1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

طالبان تتحدث بنبرة تصالحية وردود فعل غربية متشككة!

١٧ أغسطس ٢٠٢١

أكدت طالبان أنها ستبدأ المرحلة المقبلة بعفو شامل على الجميع وستسمح للنساء بالعمل في إطار احترام مبادئ الإسلام، جاء ذلك في أول مؤتمر صحفي للحركة. ردود الفعل الغربية اعتبرت أن الحكم على طالبان سيكون استنادا إلى أفعالها.

https://p.dw.com/p/3z69P
المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد ()كابل 17.08.2021
المتحدث باسم حركة طالبان يقدم تطمينات حول الوضع السياسي وموقف الحركة من المرأة وحرية الصحافة، فما مدى مصداقية هذه التصريحات؟صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance

ضربت حركة طالبان نغمات تصالحية خلال المؤتمر الصحفي الأول الذي عقده المسلحون الإسلاميون بعد سيطرتهم على أفغانستان. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، في تصريحات للصحافة في كابول اليوم الثلاثاء (17 أغسطس/آب)، إن طالبان ليست معادية لأي شخص.

وتعهد للأفغان بعفو عام يسري أيضا على من عارضوا طالبان. وقال مجاهد إن العفو يسري أيضا على من عملوا في دعم القوات الأجنبية في البلاد، ومن حاربوا معهم.

ولدى سؤاله عن المدنيين الأبرياء الذين قُتلوا خلال معركة السيطرة على البلاد، قال مجاهد إن مقتلهم كان غير مقصود.

كما تعهد بأن السفارات الأجنبية ومدينة كابول ستكون آمنة، قائلا إنه لن يتضرر أحد في أفغانستان. وألقى باللوم في الفوضى التي شهدتها كابول في الأيام القليلة الماضية على عدم كفاءة الحكومة السابقة.

وأشار إلى أن حركة طالبان تدافع أيضا عن حقوق المرأة في إطار الشريعة الإسلامية، مضيفا أن المرأة ستتمكن من العمل في مجالات الصحة والتعليم وغيرها من المجالات.

كما أدلى بكلمات مطمئنة لوسائل الإعلام، قائلا إن المنافذ الإعلامية يجب أن تظل محايدة، لكن يجب ألا يتعارض أي محتوى مع القيم الإسلامية.

 ووعد مجاهد بأن تكون الحكومة شاملة، قائلا إن الجميع سيكون لهم نصيب بمجرد تشكيل الحكومة. وأشار إلى أن دخول بيوت السكان محظور على مقاتلي الحركة.

وفي سياق متصل أكّد مسؤول رفيع المستوى في طالبان أنّ ارتداء البرقع لن يكون إلزاميا كما كان الحال حين حكمت الحركة المتطرفة أفغانستان قبل أكثر من عقدين، لكن على المرأة وضع حجاب.

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي للجماعة في الدوحة سهيل شاهين لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية "البرقع ليس الحجاب الوحيد الذي (يمكن) الالتزام به، فهناك أنواع مختلفة من الحجاب". ولم يحدّد شاهين نوع الحجاب الذي سيتوجّب على المرأة الالتزام به.

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: سنحكم على طالبان انطلاقا من أفعالها
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: سنحكم على طالبان انطلاقا من أفعالهاصورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance

"الحكم على طالبان سيكون استنادا إلى الأفعال"

وبخصوص ردود الفعل الدولية على المؤتمر الصحفي الذي عقدته حركة طالبان، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية ستحتاج إلى رؤية أفعال لطالبان على الأرض في أفغانستان. وأضاف ستيفان دوجاريك للصحفيين في نيويورك "سنحتاج إلى رؤية ما سيحدث فعلا وسنحتاج إلى رؤية أفعال على الأرض بشأن تنفيذ الوعود".

من جهته قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التكتل لن يتعاون مع الحكومة الأفغانية بعد عودة حركة طالبان للحكم إلا إذا احترمت الحقوق الأساسية بما في ذلك حقوق المرأة ومنعت استخدام الإرهابيين لأراضي أفغانستان. وأضاف في بيان "التعاون مع أي حكومة أفغانية في المستقبل سيكون شريطة التوصل إلى تسوية سلمية بمشاركة الجميع واحترام الحقوق الأساسية لجميع الأفغان بما في ذلك النساء والشبان وأبناء الأقليات علاوة على احترام التزامات أفغانستان الدولية والالتزام بمحاربة الفساد ومنع استخدام التنظيمات الإرهابية لأراضي أفغانستان".

كما أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "سنحكم على طالبان استنادا إلى أفعالها"، معربا عن أسفه لعرقلة وصول أفغان يرغبون في إجلائهم إلى مطار كابول. وقال ماس خلال مؤتمر صحافي في برلين في ختام جلسة لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، "الشيء المهم هو أن تكون المرحلة الانتقالية سلمية وهذا أمر يعتمد على ما ستفعله في الواقع الحكومة الانتقالية حالما يتم تشكيلها، وإذا كان بمقدورنا الوثوق بتصريحاتها".

مقاتلو حركة طالبان أمام وزارة الداخلية الأفغانية
مقاتلو حركة طالبان أمام وزارة الداخلية الأفغانيةصورة من: Javed Tanveer/AFP/Getty Images

"انتهاكات للقانون الإنساني الدولي" في أفغانستان

أما مدعي المحكمة الجنائية الدولية فقد أبدى قلقه حيال الوضع في أفغانستان، مشيرا إلى جرائم وعمليات إعدام انتقامية يمكن اعتبارها انتهاكا للقانون الإنساني الدولي. وقال كريم خان في بيان "أتابع عن كثب الأحداث في أفغانستان وأنا قلق خصوصا للمؤشرات الأخيرة إلى تصاعد العنف في البلاد"، لافتا إلى جرائم "يمكن اعتبارها انتهاكا للقانون الإنساني الدولي استنادا الى معاهدة روما" التي نصت على قيام المحكمة الجنائية الدولية.

وأضاف خان أن "هذه المؤشرات تتضمن مزاعم عن إعدامات تعسفية انتقامية استهدفت معتقلين وأفرادا سلموا أنفسهم، وعن عمليات اضطهاد لنساء وفتيات وجرائم ارتكبت بحق أطفال، إضافة إلى جرائم أخرى طاولت السكان المدنيين". وتابع المدعي "أحض جميع الأطراف الذين شاركوا في القتال على أن يفوا بالتزاماتهم بالكامل بموجب القانون الإنساني الدولي، وخصوصا عبر السهر على حماية المدنيين"، مبديا استعداده "لاجراء حوار مع جميع الاطراف".

بالمقابل رحب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالبيانات الأولية التي أدلت بها حركة طالبان ووصفها بأنها إشارة إيجابية بعد سيطرة الحركة المسلحة على أفغانستان، في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ونقلت وكالة أنباء "انترفاكس" عن لافروف قوله اليوم الثلاثاء "الذي تعلنه طالبان في كابول وكيفية إظهار رغبتهم في احترام آراء الآخرين بشكل فعلي، أعتقد أنه إشارة إيجابية". 

وقال إنها "إشارة مشجعة" أن طالبان أعربت عن رغبتها في العمل مع الجماعات السياسية الأخرى لحكم البلاد. وأضاف أن روسيا تدعم الحوار مع كل القوى السياسية والعرقية والطائفية في أفغانستان.

كما انتقد لافروف الولايات المتحدة وحلف الناتو لمحاولتهم فرض قيمهم على الشعب الأفغاني خلال الـ20 عاما الماضية، قائلا إن المطلوب الآن هو "احترام تقاليد وتاريخ وعادات" المواطنين الأفغان. 

وتصنف روسيا حركة طالبان كمنظمة إرهابية وأوضح لافروف أن موسكو لن تتفاوض مع إرهابيين. ومع ذلك، قال إن المحادثات يجب أن تستمر مع الجناح السياسي لطالبان. وأكد لافروف مجددا أن روسيا لن تعترف بالقيادة الجديدة في كابول في الوقت الحالي قائلا "مثل الدول الأخرى، لسنا في عجلة للاعتراف بها"..

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد قالت أمس الاثنين إن الاعتراف بطالبان سيعتمد على الإجراءات التالية التي تقوم بها الحركة.

هـ.د/ ص.ش (رويترز، أ ف ب، د ب أ)