تبحث عن هاتف جديد بكاميرا جيدة؟ احترس من خداع الشركات


كتب- محمد السعيد. 


عملية شراء هاتف ذكي جديد هي عملية صعبة للغاية ومحيرة خاصة بالنسبة لمن هم ليسوا على دراية جيدة بعالم الهواتف الذكية وليسوا من عشاق التكنولوجيا، وتستغل شركات صناعة الهواتف الذكية هذا الأمر لكي تقوم بالتسويق لهواتفها بطرق ملتوية ومن أهم العناصر التي تستغلها الشركات للترويج لهواتفها الذكية هي عنصر الكاميرا. 


استخدام معدات تصوير 


واحدة من أشهر الخدع التي تقوم بها الشركات عند التسويق لكاميرا الهاتف الذكي الخاص بها هي استخدام معدات تصوير احترافية سواء على مستوى الإضاءة أو حامل الكاميرا وتهيئة كل هذه العناصر لصناعة ستوديو والتقاط صور ومقاطع فيديو فيه وتبدو الصور ومقاطع الفيديو مثالية للغاية في هذه الظروف، ويعتقد من يرى الصورة أو الفيديو أن الهاتف الذي سيشتريه سوف يقدم له مثل هذه الصور ومقاطع الفيديو دون الاستعانة بوسائل خارجية. 

ومن الأمثلة على ذلك هو هاتف Redmi Note 11 حيث تعرض الشركة عينات صور من كاميرا الماكرو الخاصة بها، ونحن نشك أن هذه الصور تم التقاطها دون مساعدة خارجية. 

بالطبع لا يمكن القول أن استخدام المعدات الإضافية أمرًا سيئًا ولكن المشكلة هي عدم توضيح ذلك من الشركات والعلامات التجارية المختلفة وبذلك تساعد بشكل كبير في إيهام المستخدم أنه بالإمكان التقاط صور بنفس هذه الجودة والدقة بمجرد فتح كاميرا الهاتف الذكي. 


استخدام صور مزيفة 


هناك بعض الشركات التي أخذت خطوات مختلفة من أجل خداع المستخدمين، وقامت باستخدام كاميرات DSLR في التقاط صور ومقاطع فيديو وقالت أنها تم تصويرها من خلال الهاتف الذكية ومن بين هذه الهواتف هو هاتف Nova 3i من Huawei في عام 2018، وقد كشفت صورة Instagram المحذوفة للهاتف أنهم لم يلتقطوا في الواقع صورة سيلفي من الهاتف مع الهاتف ولكن بدلاً من ذلك تم تصويرهم بكاميرا DSLR.


حذف تفاصيل الكاميرا


تحب  الحديث عن المميزات الرائعة التي تقدمها هواتفها الذكية خاصة على مستوى الكاميرا ولكنها تخفي الكثير من التفاصيل الأخرى الأقل إثارة للإعجاب، وهناك مثال واضح على ذلك مع هاتف Realme 8 5G حيث تخفي الشركة الكثير من المعلومات المتعلقة بالعدسات خاصة العدسة أحادية اللون ولا تذكر سوى التفاصيل التي تمجد من قيمة الكاميرا الخلفية، هذا الأمر يحدث في الكثير من الهواتف حيث تخفي الشركات قدرات التكبير الرقمي إذا كانت غير مثيرة، كما تخفي حجم المستشعر وبعض العدسات في الكثير من الحالات على موقعها الرسمي ولكي تعرف هذه المواصفات تحتاج إلى الدخول إلى مواقع أخرى مهتمة بالهواتف الذكية. 

مصطلحات فنية مضللة


تحب بعض شركات الهواتف الذكية تعكير صفو المياه من خلال إدخال مصطلحات تسويقية لكاميرات الهواتف الذكية متخفية كمصطلحات تقنية، أحيانًا في محاولة لإرباك القراء، هذه الممارسة منتشرة بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بتقنية التكبير / التصغير.

على سبيل المثال اخترعت Samsung مصطلح "التكبير البصري الهجين" بدلاً من القول إن Galaxy S20 و S21 يستخدمان ببساطة تقنية التكبير الهجين، أضاف المصطلح "البصري" مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن الهواتف بها تقريب / تقريب بصري في حين أنها في الواقع تفتقر إلى هذه التكنولوجيا، ومع وصول Galaxy S22 و S22 Plus أصبح لدى الطرازين الأساسيين و النسخة الـ Plus أخيرًا كاميرات مقربة بصرية حقيقية. 

Huawei و Realme شركتان أخريان تستخدمان مصطلحات فنية مربكة وتسوقان بالقول أن هواتفهما تقدم تقنية AIS و UIS لتثبيت الصورة على التوالي، من المؤكد أن AIS من Huawei يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لتخفيف الاهتزازات، لذلك فهي مختلفة قليلاً عن EIS التقليدي القائم على البرامج، ومع ذلك لا تزال هذه الحلول تعتمد على البرامج أو السوفت وير ولن تكون بنفس جودة حلول أجهزة OIS، لذلك يجب عليك دائمًا التأكد من أن هاتفك الذي تريده يحتوي على OIS إذا كنت تريد صورًا خالية من الضبابية ومقاطع فيديو أقل اهتزازًا.

تسليط الضوء على عدد الميجابكسل


يعد عدد الميجابكسل أحد أقدم الحيل التسويقية لكاميرات الهواتف الذكية في الكتاب ولا يزال يمثل آفة في الصناعة حتى يومنا هذا، إنه يعتمد على الاعتقاد الخاطئ بأن المزيد هو الأفضل دائمًا وهذا بالتأكيد ليس هو الحال عندما يتعلق الأمر بالميجابكسل.

ما تحتاج إلى معرفته هو أن حجم بكسلات الكاميرا والميزات مثل OIS وفتحة العدسة ومعالجة البرامج لها تأثير أكبر على جودة الصورة من عدد البكسل، هذا مهم بشكل خاص في الظروف ذات الإضاءة المنخفضة حيث تساعد وحدات البكسل الأكبر حجمًا في التقاط المزيد من الضوء، وبالتالي الحصول على لقطة أفضل وفي الوقت نفسه يمكن لـ OIS تقديم صور مع ضبابية أقل أثناء النهار والليل.

يمكن أن تكون المزيد من وحدات الميجابكسل رائعة أثناء النهار، مما يضيف مزيدًا من التفاصيل ومع ذلك لن تستفيد غالبًا من هذه التفاصيل الإضافية الجاهزة، حيث تقوم العديد من الهواتف اليوم بالتصوير بدقة أقل مع البكسل بشكل افتراضي للحصول على صور أكثر وضوحًا، بمعنى آخر لا تزال هذه المستشعرات بدقة 108 ميجابكسل تمنحك صورًا بدقة 12 ميجابكسل، لذا بدلاً من النظر إلى الميجابكسل ألق نظرة على حجم البكسل حيث يعتبر حجم البكسل الذي يقل عن 0.8 ميكرون صغيرًا عندما يتعلق الأمر بكاميرات الهواتف الذكية بدقة 48 ميجابكسل.

برامج التصوير 


يعتمد مصنعو الهواتف الذكية أيضًا على البرامج لتقديم دقة أعلى ومعدلات إطارات أسرع مما يمكن أن توفره الأجهزة، وذلك على الرغم من أن هذا ليس مضللًا دائمًا، إلا أن بعض الهواتف تدعي أنها تدعم ميزة لا تستطيع أجهزتها استخدامها.

لقد رأينا العديد من العلامات التجارية الصينية مثل Oukitel و Doogee، تفعل ذلك منذ عدة سنوات، فقد زعمت هواتفهم أن لديها كاميرا خلفية بدقة 13 ميجابكسل في حين أنها في الواقع مستشعر بدقة 8 ميجابكسل يقوم بترقية الصور النهائية إلى 13 ميجابكسل، لحسن الحظ، هذه الممارسة نادرة جدًا اليوم.

إذن ما الذي يجب أن تبحث عنه إذا كنت تريد كاميرا رائعة؟


الآن بعد أن تعرفت على بعض الحيل التسويقية لكاميرات الهواتف الذكية التي تستخدمها العلامات التجارية لكاميراتها، ماذا عن العوامل التي يجب مراعاتها إذا كنت تريد كاميرا هاتف ذكي رائعة؟

من أهم العناصر معالجة / برمجيات الصور وتختلف كل علامة تجارية في هذا الصدد، فعلى سبيل المثال تقدم كاميرات Samsung عمومًا ألوانًا مشبعة ونطاقًا ديناميكيًا واسعًا بينما تقدم هواتف Sony الذكية درجات ألوان أكثر واقعية ونتائج HDR صامتة، وفي الوقت نفسه تشتهر Google بالألوان المشبعة إلى حد ما وجودة الإضاءة المنخفضة الرائعة، هذا ليس مضمونًا لجميع الهواتف بعلامة تجارية معينة ولكنه يمثل أساسًا قويًا لما يجب أن تتوقعه.

فيما يتعلق بالهواتف ستحتاج إلى مستشعر كاميرا رئيسي كبير مزود بـ OIS ووحدات بكسل كبيرة نسبيًا، على سبيل المثال  فإن أبرز الهواتف الرائدة في السوق مثل سلسلة Galaxy S22 و Xiaomi Mi 11 Ultra و Google Pixel 6 تقدم OIS ومستشعر الكاميرا الرئيسي بحجم ميكرون بكسل واحد أو أكبر، من الأفضل تجنب أحجام بكسل أصغر من 0.8 ميكرون للكاميرات بدقة 48 ميجابكسل و 50 ميجابكسل و 64 ميجابكسل و 108 ميجابكسل.


أخيرًا يجب أن تسأل نفسك كم عدد الكاميرات الإضافية التي تحتاجها، لست متأكدا؟ ثم فكر في أنواع الصور التي تريد التقاطها (لقطات مقربة، مناظر طبيعية، أحداث رياضية، إلخ)، عادةً ما تحتوي الهواتف الرائدة على كاميرا فائقة السرعة وعدسة تقريب أو عدسة تكبير لتغطية جميع الصور المحتملة، لا يزال بإمكانك العثور على كاميرات فائقة الدقة على الهواتف ذات الميزانية المحدودة، لكن كاميرات المقربة أغلى ثمناً، وبالتالي فهي ليست شائعة في الهواتف المتوسطة والاقتصادية.



التعليقات

إكتب تعليقك

إسمك الكريم * بريدك الإلكتروني * اكتب كود الامان *

انشاء كود اخر.