تحظى ارامل الانفال براحة قليلة

استمرت معاناة النساء اللاتي ترملن بحملة الانفال المدمرة على مدى 20 عاما ولا زلن يعانين.

تحظى ارامل الانفال براحة قليلة

استمرت معاناة النساء اللاتي ترملن بحملة الانفال المدمرة على مدى 20 عاما ولا زلن يعانين.

1988من اجل ان تتغلب على صعوبات الحياة، حين اختفى زوجها بعد ان اسرته القوات العراقية خلال حملة الانفال.



تعيش فتاح مع ابنتيها في معسكر شورش الواقع 80 كم غرب السليمانية، في غرفتين صغيرتين اعطاهما لها احد الاقارب.



قالت فتاح،40، "لا نستطيع ايجار بيت" مضيفة ان دخلهم الشهري هو الراتب التقاعدي الذي تمنحه لهم حكومة الاقليم الكردي والبالغ 120 دولارا امريكيا والذي بالكاد يسد حاجاتهم الاساسية.



تشتغل الارملة مع ابنتيها ،22،23، في الحقول خلال فصل الصيف حيث يقطفن الطماطة ويحصدن الحمص من اجل الحصول على دخل اضافي. اما في الشتاء فلا يوجد هناك عمل في المدينة حيث لابد لهن من الاعتماد على الراتب التقاعدي.



يعتقد بان زوج فتاح هو من ضمن قتلى حملة الانفال سيئة الصيت التي تمت في نهاية الثمانينيات والبالغ عددهم 182.000 مواطن كردي. اما الناجون من الحملة فمن الصعب عليهم مواجهة ظروف الحياة.



بنيت شورش من قبل نظام صدام كتعويض للاكراد التي دمرت بيوتهم خلال العمليات العسكرية. فقد دمرت ما لايقل عن 200 قرية وتم تهجير عشرات الالاف بالقوة خلال الحملة، وذلك بحسب مراقبية حقوق الانسان.



يعيش الان في المعسكر 1700 من ارامل حملة الانفال، وذلك بحسب اتحاد نساء كردستان.



وبحسب الاحصاء الذي اجري العام الماضي فان ارامل الانفال يشكلن 15% من السكان في كردستان العراق- ليس هناك رقم مضبوط بعددهن-.، وان 40% منهن بدون عمل ويعتمدن على التقاعد الحكومي.



اعطت الحكومة الكردية ارامل شورش قطع من الاراضي لبناء بيوت لهن عليها، الا انهن لا يملكن المال الكافي لذلك.



تعيش رحمة حسين،38، مع والدها في بيت من غرفة واحدة في شورش. كان قد مضى خمسة شهور على زواجها حين اسرت القوات العراقية زوجها في بيته الواقع في قرية كريزاي دالو في كركوك. ومن يومها لم يراه احد.



في تلك السنة، امضت اشهرا في معسكرات الحجز في الصحراء غرب العراق. وعند اطلاق سراحها، عادت الى بيتها لتجده مهدما مع قريتها.



بعد اشهر قليلة، عملت كمعينة في احد مدارس المخيم للحصول على دخل اضافي غير التقاعد. لكن العادات الاجتماعية تمنع اشتغال من هي بمثل عمرها، لذلك تركت العمل.



قالت "الناس ينظرون لي باحتقار. لا ادري ماذا افعل الان، انا استدين المال لاعيش ثم ارده بعد استلامي الراتب التقاعدي".



قالت كلاله عزيز التي تمثل ضحايا الانفال في برلمان كردستان ان الحكومة ملامة بسبب قلة الخدمات والاهتمام الذي يجب ان توفره للارامل.



واضافت "مشاكل ضحايا الانفال لا تنتهي".



لم تعمل الحكومة الا القليل لهم، فعلى سبيل المثال حين تم توزيع قطع الاراضي لهم، قال المسؤولون ان الحكومة ليس بامكانها بناء اكثر من 200 بيت.



قالت عزيز ان الحكومة كانت عازمة على بناء البيوت في شورش لكن ممثلي المخيم احبطوا المشروع لانهم كانوا يخشون ان بعض الارامل سيطردن من المخيم.



كانت عزيز من المدافعات عن حقوق الارامل، ففي عام 1999 كانت تدفع بشأن اصدار قانون يمنع الحكومة من قطع الراتب التقاعدي عن الارملة في حالة زواجها.



قالت جنار سعد، وزير شهداء وضحايا الانفال، ان وزارتها طلبت تخصيصات لاعادة بناء اجزاء من الموقع الذي دمرته حملة الانفال. واضافت "قدمنا مشروعا الى مجلس الوزراء من اجل تزويدنا بميزانية خاصة".



لكنها رفضت الكشف عن المبلغ وكيفية صرفه.



انتقدت عزيز الحكومة لفشلها في وضع خطة ستراتيجية لمساعدة المنطقة التي تأثرت بعمليات الحملة. "ان استمرت الحكومة على هذه الوتيرة في عملها، فلن يكون بامكانها تقديم الخدمات الجيدة لهذه المناطق حتى بعد 15 سنة".



برهم عمر: مراسل معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية

Iraq
Frontline Updates
Support local journalists