X
20 مارس 2024
11:23 ص
رقم الخبر: 0044

الدوحة في 20 مارس /قنا/ أكد المشاركون في الندوة الخامسة من "الخيمة الخضراء"، التي ينظمها برنامج /لكل ربيع زهرة/ على ضرورة الاستفادة من المؤسسات البحثية العربية في تنشيط السوق الصناعي، والنظر في السياسات الجمركية لحماية المنتج المحلي، والدفع بكافة القطاعات للتخضير على المدى الطويل، لتحسين جودة الحياة، داعين إلى ضرورة تركيز الأبحاث على مفهوم ودلالات الاقتصاد الدائري، وتوظيف الأموال بصورة رشيدة للإسهام في بناء اقتصادات الغد.

وقدم المشاركون الذين يمثلون مجموعة متميزة من الباحثين والخبراء والأكاديميين والمتخصصين وأصحاب الشركات من مختلف الدول العربية، جملة من الأفكار والتوصيات، التي من شأنها الربط بين احتياجات الصناعة وبرامج البحث والتطوير في الجامعات، ومنها ضرورة تشجيع الاستثمارات في مجال البحث العلمي والإنتاج الصناعي، وقيام الجهات المختصة بالعمل على وضع التشريعات لحماية للمنتج المحلي، وكذلك ربط مراكز الأبحاث والإفادة بنتائجها في السوق الصناعي.

وتناول المشاركون في الندوة أزمة العلاقة بين الجامعة والصناعة في العالم العربي، حيث حصر المشاركون التحديات التي تواجه المراكز البحثية لتحقيق الجودة، وتجويد نتائج الأبحاث العلمية، مؤكدين أن هناك نقصا حقيقيا في الوعي بأهمية البحث العلمي والرغبة في الابتكار في وطننا العربي.

ونبهوا إلى وجود حلقة مفقودة بين الجامعة والصناعة فيما يتعلق بتطبيق مخرجات البحث العلمي، خاصة وأن مخرجات الجامعات في الوطن العربي لا تلبي حاجة سوق العمل، مشددين على ضرورة إيجاد لغة مشتركة بين البحث العلمي والشركات، حتى يفهم القائمون على البحث العلمي مفاهيم الصناعة.

وتحدثوا عن المعوقات المسببة لتراجع الاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية في مجال الصناعة، وعلى رأسها، غياب البيئة المحفزة للعلماء العرب، ما أدى إلى هجرة العقول، وانخفاض الإنفاق على البحث العلمي، وقلة الاستثمارات المخصصة له وللابتكار في العالم العربي، وضعف التشريعات التي تحمي المنتج المحلي، بالإضافة إلى فوضى السوق الذي تحكمه احتكارات متعددة الجنسيات، وعادة ما تكون أقل إذعانا وارتباطا بالتشريعات المحلية.

وتناولت الندوة عدة محاور منها، معوقات ترجمة نتائج الأبحاث الأكاديمية في المجال الصناعي، ومدى وفاء البرامج الجامعية لتحقيق متطلبات الصناعة، ومدى كفاية الاستثمارات الجامعية لتحقيق الابتكار والتكنولوجيا الصناعية، واعتماد رؤية تدريبية متطورة لبناء كوادر وردم الفجوة بين مهارات الخريج ومتطلبات الصناعة.

واستعرض المشاركون نجاحات عالمية يمكن من خلال تبنيها، التمكن من تجاوز العقبات والتحديات التي تواجه العلاقة بين الجامعات والصناعة في الوطن العربي.

وتحدثوا عن ضرورة ربط التعليم بمخرجات الدولة، بحيث يكون كل بحث علمي يجريه طالب ماجستير أو دكتوراه يكون له رابط، ليمكن الجهات في الدولة من الاستفادة منه، بدلا من الاستعانة بجهات خارجية فيما يتعلق بالبحوث العلمية، منوهين بأهمية إتاحة وإعلان نتائج الأبحاث، حتى تمكن الباحثين من الوصول إلى حلول ونتائج، بناء على بيانات دقيقة.

وفيما يتعلق بكيفية ربط الجامعة بالصناعة، قدم المشاركون بعض المقترحات التي من شأنها تطوير استثمار البحوث العلمية في المجال الصناعي بدولة قطر للخمسين سنة القادمة، وذلك من خلال تطوير مراكز الابتكار المتنقلة، حيث يمكن لهذه الوحدات التنقل بين الشركات والمجتمعات المحلية، مما يوفر فرصا للبحث والتطوير المباشر وفقا لاحتياجات الصناعة المحلية، وتطوير برامج تتيح للباحثين قضاء فترات إقامة داخل الشركات القطرية، والعمل مباشرة على تحديات الصناعة، مما يسرع من عملية نقل المعرفة والتكنولوجيا.

كما اقترحوا إنشاء منصة قطر للبيانات الضخمة المفتوحة، تجمع البيانات من مختلف القطاعات الصناعية والأكاديمية وتجعلها متاحة للباحثين والمطورين، ويمكن لهذه المنصة تحفيز التعاون البيني وتطوير حلول قائمة على البيانات للتحديات الصناعية، منوهين بأهمية تأسيس صندوق استثماري يركز على تمويل المشاريع البحثية والابتكارات التي لها القدرة على تغيير قواعد اللعبة في القطاعات الصناعية الرئيسية، مع التركيز على الحلول طويلة الأجل تتحمل المخاطر العالية مع عوائد كبيرة محتملة.

وقال الدكتور سيف بن علي الحجري مدير الندوة رئيس برنامج الخيمة الخضراء، إن الجامعات لم تكن مكانا لحصد الشهادات الأكاديمية فحسب، بل هي معارف وابتكار ومراكز أبحاث، معربا عن أمله بترجمة نتائج تلك الأبحاث في الواقع، لنجني نتائجها ازدهارا، وتقدما اقتصاديا وصناعيا، وجودة في الحياة.

وأكد على أهمية السعي لبلورة الأفكار، وإنشاء منصات لإطلاق جيل من الإنجازات، ومساعدة الباحثين والمبدعين المحليين، وكذلك الخبراء من مختلف أنحاء العالم، في معالجة أكبر التحديات التي تواجه العالم العربي، مشيرا إلى حاجة سوق العمل أيضا إلى توفير الأيادي الماهرة، والمهنيين الأكفاء، فضلا عن وفائه بنتائج الأبحاث الأكاديمية التي من شأنها أن تقدم الحلول، بما يسهم في بناء جيل تتناسب مهاراتهم مع نمو عقولهم.


الكلمات المفتاحية
عام, قطر
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق