حشود عسكرية إلى إدلب.. تحضيرات حرب أم تعزيز مواقع؟

تستمر التعزيزات العسكرية من قبل تركيا والفصائل السورية، بالوصول إلى إدلب في الشمال السوري، على الرغم من خضوع المنطقة إلى اتفاق بين أنقرة وموسكو بوقف إطلاق النار.

ومنذ توقيع الاتفاق، مطلع الشهر الماضي، لا يخلو يوم دون دخول أرتال عسكرية تركية إلى إدلب، على الرغم من تقييد أنقرة لحركة قواتها، كإجراء احترازي يندرج ضمن الإجراءات المرتبطة بالحد من انتشار فيروس “كورونا” ومواجهته.

وآخر هذه الأرتال كان، اليوم الأحد، عبر معبر كفرلوسين الحدودي، وضم عشرات الآليات والمدرعات العسكرية.

وتزامن ذلك مع رفع الجيش التركي، بحسب مركز “الأتارب الإعلامي”، سواتر ترابية على محور قرية آفس القريبة من مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي.

وكان “معهد دراسات الحرب” الأمريكي قد قدر عدد المقاتلين الأتراك في الشمال السوري، وخاصة إدلب وريفها، خلال الشهرين الماضيين، وقال إن الجيش التركي نشر قرابة 20 ألف مقاتل في إدلب بالفترة بين 1 من شباط و31 من آذار الماضيين.

وأضاف المعهد، أن المقاتلين هم من القوات الخاصة التركية ذات الخبرة، إلى جانب الوحدات المدرعة والمشاة المعروفة باسم “الكوموندوز”.

من جهته أعلن “الفيلق الثاني” التابع لـ”الجيش الوطني”، المدعوم من تركيا، توجه دفعة جديدة من مقاتليه إلى جبهات القتال في ريف إدلب الشمالي.

ونشر الفيلق صورًا تظهر عشرات العناصر والسيارات، إلى جانب أنواع عديدة من الأسلحة كمضاد طيران.

وتخضع إدلب إلى تفاهمات تركية- روسية، تنص على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي (M4).

لكن الدوريات حتى اليوم لم تسر بشكل كامل، بسبب اعتصام مجموعة من المدنيين على الطريق، ورفضهم لمرور الدوريات الروسية.

ولم تُعرف النتائج المترتبة على عدم مرور الدوريات، في حين منحت روسيا وقتاً إضافياً إلى تركيا، من أجل اتخاذ إجراءات خاصة بتحييد من أسمتهم “التنظيمات الإرهابية”، و”ضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريق M4”.

الاستعداد للحرب قد يمنع وقوعها

وتثير التعزيزات العسكرية إشارات استفهام لدى الأهالي في المنطقة، حول الأسباب التي تقف وراءها، وهل هي تحضيرات للحرب أم فقط تعزيز للمواقع على الجبهات.

وأرجع القيادي في الجيش الحر، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، التعزيزات الأخيرة، إلى إمكانية خرق وقف إطلاق النار من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية.

وقال عبد الرزاق لـ”السورية. نت”، إن “وقف إطلاق النار كان باتفاق روسي- تركي ولم يكن نهائي، وهناك أطراف فاعلة على الأرض، ليس لها مصلحة في وقف النار، كالنظام والميليشيات الإيرانية”.

وأضاف عبد الرزاق أنه “خلال الأيام الماضية، رصدت تعزيزات للميليشيات على جبهات إدلب، وقد يتم خرق الاتفاق في أي لحظة، لذلك يجري عملية إعادة هيكلة وتنظيم للثوار، والعمل على التنسيق القتالي الفعال بين الجيش التركي والفصائل الثورية”.

وأكد القيادي في الجيش الحر أن “الجاهزية لأي احتمال في المرحلة المقبلة، والاستعداد للحرب ربما يمنع الحرب”.

ويرافق وصول التعزيزات العسكرية تحركاً سياسياً من جانب تركيا وروسيا، إذ أجرى نائب وزير الخارجية التركي، سادات أونال، مع نظيره الروسي سيرغي فيرشينين، اتصالاً هاتفياً، الجمعة الماضي.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، فإن الطرفين “بحثا تنفيذ الاتفاق المبرم بين تركيا وروسيا، حول إرساء الاستقرار في إدلب، بما فيها جهود حل الأزمة السورية”.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا