ليبيا بلا وزير دفاع.. حكومة الدبيبة تنتظر منحها الثقة وأول رحلة جوية بين بنغازي ومصراتة منذ 7 سنوات

رئيس حكومة الوحدة الوطنية بليبيا قال إن هنالك أزمة في تسمية من يتولى حقيبة الدفاع من منطقة بعينها

رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبية من المؤتمر الصحفي
مجلس النواب الليبي علق جلسته الاثنين للاستماع لبرنامج حكومة الدبيبة (الجزيرة)

علق مجلس النواب الليبي، مساء الثلاثاء، جلسته الخاصة بمناقشة منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية إلى يوم غد الأربعاء.

ولليوم الثاني على التوالي، انعقد البرلمان الثلاثاء بمدينة سرت وسط البلاد للاستماع لرئيس الحكومة المكلف عبد الحميد الدبيبة والاطلاع على تشكيلته وبرنامج حكومته، واستمرت المناقشات والكلمات على مدار اليوم دون الوصول إلى مرحلة التصويت على منح الثقة.

وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبة إن هنالك 20 ألف مرتزق في البلاد وإخراجهم يحتاج وقتا وحكمة، مشيراً إلى أن هنالك أزمة في تسمية من يتولى حقيبة الدفاع من منطقة بعينها.

وفي جلسة استماع إلى برنامج حكومته أمام مجلس النواب المنعقد في مدينة سرت (وسط) أضاف الدبيبة أنه لم يختر أي وزير بتشكيلته المقترحة من الحكومات السابقة بعد ثورة فبراير، وأنه لم يقبل أي وزير بحكومته لا يستطيع التنقل بين مختلف المناطق.

وكان مجلس النواب علق أمس الاثنين جلسته الخاصة بالتصويت على منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، إلى اليوم الثلاثاء، للاستماع إلى الدبيبة.

وأوضح الدبيبة أن أبرز تحد يواجه حكومته هو توحيد المؤسسات في كافة أنحاء ليبيا، وشدّد على الالتزام بمخرجات مؤتمر جنيف خاصة ما يتعلق بمدة عمل حكومة الوحدة الوطنية، ودعم إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها وفقا للقاعدة الدستورية.

20 ألف مرتزق

وشرح رئيس الحكومة المكلف ما وصفه بالانسداد والصعوبات التي تواجهه في تسمية وزير للدفاع من منطقة بعينها، وأن هناك أطرافا دولية، لم يسمها، لها دور وتأثير متعلق بحقيبة وزارة الدفاع، وقال "كل المتصارعين يريدون وزارة الدفاع، ولا يمكن أن نسمح بالحرب مرة ثانية، ولابد من إيقاف الحرب".

وبيّن أن سيادة البلاد منتهكة من قبل أكثر من 20 ألف مرتزق، الذين وصفهم بالخنجر في ظهر ليبيا، وأن التفاوض مع الدول لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية يحتاج إلى وقت وحكمة.

ولم يقدم الدبيبة تفاصيل بهذا الخصوص، لكن الناطق باسمه محمد حمودة قال أمام مجلس النواب، اليوم، إن تشكيلة الحكومة المقدمة لا تضم اسما لحقيبة الدفاع التي سيتولاها حاليا رئيس الحكومة إلى حين تعيين شخصية بالتشاور بين الدبيبة والمجلس الرئاسي.

وأكد الدبيبة أنه لم يختر في تشكيلته الحكومية سوى وزير واحد، وأن باقي الوزراء تم اختيارهم بناءً على تزكيات من النواب، ولفت إلى أنه تم اتخاذ قرار باستبعاد أي وزير شغل منصبا بحكومات سابقة، و (كذلك) الشخصيات الجدلية.

وتابع: لدينا 26 وزيرا في التشكيلة الحكومية، وأنا لا أعرفهم جميعا، لكنني وثقت في تزكيتكم (مخاطبا النواب).

رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبد الحميد الدبيبية من المؤتمر الصحفي
انتخب الدبيبة بفبراير/شباط على رأس سلطة تنفيذية موحدة مهمتها الأساسية تنظيم الانتخابات (الجزيرة)

وفيما يتعلق بدور المرأة، قال الدبيبة: بناءً على قناعتي الشخصية بدورها، قدرناها ومنحنا لها مكانا في هذه الحكومة حيث تمثل 15% من التشكيلة الوزارية، وستمثل 30% في المؤسسات.

وأكد عدم تمسكه بأي وزير تطاله شبهات الفساد، وأن كل الوزراء سيقدمون إقرارا بالذمة المالية.

وفي 5 فبراير/شباط الماضي، انتخب ملتقى الحوار السياسي الليبي سلطة تنفيذية موحدة، على رأسها الدبيبة لرئاسة الحكومة، مهمتها الأساسية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.

استئناف الرحلات

وفي الوقت الذي تلوح فيه بالأفق بوادر إجماع الأطراف على سلطة جديدة تقود البلاد المرحلة المقبلة، استؤنفت الثلاثاء الرحلات الجوية بين مدينتي بنغازي ومصراتة اللتين تسيطر عليهما سلطات متنافسة بعد توقف استمر 7 سنوات، في دليل آخر على بدء العودة إلى الحياة الطبيعية في بلد يبحث عن الاستقرار.

وهبطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأفريقية آتية من بنغازي (شرق) صباح الثلاثاء في مطار مصراتة (غرب) وفق ما أعلنت الشركة.

ومن المفترض أن تنظم 4 رحلات أسبوعية من أجل "لملمة شمل أبناء الوطن" وفقا للشركة الوطنية التي أسسها الزعيم الراحل معمر القذافي الذي قُتل عام 2011 بعد 8 أشهر من اندلاع الثورة في البلاد.

وأصبحت ليبيا مذاك مسرحا لأعمال عنف دموية بين فصائل مسلحة، وما زالت غارقة في الفوضى على خلفية الانقسامات السياسية.

وتم تعليق الرحلات الجوية بين بنغازي ومصراتة في أبريل/نيسان 2014 بسبب الاشتباكات بين الفصائل، والصراع على النفوذ.

وتقع مصراتة على بعد حوالي 200 كيلومتر من العاصمة طرابلس، وهي موطن أقوى الفصائل المسلحة في غرب البلاد، التي انضمت لحكومة الوفاق الوطني التي قاسمتها النفوذ حكومة الشرق الداعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر.

وأجريت أول رحلة رمزية من بنغازي إلى طرابلس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. إلا أن الرحلات الجوية انقطعت بعد هجوم شنه موالون لحفتر في أبريل/نيسان 2019 للسيطرة على طرابلس انتهى بالفشل بعد 14 شهرا.

وقد وقّع طرفا النزاع في 23 أكتوبر/تشرين الأوّل 2020 اتّفاق وقف "فوري" لإطلاق النار إثر مفاوضات في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات