محلل "إسرائيلي": الشجاعة الوطنية الأوكرانية مثيرة للإعجاب لكن بها مبالغة كبيرة

الساعة 02:51 م|07 مارس 2022

فلسطين اليوم

نشر المحلل العسكري بصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية يوآف ليمور، مقالاً حول الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا، قال فيه: إن "الحرب في أوكرانيا بعيدة كل البعد عن نهايتها، ولكن هناك العديد من الدروس التي يجب تعلمها -بعضها وثيق الصلة بإسرائيل- على المستويات المحلية والعالمية والعسكرية".

فعلى المستوى المحلي يرى ليمور أن "الروح الوطنية والشجاعة التي أظهرها الأوكرانيون هي بالفعل مثيرة للإعجاب، ولكن يبدو أن هناك نوع من المبالغة فيما يتعلق بتأثيرهم في ساحة المعركة".

وأضاف أن مصادر المخابرات الغربية، ولا سيما الأمريكيون والأوكرانيون أنفسهم، حاولوا رسم صورة مفادها أن ساحة المعركة كانت أكثر توازناً مما هي عليه في الواقع؛ في محاولة غير ناجحة لتقوية المقاومة الأوكرانية وإضعاف العزيمة الروسية عبر حرب معلوماتية معقدة".

وفي حديثه عن الواقع الميداني في الحرب الأوكرانية قال ليمور: إن "الجيش الروسي يستولي على المزيد من الأراضي، ويحتل البلدات في جميع أنحاء أوكرانيا، سعياً لتحقيق السيطرة الكاملة"، نافيًا إمكانية أن يتراجع بوتين عن هذا المسار أو يستسلم للعقوبات الغربية مع مرور الوقت.

"أما على المستوى العالمي، فالوضع قاتم بنفس الدرجة، والعالم المتحضر وقف عارياً عاجزاً خلال شهور من التحضير للغزو الروسي، فقد فُرضت العقوبات واتُخذت الإجراءات، لكن بعد فوات الأوان، ودون أن يكون لها أي تأثير حقيقي على موسكو" وفق تعبير ليمور.

من ناحية أخرى، يرى ليمور أن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدا وكأنه ضلّ طريقه على مدى العقدين الماضيين بسبب كثرة الأحداث، لكنه تلقى فرصة نادرة لإعادة تشكيل نفسه واستعادة ردعه، وإذا حدث ذلك، فبمجرد أن تُأتي العقوبات أُكلها، ستدفع روسيا الثمن، ليس عسكريًا، وإنما اقتصاديًا.

وفي إطار حديثه عن الموقف "الإسرائيلي " من الأزمة الأوكرانية أشار ليمور إلى أن "إسرائيل ترددت في موقفها" وأن "قرار عدم الانصياع للطلب الأمريكي بدعم إدانة روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أدى إلى انتقادات لا يُستهان بها لإسرائيل في الولايات المتحدة".

وتابع قائلًا: "تل أبيب بحاجة إلى إيجاد طريقة لتصحيح هذا الضرر، فالولايات المتحدة ليست هي الصديق الأعظم والداعم الأكثر موثوقية لإسرائيل فحسب؛ ولكن في مرحلة ما في المستقبل القريب، ستحتاج إسرائيل إلى التأكد من أن الولايات المتحدة ستكون داعمة ومتعاطفة معها عندما يحدث ذلك".

وأكد المحلل العسكري أن "لدى روسيا أسباب كثيرة للتعاون مع إسرائيل، فالضربات المنسوبة إلى سلاح الجو الإسرائيلي تُمكّن روسيا من كبح جماح الأنشطة الإيرانية في سوريا، والتي غالبًا ما تتنافس مع موسكو على الهيمنة في البلاد، والأهم من ذلك أن ضربات سلاح الجو الإسرائيلي لا تهدد روسيا نفسها".

أما في حال استخدام روسيا -في لحظة جنون- أنظمة دفاعها الجوي المتطورة (S-300 و S-400) ضد إسرائيل، ستكتشف حينها أن سلاح الجو الإسرائيلي قادر على تحييدها، وسيكون ذلك بمثابة ضربة خطيرة لردعها، والمبيعات العالمية للمعدات العسكرية الروسية، بحسب ليمور.

وقال ليمور: "هناك درس آخر يجب أن تتعلمه إسرائيل من الحرب في أوكرانيا، وهو أن على إسرائيل الاعتماد على نفسها وقوتها العسكرية للدفاع عن نفسها، ولذلك يجب أن تحافظ على ضمان بقاء الجيش في أيد أمينة في المستقبل".

واستطرد ليمور: "يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى إجراء إصلاحات أعمق بكثير مما لديه، بما في ذلك تدابير الكفاءة في القوى العاملة، وإعادة التفكير في مدة الخدمة. ولكن مع ذلك، فإن الصورة هي أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون قادرًا على إظهار القوة والتأكد من أنها ليست مجرد مواقف فارغة".

وأشار ليمور في إطار حديثه عن إدارة اقتصاد الجيش الإسرائيلي حالياً إلى أن الثلاثي الذي يديره -لحسن الحظ- هم رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ووزير الجيش بيني غانتس، ووزير المالية أفيغدور ليبرمان، وهم جميعًا وزراء جيش سابقون ويفهمون الوضع جيدًا.

وختم المحلل العسكري يوآف ليمور مقاله بالقول: إن "العديد من القطاعات الأخرى في إسرائيل تتطلب استثمارات كبيرة (الصحة والتعليم بعد COVID، والرفاهية، وغيرها)، ولكن في عالم أصبح مجنونًا، ومع تزايد قوة إيران، ليس لدى إسرائيل طريق للدفاع عن نفسها سوى الجيش الإسرائيلي".

كلمات دلالية