الأجندة المصرية في القمة العربية -الصينية: الاقتصاد أولاً

الأجندة المصرية في القمة العربية -الصينية: الاقتصاد أولاً

10 ديسمبر 2022
بحث شي والسيسي التعاون الثنائي بين البلدين (أندريا فيرديلي/فرانس برس)
+ الخط -

غلبت العوامل والدوافع والأهداف الاقتصادية، على القرار المصري بالمشاركة في القمة العربية الصينية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، أمس الجمعة، وحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا سيما أنها تأتي في ظل العلاقة الاستراتيجية القوية بين البلدين.

وعكفت دوائر في الجانب المصري، قبل انعقاد القمة، على أن يضع الوفد المصري في أجندته قبل التوجه إلى الرياض، العديد من الرؤى المتعلقة بزيادة الاستثمارات الصينية في مصر، في وقت تعاني فيه الأخيرة من نقص الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وزيادة السياحة الصينية في مصر.

وتبقى قضية التمويل الصيني لسد النهضة الإثيوبي أساسية بالنسبة للقاهرة في أي مناسبة تجمع مسؤوليها بنظرائهم الصينيين، وسط عجز الدبلوماسية المصرية عن إقناع بكين بوقف تمويل المشروع إلا لفترة وجيزة لم تستمر طويلاً.


أيمن سلامة: الصين شريك اقتصادي استراتيجي لمصر، ولها استثمارات ضخمة في المناطق الاقتصادية
 

وجاءت المشاركة المصرية (عالية المستوى) في القمة العربية الصينية في الرياض، قبل أيام من توجه قادة من أفريقيا، بينهم السيسي، إلى واشنطن، في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر/كانون الأول الحالي، لحضور قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا.

بناء علاقات متوازنة مع جميع الدول

عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أيمن سلامة قال لـ"العربي الجديد" إن حضور مصر في القمة العربية -الصينية، "جاء في ظل السياسة التي ينتهجها عدد من الدول النامية، ومنها مصر، والقائمة على بناء علاقات متوازنة مع جميع الدول، وعلى وجه الخصوص الخمسة الكبار".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأكد سلامة أن "الدول العربية المشاركة في القمة، ومنها مصر، بالإضافة إلى الصين، لا تغفل الحقائق الثابتة، ومنها أن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر مصر أهم دولة حليفة من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ العام 1987، وبخاصة في ملف مكافحة الإرهاب".

وأوضح أنه "اعتباراً من 1980، تتلقى مصر ثاني أكبر معونة عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة، بموجب مذكرة التفاهم المصرية الأميركية الموقعة في العام ذاته، بشرط أن تحافظ مصر على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية المبرمة في كامب ديفيد في مارس/آذار 1979". وأضاف أن مصر "لا تغفل ذلك وهي تحضر القمة العربية الصينية في السعودية".

وقال سلامة إن "السياسة المصرية تجاه الإدارة الأميركية، خلال حقبة الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك، تركت إرثاً سلبياً لدى دول أفريقية، ومنها إثيوبيا، التي تخوض مصر معها صراعاً حول مياه النيل، التي يهددها سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا".

وأكد سلامة أنه في الوقت ذاته "لا تغفل الولايات المتحدة الحقائق بخصوص علاقة مصر بالصين، إذ إن القاهرة هي أول عاصمة عربية تعترف بجمهورية الصين الشعبية". 

وأشار إلى أن الصين "شريك اقتصادي استراتيجي لمصر، ولها استثمارات ضخمة في المناطق الاقتصادية". وأكد سلامة أن "أحد مظاهر السيادة للدول، أنها تدير علاقتها مع الدول بالشكل الذي تريده، حتى بناء علاقات ذات أفضلية وتحالف مع من شاءت من الدول، بشرط ألا تكون هذه التحالفات مخالفة لميثاق الأمم المتحدة، وألا توجه ضد استقلال أو سلامة الوحدة الإقليمية أو سيادة أي دولة".

الاستثمارات بين السيسي وشي

والتقى السيسي أول من أمس الخميس، الرئيس الصيني شي جين بينغ. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن السيسي "أكد حرص مصر على تطوير التعاون المشترك على مختلف الأصعدة، سواء في الإطار العربي الجماعي، أو في الإطار الثنائي من خلال "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" التي تجمع بين البلدين". 

من جانبه، قال الرئيس الصيني إن بلاده "تعتز بعلاقاتها مع مصر وتسعى دائماً للارتقاء بشراكتها مع مصر في جميع المجالات، خاصةً من خلال توسيع وتنويع أطر التعاون المختلفة، فضلاً عن دعم مصر في مسيرة التنمية الحالية بقيادة الرئيس". 


اعتبر شي أن مصر فيها فرص واعدة للاستثمارات وللشركات الصينية

وأشار إلى أن مصر "فيها فرص واعدة للاستثمارات وللشركات الصينية، ومن ثم هناك آفاق واسعة للارتقاء بالتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين".

وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول استعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين. وأشار السيسي إلى "تكامل المبادرة الصينية "الحزام والطريق" مع جهود مصر التنموية، خاصةً تلك المتعلقة بتنمية محور قناة السويس، وكذا تطوير البنية الأساسية بالدولة، لا سيما في مجالات الطرق والموانئ البحرية والطاقة". وأعرب السيسي عن "التطلع لتعزيز التدفقات السياحية الصينية إلى مصر، فضلاً عن تشجيع الشركات الصينية على تعظيم استثماراتها في مصر".

وحسب البيان المصري فقد شهد اللقاء "تبادل الرؤى بالنسبة لتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، حيث ثمن الرئيس الصيني في هذا الإطار الدور المصري (الرائد) في صون السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، خاصةً من خلال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، أو عن طريق الجهود المصرية الفاعلة في تحقيق التسوية السياسية لمختلف الأزمات في محيطها الإقليمي، وهو الدور الذي تعول عليه الصين في ترسيخ الشراكة الصينية العربية".