كوفيد -19! وأزمة المعلومات

تقديم:

  أعلنت اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات تسمية فيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS-CoV-2) اسماً رسمياً للفيروس الجديد في 11 فبراير 2022. واستندت اللجنة في اختيارها إلى “رؤية تتعلق بالمخاطر، لما قد ينطوي عليه استخدام اسم “سارس” من تداعيات غير مقصودة من حيث التسبب بخوف لا داعي له لدى بعض سكان آسيا التي شهدت أسوأ فاشية لمرض سارس في عام 2003″[1].

 يبين هذا الاختيار أهمية المعلومات في مواجهة هذه الجائحة، خاصة أن الرئيس الأمريكي اختار استعمال ” الفيروس الصيني”[2]، مما نقل المصطلح العلمي إلى التوظيف السياسي. وفي وقت أدى فيه الحجر الذي فرضته الدول كحل وقائي لمنع انتشاره إلى زيادة عدد المرتبطين بوسائل الاتصال الحديثة، وخاصة وسائط التواصل الاجتماعي حيث ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت بنسبة 7.1٪ مقارنة بأرقام العام الماضي (+301 مليون)، وهي زيادة تعادل تلك المسجلة بين 2018 و2019 (+297 مليون)، وأكد الربع الأول من عام 2020 الاتجاه الملاحظ في عام 2019، بزيادة 2.5٪ في عدد مستخدمي الهواتف المحمولة (+128 مليون)، والذي صاحبه زيادة قوية في استخدام الشبكات الاجتماعية، مع 304 مليون مستخدم إضافي (+ 8.7٪)[3].

وعليه، أظهرت أزمة كوفيد 19، إلى جانب الأبعاد الصحية والاجتماعية والاقتصادية (…)، أهمية المعلومات، خاصة في مجتمع عالمي للمعلومات وللشبكات، سواء تعلق الأمر بعلاقتها بالقرار السياسي، إذا أخذنا بالاعتبار أن الأزمة (crise – krisis)[4] تعني” القرار الحاسم”، أو التوظيف السياسي للخطاب كلعبة سياسية أو كمورد سياسي تتجاوز غاياته مواجهة الكارثة إلى تحقيق مكاسب سياسية في مواجهة أعداء الداخل أو الخارج.

ونظرا لدور المعلومات الصحيحة تفترض الكثير من الدراسات المتعلقة بالاتصال الناشئ عن الأمراض المعدية أن المطلوب هو نقل “الحقائق” من خلال القنوات الرسمية وذات المصداقية، لأن من شأنها المساهمة في تغيير الأفراد لسلوكهم. وبأن أحد أهم الاعتبارات في حدث تفشي الأمراض المعدية هو التواصل مع الجمهور عن طريق “الخبراء”، غالبًا عبر وسائل التواصل وشبكاته، وبأن الحصول على “الحقائق” يدفع بالمتلقي إلى عدم الشعور بالخوف، وأن يعمل بما ينصح به الخبراء[5].

 وتزداد أهمية المعلومات في وقت قررت فيه الدول اتخاذ قرارات مصيرية مما جعلها تصطدم بانتشار واسع للأخبار الكاذبة وللتضليل الإعلامي، مما جعل البشرية أمام أزمة المعلومات في مواجهة المرض.

وستحاول الدراسة الإجابة عن الإشكالية التالية: ما هي أهم القضايا التي أثارتها أزمة كوفيد- 19 في علاقة بالمعلومات؟ وتتفرع عنها الأسئلة التالية؟

  • لماذا تجاهل صانع القرار السياسي المعلومات التي كانت تتوقع حدوث هذا الوباء؟
  • وكيف جرى التعامل مع أزمة تدفق المعلومات المضللة؟ وهل الرقابة هي الحل الأمثل للتصدي لأزمة المعلومات؟

[1] – تم إعلان الاسم الرسمي لكل من مرض كوفيد -19 والفيروس المسبب لهذا المرض (وكان يُعرف سابقا باسم فيروس كورونا المستجد 2019)، على النحو التالي: المرض: مرض فيروس كورونا(كوفيد-19).

الفيروس: فيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS-CoV-2)

Covid-19=Co(corona)+Vi(virus)+D(diseaseمرض )+19(2019).

منظمة الصحة العالمية، “تسمية مرض كورونا (كوفيد-19) والفيروس المسبب له”( تاريخ الإطلاع 28/05/2020).

[2] – جاء في تدوينة للرئيس الأمريكي  على صفحته ب (Twitter)يوم 18 مارس 2020 العبارة الآتية:

«Will be having e news conference today to discuss very important news from the FDA concerning the Chinese Virus!».

I always treated the Chinese Virus very seriously…».

iICoronavirus : Trump va annoncer une nouvelle «très importante»,

http://www.leparisien.fr/international/coronavirus-donald-trump-va-annoncer-une-nouvelle-tres-importante-18-03-2020-8282748.php

[3] – تبين الأرقام أهمية شبكات التواصل الاجتماعي كما يظهر ذلك عدد المرتبطين بهذه الشبكات:

5.16 مليار مستخدم لهاتف واحد (66٪).

4.57 مليار مستخدم للإنترنت (59٪).

3.81 مليار مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي (49٪).

3.76 مليار مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي على الهاتف المحمول (99٪).

6.39 ساعة في المتوسط يوميًا على الإنترنت.

 وكان رتيب الشبكات الاجتماعية:

Facebook – (2,45 milliards)

YouTube – (2 milliards)

WhatsApp-  (2 milliards)

Facebook Messenger – (1,3 milliard)

WeChat / Weixin-  (1,165 milliard)

Instagram – (1 milliard)

TikTok / Douyin-  (800 millions)

QQ-  (731 millions)

Qzone-  (517 millions)

Sina Weibo  – (516 millions)

Alexandra Patard, « Étude sur l’usage d’Internet, des réseaux sociaux et du mobile au 1er trimestre 2020 » (Consulté le 11/04/2020)
-https://www.blogdumoderateur.com/internet-reseaux-sociaux-mobile-t1-2020?fbclid=IwAR0dEUjm6smVFYw77ApaZTm9vcZeeDg35vQimSXQXUVaM4k24f9FukRd5A8

-https://datareportal.com/reports/digital-2020-april-global-statshot

[4] – اليونسكو، تقرير المؤتمر العالمي للتعليم العالي تحث شعار: التعليم العالي في القرن 21: الرؤية و العمل(اليونسكو ، باريس 5-9 اكتوبر 1998)، ص.12.

[5] – Bev J. Holmes, « Communicating about emerging infectious disease: The importance of research », Health, Risk & Society Vol. 10, No. 4, August 2008, 349–360.