فرانس برس: مصر تخطط لإزاحة حفتر عبر ورقة القبائل

الخميس 20 أغسطس 2020 07:16 م

كشف خبراء أن مصر تخطط لإزاحة الجنرال "خليفة حفتر" من المشهد الليبي الذي بدا ضعيفا خلال الأشهر الأخيرة، وذلك عبر استخدام ورقة القبائل لضرب عصفورين بحجر واحد.

وقال الباحث في معهد "كلينغيندال" في لاهاي "جليل حرشاوي" إن "ما تخطط له مصر حاليا يعكس رغبة من جانب القاهرة في إعادة تشكيل القيادة الليبية" في شرق البلاد.

وتأمل مصر، من وجهة نظر "حرشاوي"، أن يكون دعمها زعماء القبائل في ليبيا بمثابة "صيد عصفورين بحجر واحد"، عن طريق نزع الشرعية عن الوجود التركي أولا، ثم التمكن من إبعاد "حفتر" عن الصورة السياسية على المدى الطويل.

وأضاف "حرشاوي" لـ"فرانس برس" أن "القاهرة لا تريد المخاطرة بالاعتماد المفرط على خليفة حفتر البالغ من العمر 77 عامًا، والذي يجده المصريون صعب المراس. ... لذلك قد يرغب المصريون الآن في اختيار مجموعة من الشخصيات الليبية ... أكثر مرونة واستقرارًا وأجدر بالثقة من منظور مصري".

وفي وقت سابق، أعلنت مصر استعدادها للتدخل العسكري في ليبيا، وسعى الرئيس "عبدالفتاح السيسي" إلى الحصول على تأييد زعماء القبائل الليبية القوية الداعمة لـ"حفتر" شرق البلاد الغارقة في حالة من الفوضى والمواجهات العسكرية.

ويقع خط المعارك والمواجهات في ليبيا غرب ميناء سرت الاستراتيجي، وقد يثير أي تقدم أو تجاوز لحدود المدينة الاستراتيجية احتمال وقوع اشتباكات مباشرة بين القوتين الثقيلتين مصر وتركيا، إذ تدعم كل منهما أحد الطرفين المتناحرين في الدولة الشمال أفريقية الغنية بالنفط.

وخلال مؤتمر نُظم في أحد فنادق القاهرة الشهر الماضي، حضر شيوخ القبائل الليبيين بعباءاتهم البيضاء وقد اعتمروا عمامات وطواقي بيضاء أو حمراء للقاء "السيسي"، خلال فعاليات بثها التليفزيون الرسمي في القاهرة.

وقال رئيس المجلس الأعلى للقبائل في ليبيا "صالح الفندي" لوكالة "فرانس برس" إن "الجيش المصري قد أُعطي الضوء الأخضر من جانبنا ومن البرلمان ليضرب فورا اذا حرّكت الميليشيات ساكنا في (مدينة) سرت".

وأضاف "الفندي"، وكان ضمن الحاضرين في اللقاء، "أخبرنا السيسي عندما التقيناه أن مصر ستقدم لنا الدعم (العسكري) الجوي والبري - إذا تجاوز الأتراك الخط الأحمر في سرت".

وتشهد ليبيا حالة من الفوضى منذ سقوط نظام "معمر القذافي" في 2011.

ومنذ 2015 تتنازع سلطتان الحكم -- حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها "فايز السرّاج" ومقرها طرابلس (غرب) وحكومة موازية يدعمها الجنرال "حفتر" شرق البلاد.

ولا يعترف "حفتر" بشرعية حكومة "السراج" التي تشكلت بموجب اتفاق الصخيرات في المغرب، بإشراف الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2015.

وتسيطر قوات حفتر على شرق ليبيا ومعظم ثروتها النفطية، وشنّت في أبريل/نيسان 2019 هجوما على قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بهدف السيطرة على طرابلس، لكن قوات الوفاق دفعت "حفتر" إلى التراجع إلى أن أصبحت سرت، التي تبعد 450 كلم شرق طرابلس، الآن آخر مدينة رئيسية يسيطر عليها قبل معقله في الشرق.

وتساند تركيا حكومة الوفاق، بينما تدعم مصر وروسيا والإمارات "حفتر".

المصدر | الخليج الجديد+ أ ف ب

  كلمات مفتاحية

خليفة حفتر قوات خليفة حفتر الأزمة الليبية الصراع الليبي

دعاوى قضائية ضد رموز قبائل ليبية طالبوا بتدخل الجيش المصري

بعد الزنتان والمغاربة.. قبائل مصراتة تطالب باعتقال وفد السيسي