كان خبر قبول المحكمة العليا في إيران إعادة النظر في حكم الإعدام بحق ثلاثة من محتجي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في صدارة عناوين الصحف الصادرة اليوم، بعد جدل واسع ورفض شعبي كبير. وكان محامو المحتجين الثلاثة، قد أعلنوا أن المحكمة العليا في إيران وافقت على إعادة النظر في قضية المحتجين الثلاثة المحكومين بالإعدام. وعن هذا الموضوع عنونت " شرق" الإصلاحية بـ"وقف حكم"، وقالت إن هناك إرادة شعبية تطالب بوقف هذا الحكم، وقد تمثلت هذه المطالبة في وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وكتبت "شهروند": "إيقاف حكم الإعدام والموافقة على إعادة النظر في ملفات 3 متهمين في أحداث نوفمبر"، وعنونت كذلك "صبح امروز" بـ"وقف حكم الإعدام"، وكتبت "اعتماد": "ترحيب بقرار السلطة القضائية".

ولا ينفك الحديث عن أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار هو الأسخن في الصحف، لا سيما في الأيام الأخيرة، وعن موضوع الغلاء الفاحش عنونت "جهان صنعت" بعنوان كبير في صفحتها الأولى، وكان العنوان مفردة واحدة هي كلمة "الغلاء"، وأوضحت الصحيفة أن العملة الوطنية قد تلاشت في الوضع الراهن، مشيرة إلى تجاوز الدولار سعر 26 ألف تومان. وكتبت "ستاره صبح" عن "أسباب ارتفاع العملات الصعبة"، وعنونت "صمت" بـ"الأسواق في حالة غيبوبة"، فيما كتبت "إيران" الحكومية: "الغلیان فی الأسواق"، وتساءلت "اقتصادي ملي": "هل تخلى البنك المركزي عن السوق؟".

وفي سياق منفصل أشارت صحيفة "صبح امروز" إلى احتمالية قطع الكهرباء في فصل الصيف، وعنونت بالخط العريض "احتمال قطع الكهرباء"، وحسب المتحدث باسم الكهرباء فإن 14 محافظة في إيران هي في الحالة الحمراء من حيث استخدام الكهرباء وهذا يعني أن استخدام هذه المحافظات أكثر من النسبة المحددة بـ10 في المائة في الحد الأدنى، وطالبت الصحيفة الشعب بتقليل نسب استهلاك الكهرباء، وإلا فإن قطع التيار قادم.

إقليميا سلطت بعض الصحف الأضواء على التحركات العراقية، وعن قيام رئيس وزرائها الجديد مصطفى الكاظمي بدور الوسيط بين إيران والمملكة العربية السعودية، وتزامن ذلك مع زيارة ظريف إلى بغداد وكتبت "آرمان ملي" عنوانها الرئيسي بـ"الكاظمي وسيط لتحسين العلاقات بين طهران والرياض"، معتقدة أن هذه الخطوات التي يقوم بها الكاظمي إيجابية وأن حظوظ نجاحه بالوساطة كبيرة.

وفي سياق متصل أشارت صحف عدة إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى العراق، وعنونت "مردم سالاري" بـ"زيارة ظريف إلى بغداد قبل زيارة الكاظمي إلى طهران"، وكتبت "ابتكار": "أيام هامة للدبلوماسية مع الجارة الغربية"، وأشارت إلى أن تزامن هذه الزيارة مع جولة للكاظمي تشمل السعودية أعطاها زخما إعلاميا خاصا. أما صحيفة "جوان" الأصولية فيبدو أنها لا تستسيغ أن يكون هناك تقارب إيراني سعودي عبر بوابة العراق، ونفت أن  تكون زيارة ظريف في إطار محاولات رأب الصدع بين طهران والرياض، وكتبت: "ظريف في بغداد من أجل العراق فقط".

أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فرأت أن سبب زيارة ظريف للعراق من أجل وساطة رئيس وزراء العراق بين طهران والرياض، وأعربت الصحيفة عن أملها في أن ينجح الكاظمي في إحداث تغيير في مسار العلاقات بين إيران والسعودية، ونشرت صورة على صفحتها الأولى لوزير الخارجية الإيراني ومصطفى الكاظمي، وكتبت بعنوان عريض: "وساطة وزير الخارجية العراقي بين الرياض وطهران"

يمكننا الآن أن نطالع تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم..

"كيهان": انهيار العملة الوطنية رفع الطلب على العملات الصعبة

تطرقت صحيفة "كيهان" المقربة للمرشد إلى أزمة ارتفاع أسعار الدولار، وحاولت معرفة أسباب هذا الوضع. وقد أكدت الصحيفة وجود عوامل كثيرة تؤثر على ارتفاع نسبة الطلب على العملات الصعبة، وقالت: "إن سقوط قيمة العملة الوطنية تسبب في أن يبادر الإيرانيون لشراء الدولار"، واستشهدت الصحيفة برأي الخبير الاقتصادي وعضو غرفة التجارة بين إيران والصين، مجيد رضا حريرجي، والذي قال إن "كثيرا من الإيرانيين توجهوا في الفترة الأخيرة لشراء الشقق في تركيا وهو ما يؤدي إلى خروج الاستثمارات من البلاد".

وأكد حريرجي للصحيفة أن عائدات إيران في مجال العملات الصعبة تراجع بنسبة 40 في المائة، وهذا التراجع في نسبة العرض ساهم في ارتفاع أسعار العملات في الأسواق. كما أشار الخبير الاقتصادي إلى موضوع الـ27 مليار دولار، وأوضح حريرجي أن الكثير من هذه الشركات المصدرة هي  بيد أطراف تنتمي إلى الحرس الثوري أو الحكومة نفسها، وعلى ذلك فينبغي على الحكومة أن تعالج المشكلة  من أساسها أولا.

وأضاف الخبير الاقتصادي: "لو كان لدينا 1000 مصدر في القطاع الخاص، فإن 100 مصدر منهم يستحوذون على 90 في المائة من حجم الصادرات، وهذه النسبة من المصدرين معروفة للحكومة بشكل تام".

"آرمان ملي": بناء علاقات اقتصادية مع أميركا في صالح إيران

أجرت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية مقابلة مع الخبير والبرلماني السابق، غلام رضا جعفر زاده أيمن آبادي، حول الوضع الاقتصادي الراهن لإيران. وقد ذهب أيمن آبادي إلى أن بناء علاقات لإيران مع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأميركية يكون في صالح طهران، مضيفا: "يترقب الرئيس الأميركي حاليا الانتخابات الرئاسية وهو اليوم في حاجة ماسة إلى إجراء هذه المفاوضات مع إيران وعلى طهران أن تستغل هذه الفرصة".

وأكد البرلماني الإيراني السابق أن الولايات المتحدة اليوم تشكل أكبر اقتصاد في العالم سواء أرادت إيران ذلك أم لم ترد، وأن الدول الأوروبية هي حليفة لواشنطن وتربطها بها علاقات اقتصادية تقدر بتريليون و400 مليار دولار أميركي سنويا، ولهذا فإنها ستتبع سياسة أميركا من أجل مصالحها.

وانتقد أيمن آبادي توجهات بعض الأطراف المتشددة في الداخل والتي تريد أن تضع أسلاكا شائكة حول إيران، وأن لا تبني طهران أي علاقات مع الدول الأجنبية، منتقدا قرار سياسة مجلس مصلحة النظام وتعامله مع قضية مجموعة العمل المالي  FATF))، والتي كانت تتعارض مع مصالح طهران.

"ستاره صبح": إيران تفقد نفوذها في العراق تدريجيا والكاظمي يعطي الأولوية للسعودية

قال المحلل السياسي علي بيكدلي لصحيفة "ستاره  صبح" إن جبهة نفوذ إيران في العراق آخذة  في الضعف والتراجع، وإن زيارة ظريف إلى العراق هي محاولة استباقية من جانب إيران قبل زيارة الكاظمي إلى السعودية. وأكد بيكدلي أن العراق سيعود آجلا أما عاجلا إلى أحضان التيار العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، لأن المصالح العليا للعراق تتمثل في تحسين علاقته مع السعودية والدول الخليجية. كما أن العراق في حاجة ماسة إلى الاستثمار الأجنبي الذي قد يحصل عليه من الدول العربية.

من جانب آخر، رأى علي بيكدلي أن إيران فقدت نفوذها في العراق، ويبدو أن رئيس وزرائها الجديد مصطفى الكاظمي لا يرغب كثيرا في بناء علاقات قوية مع طهران. وأضاف بيكدلي: "يمكن اعتبار أن إعطاء أولوية في جولته الإقليمية للسعودية والتوجه إليها في محطته الأولى يحمل رسالة سياسية مفادها أن الأولوية في سياسات العراق الخارجية في عهد الكاظمي هي للمملكة العربية السعودية".