مصر تتهم إثيوبيا بخرق «المبادئ» عقب توليد كهرباء «النهضة»

نشر في 20-02-2022 | 16:34
آخر تحديث 20-02-2022 | 16:34
سد النهضة
سد النهضة
بعد ساعات مع احتفالية إثيوبية رسمية لبدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة، أمس، اتهمت الحكومة المصرية نظيرتها الإثيوبية بخرق التزاماتها في اتفاق إعلان المبادئ لسنة 2015، في إشارة إلى غضب القاهرة من التحركات الإثيوبية المنفردة في ملف السد، بالتوازي مع فشل المحاولات الدولية والإفريقية لإعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة المتعثرة منذ أبريل الماضي، وسط مخاوف مصرية من مضي أديس أبابا في سياسة فرض الأمر الواقع على دولتي المصب مصر والسودان. وبدأت إثيوبيا رسمياً في إنتاج الكهرباء من سد النهضة المطل على النيل الأزرق، إذ تجول رئيس الوزراء أبي أحمد، صحبة كبار المسؤوليين الإثيوبيين في محطة توليد الطاقة الملحقة بالسد أمس، وضغط على مجموعة من الأزرار، في خطوة أعلنت إثيوبيا أنها بداية إطلاق عملية الإنتاج.

واحتفى رئيس الحكومة الإثيوبي بالخطوة لتوليد 375 ميغاواط من إحدى توربيات السد، واعتبرها «ولادة حقبة جديدة»، وكتب في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «إنه نبأ سار لقارتنا ولبلدان المصب التي تتطلع إلى العمل معها»، في محاولة على ما يبدو لامتصاص أي غضب في القاهرة والخرطوم، إذ شدد على حسن النية، قائلا: «كما ترون هذه المياه ستولد الطاقة، وستتدفق كما كانت تتدفق في السابق إلى السودان ومصر، على عكس الشائعات التي تفيد بأن شعب إثيوبيا وحكومتها يبنيان السد لحرمان مصر والسودان». وتابع أبي أحمد: «إثيوبيا لا تريد إلحاق الضرر بأحد. إثيوبيا لا ترغب إلا في توفير الكهرباء للأمهات اللواتي لم يرين قط مصباحًا متوهجًا»، وركز على أن المشروع يهدف إلى إخراج الشعب الإثيوبي الكادح من «الفقر الذي نحن فيه حاليا»، وهو خطاب يغازل الداخل الإثيوبي الذي يعاني ويلات اقتتال أهلي، إذ تسعى حكومة أديس أبابا لاستغلال ملف السد من أجل إعادة اللحمة لبلاد تعاني تنافرا بين مكوناتها العرقية.

في المقابل، قالت الخارجية المصرية في بيان رسمي أمس، إن الإعلان الإثيوبي عن البدء بشكل أحادي في عملية تشغيل سد النهضة، «يعد إمعانًا من الجانب الإثيوبي في خرق التزاماته بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ لسنة 2015، الموقع من قبل رئيس الوزراء الإثيوبي»، خصوصا أن هذه الخطوة تأتي بعد «سابق الشروع أحادياً في المرحلتين الأولى والثانية من ملء السد».

وسادت حالة من التشكيك والتقليل من جدوى التحرك الإثيوبي بين عدد من الخبراء المصريين، إذ قال وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر علام، إن الكهرباء المولدة من السد ستكون محدودة، «بما يكفي لإنارة عدة منازل بسيطة في عزبة صغيرة عندنا في الصعيد»، وسخر من الحديث الإثيوبي بخصوص إمداد دول الجوار بالكهرباء، وأكد أن الاحتفال الضخم تمخض عن تشغيل توربين واحد بعد ثلاث سنوات من المحاولات، ورأى أن ما يحدث محاولة للتغطية على الأزمة في الداخل الإثيوبي المشتعل.

إلى ذلك، يتوقع أن يشهد ملف سد النهضة المزيد من التصعيد خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار إثيوبيا في المضي قدما في خطواتها لبدء الملء الثالث لبحيرة السد في يوليو المقبل، بينما ترى القاهرة والخرطوم أن المواقف الأحادية لأديس أبابا ستؤدي إلى ضرر مباشر بحقوق دولتي المصب التاريخية في مياه نهر النيل.

حسن حافظ

back to top