرة الأولى» بتسجيل فكرة الفيلم قبل كتابة السيناريو الخاص به، مشيراً إلى أنه اختار عنوان «حسن ومرقص» للفيلم رغم وجود فيلم قديم بعنوان «حسن ومرقص وكوهين» ليؤكد أن الأزمة قائمة منذ ثورة 1919، ولكنها انحسرت بين حسن ومرقص. ولفت معاطي إلى الصعوبات العديدة التي واجهته في كتابة هذا الفيلم، وأولاها أن البطل قسيس، وهي فكرة جريئة تحتاج إلى شكل خاص في الكتابة والاهتمام بكل التفاصيل في الحوار.

وقال عادل إمام انه التقى البابا لأخذ رأيه في مشهد يعتبر محور أحداث الفيلم، ويقوم فيه بدور قس يهرب من مطارديه، ومن ثم يضطر الى خلع ملابسه الكنيسة، بحيث يرتدي ملابس شيخ، ثم يتعرض لموقف طريف اذ يطلب منه الأهالي في المنطقة التي فر اليها القاء خطبة الجمعة في المسجد والاجابة في أعقابها عن أسئلة المصلين، كموقف كوميدي ساخر.

ورفض البابا المشهد، لأنه لا يجوز أن يخلع القس ملابسه الكنيسة اطلاقاً لأنها من أمور العقيدة. لذلك قام عادل إمام بتغيير شخصية القس الى رجل كنيسة مسيحي عادي ـ مدرس مادة اللاهوت ـ من أجل عدم حرمان الفيلم من هذا المشهد المؤثر.

«حسن ومرقص» فيلم يجمع بين زعيم السينما المصرية والعربية النجم الكبير عادل إمام ومعه النجم العالمي الكبير والنجم العربي الوحيد الذي استطاع أن يصل الى العالمية منذ بداياته السينمائية المصري عمر الشريف ليقدما معا فكرة لم تقدم في السينما المصرية منذ اكثر من 50 عاما، فكان آخر فيلمين يقدمان فكرة الترابط بين المسيحي والمسلم في مصر وتعاونهم ضد اي خطر يحدق بهما في فيلمي «حسن ومرقص وكوهين» عام 1954 و «فاطمة وماريكا وراشيل» عام 1949.

ويضم الفيلم مجموعة من النجوم: لبلبة ومحمد إمام ويوسف داوود وهناء الشوربجي وعباس أبو الحسن وشيرين عادل وزينب وهبي وضياء الميرغني وعدد كبير من الفنانين.

العرض في يونيو

بدأ تصوير «حسن ومرقص» منتصف فبراير الماضي فى ستوديو مدينة السينما بالقاهرة، حيث قام المهندس عادل المغربي ببناء أول ديكورات الفيلم الذي يصور بين القاهرة والاسكندرية والمنيا بميزانية ضخمة ومفتوحة، وسيتم عرضه في شهر يونيو المقبل، وكانت أول المشاهد ظهور عادل إمام بزي مدرس لاهوت مسيحي يؤدي الطقوس الدينية في الكنيسة.

وثيقة سياسية

أكد الفنان عادل إمام على ان فيلمه الجديد يعد وثيقة سياسية مهمة ترصد التسامح بين الأديان والوحدة الوطنية والعلاقة بين الأقباط والمسلمين مشيراً إلى ان الجمهور سيخرج من دور العرض بعد مشاهدته للفيلم وهو في حالة وئام تام بين المسلم والقبطي.

دبي ـ أسامة عسل

Email