الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محمد عمر بن حيدر.. صانع الخير

محمد عمر بن حيدر.. صانع الخير
7 مارس 2021 01:03

مصطفى عبد العظيم (دبي)

رغم أنه لم يبدأ من الصفر، فقد كان شأنه شأن رجال الأعمال الذين حظوا بنصيب وافر من إرث عائلاتهم، إلا أنه كان من القلائل الذين حافظوا على ذلك الإرث وعمل على صيانته ومضاعفته بالإتقان والمثابرة والسير على خطى والده، الذي زرع فيه منذ الصغر، خصال الخير والعطاء والبذل، تلك الخصال التي يعتبرها رجل الأعمال الدكتور محمد عمر بن حيدر، مؤسس ورئيس مجموعة محمد عمر بن حيدر القابضة، مهنة الأغنياء، وليست صفات ينعتون بها، فالغني ليس بقدر ما يملك من مال، وإنما بقدر ما يملك من رصيد في دفاتر أعمال الخير.
وخلال مسيرة عمله الطويلة لم يعرف الدكتور محمد عمر بن حيدر، اليأس أو الاستسلام للمصاعب والتحديات، حتى أصبحت مجموعته القابضة اليوم، واحدة من العلامات التجارية البارزة، التي انطلقت من دولة الإمارات، لتغطي بما تملكه من مشاريع ضخمة في العديد من القطاعات والمجالات، أكثر من 32 دولة في مختلف مناطق العالم شرقاً وغرباً، وبات رمزاً للعمل الخيري والإنساني وبناء وتجديد المساجد، داخل الدولة وخارجها، ونموذجاً يحتذى في رعاية الموهوبين من أبناء الوطن، وداعماً مهماً للشباب والرياضات والبطولات المختلفة، ليضرب بذلك مثالاً وطنياً في تصميم وتطبيق المفهوم الأوسع للمسؤولية المجتمعية للشركات والاستثمار الإنساني المؤثر في التنمية.
ارتبطت مسيرة نجاح الدكتور محمد عمر بن حيدر، بسيرة ونهج والده المرحوم عمر بن حيدر، الذي كان قريباً من الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، حيث كان بارعاً وماهراً في التجارة البحرية عبر طريق الحرير، فرغم أنه لم يكن يجيد القراءة والكتابة، إلا أنه نجح في الحصول على العديد من العلامات التجارية في أواخر الأربعينيات، وأن يصبح أحد مؤسسي البنك البريطاني «HSBC» حالياً وأن يكون عضواً في المجلس البلدي لدبي، ليتوسع بعد ذلك والده في أعماله بدخول مجال الغاز في ستينيات القرن الماضي، وأن يكون وكيلاً لشركة الأوكسجين البريطانية، قبل أن ينتقل إلى جوار ربه وهو في منتصف الأربعينيات من عمره، تاركاً خلفه إرثاً عظيماً من الثروة والسمعة الطيبة وأعمال الخير، لتنكس بوفاته الأعلام 3 أيام بتوجيهات من الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، إكراماً له، وتقديراً لأعماله الخيرية ودوره البارز في دعم قطاع التنمية الشاملة في الإمارة، ودفع عجلة الاقتصاد والاستثمار إلى الأمام.

ثمار طيبة
ومن مدرسة الوالد، كان الابن محمد عمر علي بن حيدر، يسير وفق تربية الأخلاق الحميمة التي ورثها عن أبيه، والرعاية الكريمة التي حظي بها من قبل المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي احتضنه منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره، بكل محبة وتقدير لوالده.
ويروي الدكتور محمد عمر بن حيدر، الذي لا يخلو حديثه من الترحم على المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، اللذين وصفهما بأنهما كانا منارة للخير والعطاء، وأن ما تنعم به الإمارات حالياً هو ثمرة من ثمار أعمالهما الطيبة، أنه بعد وفاه والده بسنين قليلة بدأ في مواصلة أعماله في مجال الأراضي والعقارات والتجارة ثم الغاز والأوكسجين، قبل أن يعمل على توسعة المصانع وإنشاء الشركات التي كان أولها شركة معدات دبي والحصول على رخصة معدات أبوظبي، وإقامة أول مصنع للأوكسجين في دبي CO2 للمشروبات، وآخر لشركات النفط، وذلك بالتوازي مع التوسع في أعمال الخير.

مناصب وطنية
وكان الدكتور محمد عمر بن حيدر الذي ولد في عام 1945 أحد مؤسسي مجلس بلدية دبي في عام 1994 وشغل فيها منصب رئيس لجنة فض المنازعات، وكان كذلك أحد مؤسسي مجلس إدارة البنك التجاري الدولي في عام 1991 وأصبح عضواً في مجلس إدارته في عام 1994، وشغل كذلك منصب عضو مجلس شركة الاتحاد العقارية خلال الفترة من 1994 وحتى 2014، وعضو مجلس إدارة المجموعة الدولية للوساطة المالية.

  • خلال حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة ويلز
    خلال حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة ويلز

توسع خارجي 
وبدأت رحلة ابن حيدر مع التوسعات الخارجية لأنشطة المجموعة في العام 1980 من خلال تأسيس أول مصنع للمجموعة خارج الإمارات في المملكة المتحدة، متخصص في إنتاج أنظمة التدفئة وآخر في ألمانيا، وإقامة أنشطة أعمال تجارية في لندن، ومن ثم بدأت رحلة التوسع في الأنشطة الاستثمارية الأخرى التي تغطي قطاعات التعليم والرعاية الصحية والضيافة والتأمين والبنوك والنقل واللوجستيات والأغذية والسيارات الكهربائية، بالإضافة إلى المشاريع العقارية متعددة الاستخدام، لتنتشر مشاريع المجموعة حالياً في أكثر 32 دولة، بعد أن باتت المجموعة واحدة من الشركات العائلية القليلة التي  تتعامل مباشرة مع الحكومات، بفضل سمعتها واستثماراتها التنموية.
ويشير ابن حيدر إلى أنه في حين يعمل لدى المجموعة من مقرها في الإمارات نحو 7 آلاف موظف، بالإضافة إلى الآلاف في الخارج، إلا أنه يتطلع إلى التوسع في المشاريع ذات الكثافة العمالية لتوفير فرص العمل في البلدان التي يعمل بها، وذلك انطلاقاً من أهداف المسؤولية المجتمعية للمجموعة التي تتعدد جوانبها بين أعمال الخير والرعاية والتوظيف.

أعمال خيرية
دأب محمد عمر بن حيدر منذ أول مسجد بناه والده في دبي عام 1952، على التبرع لبناء العديد من المساجد ومراكز تحفيظ القرآن داخل الدولة وخارجها، وأنشأ مؤسسة محمد عمر بن حيدر للأعمال الخيرية قبل أكثر من 3 عقود، من أجل ديمومة العمل الخيري، وبعث الأمل في نفوس المحتاجين، وإحياء الأعمال الوقفية الخيرية، والتي تمثل جزءاً من نسيج حياتنا العربية وثقافتنا الإسلامية.

  • خلال حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة ويلز
    خلال حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة ويلز

رئاسة فخرية
منح مجلس إدارة اتحاد الإمارات للكاراتيه، الدكتور محمد عمر بن حيدر، الرئاسة الفخرية للاتحاد وشهادة الحزام الأسود (7 دان)، تقديراً لدور مجموعة محمد عمر بن حيدر القابضة، في دعم أبناء اللعبة في الكثير من الأنشطة والبطولات، ودعمه المتواصل لمختلف برامج اتحاد الكاراتيه، وذلك تزامناً مع إطلاق الاتحاد لبطولة «عمر بن حيدر» للكاراتيه.

دكتوراه فخرية
منحت جامعة ويلز البريطانية شهادة الدكتوراه الفخرية في القانون لرجل الأعمال محمد عمر بن حيدر في شهر نوفمبر من العام 2018، تقديراً لإسهاماته الإنسانية.

واجب وطني
انطلاقاًً من حسه الوطني والتزامه المطلق بدفع مسيرة بناء طاقات وطنية مسلحة بالعلم والمعرفة والعزيمة والإرادة، لا يتوانى الدكتور محمد عمر بن حيدر عن تقديم الدعم اللامحدود لمشاريع «جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين» منذ سنوات طويلة، ودعم برنامج المستكشف الإماراتي الذي يهدف إلى تزويد جيل الناشئة من المواطنين بمهارات الاستكشاف العلمي من خلال منهج تعززه التقنيات الحديثة.

  • خلال حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة ويلز
    خلال حصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة ويلز

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©