قصيد من ديواني في مدح الرسول صل الله عليه و سلم
لطيفة الشابي | تونس
أُهَدْهِدُ أحْلاَمِي عَـلَى هُدُبِ الهُدَى
وأُسْرِجُ نجم العَابرينَ ليُشرقا
وأدري بأنَّ الليْلَ بدرٌ ضياُؤه
فيذوِى على خدِّ الْعتامـةِ مُبْرِقـا
يُنيرُ دُروبَ الهائمين بخُلقه
ومَنْ تاقَ مثلِي كُـلَّمــا زارَ شوّقا
أُراودُ مِنْ بوح القصيدِ عُذُوبَة
يَجوبُ مَدَارَاتٍ ويُبْهِرُ مُشرِقـا
تناولته بالقول و المدح كُنهه
يُـبدِّدُ صَمْتًا بالكلام مُمنطِقــا
مُطوَّقَة ٌ بالشَوْقِ قدْ رُمْتُ ذِكْرَهُ
فأبكانيَ الوجدُ البشير ليَبثُقا
مُشَوَّقَة لِلْنُورِمُذْ هَلَّ خَيِّرِي
مُشِعّا بِأَسْوارِ الْهِــدَايَـةِ مُرْفِقا
شذَاهُ لأَجْــلِ التَائِقِينَ، نَشَدْتُــهُ
وَشِعْرِي تجلّى، بالمحبّة حَلَّقا،
نبيّ يَفوقُ الخَلق مَدْحا مُوحّدا
فأزْهَرَ كَوْنٌ بِالعِبَادَةِ واسْتَقَـى
مُحَمَّـدُ” يا فجرًاعلى صَفْحَةِ الأُلَى
وَبُشْرَى عَلَى ثَغْرِالْوُجـُـوهِ تَدَفَّقَ
حوى هَالَةَ الْنُورِ التِـي اتّسَعَـتْ لَهـَا
نِدَاءَات خَلْقٍ قَبْـــلَ أَنْ تَتَحقّـــقا
حكمتَ بعدلٍ، جَهْل أعْدَاء مَنْ طغَى
رِضًا مِـنْ عناياتِ الْإلاه تَرَفَّقـا
جَبرْتَ نفوس الْخاشعِينَ تضرّعا
وأَنْقَذتَ قَوْمًا بات يُنْهِكُـهم شَّـقـَى
غداة وَتَسْقِينَـا الْحَيـَاةُ أمانيَ
وكلّ الامانِي مــنْ معينك تُسْتَقَـى
فأَنْـتَ ضياء الكَوْنِ في كُلِّ ظُلمَة
ونبض بِراح الْأمنياتِ تَرقرقا
رسولٌ حباهُ اللهُ لبْنَةَ خُلقِهِ
فَهبّ إلى كلّ الْخَـلائِــقِ مُعْتِقا
كمِثْلِ نبيّ اللهِ هَــلْ ثَــمَّ صادقٌ؟
يسير بأَحلام الْذّوات كما ارتقى
ومنْ خُلقِهِ قَدْ بِتُّ أَنظمُ أحْرُفِي
شعورا بأَشواق الْحَبيب تَـدفّقا
وأنهُرُ يعلوها الْمٌنى، ومَكارم
لها من كؤوسِ الْمُولَعينَ تَصدّقَا
وفي بحرِ أشجاني سبحتُ وثورتي
تَـعدُّ بأذكار النُّبُـــوَّةِ زَوْرَقــا
مُرُوجـي تَؤُجُ الْبَحْرَ حَتّـَى يُغَطِّهــا
وِئَامٌ، لهَا حَنَّ الْحبيبُ وأشْرقا
ومِنْ كُوَّةِ الْأوجاع مَاعَادَ خَافِقِي
يُهـَاوِدُ حُلما فِـي البَيَاضِ مُفرِّقَـــا
يُـرَدّدُ لِلْأبرارِ إعْلاء أُمَّتـِــي
فيُنشِدُهُ شِعْرًا بِروحي تَألَقا
