رامي جلال يكتب | عيد قيامة الجمهورية الجديدة

0 486

كل عام ومصر بخير وسلام وفى أعياد دائمة. هذا المقال لا يفرّق بين أحد تبعًا للمدوَّن في خانة الديانة بالبطاقة الشخصية فإن كنت مصممًا على التفرقة فلا تُكمل القراءة من فضلك.

تحتفل الطوائف المسيحية حول العالم بعيد القيامة المجيد، وهو عيد يمثل قمة الفرح عند المسيحي وقمة الخلاف عند المسلم، ولا يمثل أي شيء يُذكر عند نصف سكان الكرة الأرضية على الأقل! ونحن مختلفون وهذه هي إرادة الله وحكمته (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا). ومع ذلك فهو سبحانه وتعالى لا يُكره أحدًا، بدليل أنه يعطى الخير للجميع دون تفريق، ولا يصدر عنه شر لأىٍّ منا، فكم بالحَرِى أن نبتعد نحن عن الكراهية والتفريق بين الناس.
هناك من يتوقف عن العمل والإنتاج ويُضيع عمره بين صفحات الكتب المقدسة ويلقى بنفسه في غياهب الماضي والتراث باحثًا عن كلمة هنا أو جملة هناك لمحاولة بناء منطق يستخدمه لهدم معتقدات الآخر وإثبات خطئها، وهذا عبث؛ لأن المواضيع شديدة الخصوصية في أي معتقد من المفترض ألا تكون محور اهتمام أحد غير أتباع هذا المعتقد؛ فالأصل أن يهتم الإنسان بعقيدته هو ليشع نورها على الجميع فيبصرونه، وحينها يعرفون الحق، والحق يحررهم.
مشاركة الآخرين لفرحتهم بأعيادهم لا تعنى بالضرورة مشاركتهم الإيمان بالعقيدة الكامنة وراء هذه الأعياد، لكنها تعنى فقط مشاركة الإنسانية التي تُميزنا عن الكائنات الأخرى. فكل فئة من الفئات البشرية التي تستعمر هذا الكوكب تحتفل بأعياد لا تؤمن بها باقي الفئات، فإن كنا سنعزل أنفسنا فلن نتقدم، فالحب يبنى والكراهية تدمر.
عزيزي الإنسان، لا مشكلة إن كنت تؤمن بأن المسيح قد مات وقام وصعد إلى السماوات أو أنه لم يمُت ورُفع ويحيا الآن في تلك السماوات. الواقع أن هذا لا يُحدث فارقًا، نريد لذكرى القيامة اليوم أن تكون عيدًا لقيامة جمهوريتنا الجديدة، وليس يومًا للفرقة والتشتيت. نحتاج لفتح أبوابنا المغلقة لنخرج من أزماتنا، لا فرق إذا قال المسلم: “رب افتح لي أبواب رحمتك”، أو قال المسيحي: “افتحي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد”. المهم أن تنفتح الأبواب لأننا محبوسون خلفها دون تفريق أو تمييز، ومصيرنا واحد: إما أن تنفتح لنا جميعًا بإذن الله، أو نتجمد خلفها كلنا لا قدر الله. اعملوا وأنتجوا ليعيش الوطن في خير وسلام وفى أعياد دائمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.