271- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن أسباط، عن مولى لبني هاشم، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: ثلاث من كنّ فيه فلا يرج خيره: من لم يستح من العيب و يخش اللّه بالغيب و يرعو عند الشيب.
[إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه.]
272- أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن الحجّال قال: قلت لجميل بن درّاج قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه؟ قال: نعم، قلت له: و ما الشريف؟ قال: قد سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن ذلك فقال: الشريف من كان له مال [قال] قلت: فما الحسيب؟ قال: الذي يفعل الأفعال الحسنة بماله، و غير ماله. قلت: فما الكرم؟ قال: التقوى.
[أشدّ من حزن النساء و فراق الموت فقر يتملّق صاحبه ثم لا يعطى.]
273- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السّكوني، عن أبي- عبد اللّه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): ما أشدّ حزن النساء و أبعد فراق الموت؟!
غطاه.
قوله (من لم يستح من العيب)
(1) فينقل قبائح اعماله و رذائل أخلاقه عند الناس و لا يبالى اطلاع الناس عليها
(و يخش اللّه بالغيب)
(2) أى لم يخش اللّه حال كونه متلبسا بالغيب و الخفاء فيقول و يعمل فى السر ما لا يجوز شرعا أو عقلا و حاله فى ذلك كحال المنافق. و يحتمل أن يراد بالغيب القلب أى لم يخش اللّه بقلبه و انما يظهر الخشية بلسانه و جوارحه
(و يرعو عند الشيب)
(3) فى القاموس الرعو و الرعوة و يثلثان و الرعوى و يضم و الارعواء و الرعياء بالضم التورع عن الجهل و حسن الرجوع عنه و قد ارعوى و فى النهاية ارعوى عن القبيح يرعوى ارعواء اذا انكف عنه و انزجر منه. و الشيب بياض الشعر كالمشيب و قال الاصمعى المشيب دخول الرجل فى حد الشيب. قوله
(الشريف من كان له مال)
(4) بين ما هو المراد من قوله (صلى اللّه عليه و آله) «اذا أتاكم شريف قوم فأكرموه» و ليس المراد بيان حقيقة الشريف بدليل ان الشريف يطلق أيضا على من هو شريف فى الدين و فى القاموس شرف ككرم شرفا محركة علا فى دين او دنيا
(قلت فما الحسيب قال الّذي يفعل الافعال الحسنة بماله و غير ماله)
(5) هذا يقوى قول من قال الحسب يكون فى الرجل باعتبار أعماله الحسنة و ان لم يكن له آباء لهم شرف و هو حجة على من قال بأنه فى الاصل الشرف بالآباء و ما يعده الانسان من مفاخرهم و يؤيده ما روى من طرق العامة «حسب الرجل دينه و مروءته و خلقه»
(قلت فما الكرم قال التقوى)
(6) أى التحرز عما يوجب الاثم و من طريق العامة «الكرم التقوى» و هذا يقرر ما فى قوله تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ و ليس الغرض بيان حقيقة الكرم و أنه التقوى فقط بدليل أن الكرم يطلق على الجود، و من أسمائه تعالى الكريم و هو الكريم المطلق لانه الجواد المعطى الّذي لا ينفد عطاؤه و لا يريد الجزاء و لا يرى سبق الاستحقاق.
قوله (قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) ما أشد حزن النساء)