غزل الانتخابات !

بقلم: أحمد سلام

عشية انتخابات مجلس النواب القادمة، بدأت إجراءات تلقي طلبات الترشيح بمقار المحاكم الإبتدائية بعواصم المحافظات، والمشاهد المصورة التي رصدتها الكاميرات وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي توثق الإقبال الشديد في اليوم الأول الخميس 17سبتمبر.

وقد استوقفني مشهد مواكب السادة المرشحين التي تحدث أزمات مرورية، ووصل الأمر كما في مدينة بنها إلى غلق الطريق أمام مجمع محاكم بنها، وهنا طالما استمرت الفوضى المعهودة فلابد من تدخل الشرطة، بالتزامن مع إعلان صريح من اللجنة العليا للانتخابات عن محاذير طوال أيام تلقي أوراق الترشح، مفادها ألا يكون ذهاب المرشح بموكب لعدم إعاقة التحرك في الشوارع مع عقوبات رادعة تصل لمنع تلقي اوراق الترشح .!

كان من المؤسف أن يحدث تسابق على أولوية الدخول لمقر لجنة تلقي طلبات الترشح بمحكمة بنها الابتدائية، واقترن الأمر بعراك ليظهر للمارة تشاجر المرشحين وأنصارهم على أولوية الدخول، وهذا يكشف عن عوار يلزم الانتخابات يتصل بسلوكيات المفترض أن من بينهم سوف يتم انتخاب نائب الشعب .!

أما عن جدوي الأمر فلله الأمر. لا جديد تحت الشمس طوال حقب مضت بريق الحصانة ومزايا مقعد البرلمان مشهد لن يتوقف.

الأمر له تاريخ في مصر الفرعونية التي توارثت الولع بالسلطة اقترابا من كل فرعون، وما إن يفارق تستمر نفس المشاهد وقد تغير مسمي الحكام إلى ملوك ورؤساء.

رغم زوال الملكية لم تزل صفحات الوفيات تعج بأسماء من يحرصون علي الإشارة إلي الجد عضو مجلس النواب أو الشيوخ ويستمر النهج. الغاية لقب للتفاخر والتباهي مهما كلف الأمر .!

الحديث ليس إساءة لشخوص بقدر ما هو إشارة لوجع قومي جراء انعدام الأثر في ظل دوام تمني أن تكون السلطة التشريعية ذات فاعلية في مواجهة باقي السلطات، وتحديداً السلطة التنفيذية، وذاك لمصلحة الشعب الذي كابد كثيرا جراء ذوبان كل السلطات في بوتقة واحدة .!

الأمر إذا سلطة وجاه ومصلحة شخصية. فقط الوصول للبرلمان وبعدها جنات عدن تجري من تحتها الأنهار .!

غزل الانتخابات نهج مصري متوارث جعل من يبتغون البرلمان هدفا يعدون العدة والطريق يتسع لمن لديهم الاستعداد للمسير نحو الحلم قرين الزاد المعهود، ألا وهو المال، ودعم الحزب الحاكم – وقت زمن الحزب الحاكم – وفي فلك أي مسمى يراد له أن يكون بوابة العبور إلى الحياة الجديدة تحت قبة البرلمان على مرمى حجر من كل المبتغى من آمال وتطلعات .!

غزل الانتخابات مقدمة لشبق السلطة مبتغى الفراعنة جيلا فجيلا، ولهذا الإجابة دوما حاضرة عند كل انتخابات، وعقب كل انتخابات.

لاجديد تحت الشمس. نفس المشاهد، نفس الوجوه، نفس التوجه، نفس الشعارات والمبتلى وهو الوطن .!

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى