1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان يعلن إحباط محاولة انقلاب ويتهم أنصار البشير بتدبيرها

٢١ سبتمبر ٢٠٢١

المتحدث باسم الحكومة السودانية حمزة بلول يعلن عبر التلفزيون الرسمي عن "محاولة انقلابية فاشلة" ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك يقول إن "عناصر من داخل المؤسسة العسكرية وخارجها" وراء العملية.

https://p.dw.com/p/40btT
عناصر ومدرعات انتشرت في الخرطوم يوم الثلاثاء (21 أيلول/سبتمبر 2021)
رئيس الوزراء عبد الله حمدوك: عناصر من داخل المؤسسة العسكرية وخارجها وراء الانقلاب الفاشل صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance

أعلنت الحكومة السودانية إحباط "محاولة انقلابية" جرت صباح الثلاثاء (21 سبتمبر/ أيلول 2021)، متهمة "ضباطا من فلول النظام البائد" بتنفيذها، في إشارة الى نظام الرئيس المخلوع عمر البشير المعتقل منذ أكثر من سنتين بعدما أطاح به الجيش تحت ضغط حركة شعبية احتجاجية عارمة.

وقال وزير الإعلام والثقافة حمزة بلول المتحدث باسم الحكومة السودانية في كلمة مقتضبة بثّها التلفزيون السوداني "تمت السيطرة فجر اليوم... على محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من الضباط في القوات المسلحة من فلول النظام البائد"، مشددا على "أن الأوضاع تحت السيطرة التامة". كما أضاف أنه "تمّ القبض على قادة محاولة الانقلاب من العسكريين والمدنيين ويتم التحقيق معهم"، مع استمرار الأجهزة الأمنية في "ملاحقة فلول النظام المشاركين" في المحاولة.

 من جهته حمّل رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك مسؤولية محاولة الانقلاب إلى "عناصر من داخل المؤسسة العسكرية وخارجها". وقال حمدوك في بيان "سبقت المحاولة تحضيرات واسعة تمثلت في الانفلات الأمني في المدن واستغلال الأوضاع في شرق البلاد ومحاولات قطع الطرق القومية وإغلاق الموانئ وتعطيل إنتاج النفط". وأضاف "لأول مرة هناك أشخاص تم القبض عليهم في خلال تنفيذهم للانقلاب".
ويأتي هذا التطور في وقت تزداد المطالب داخليا وخارجيا بتوحيد الأجهزة العسكرية ووضع مؤسسات الجيش الاقتصادية تحت إشراف المدنيين.

حالة من "التشظي"

ويأتي هذا التطور في وقت تطالب فيه العديد من القوى بتوحيد صفوف الجيش، خاصة بعد تصريح أدلى به رئيس الحكومة عبدالله حمدوك في حزيران/يونيو يتحدث عن وجود حالة من "التشظي" داخل المؤسسة العسكرية.

وقال في بيان حينذاك "جميع التحديات التي نواجهها، في رأيي، هي مظهر من مظاهر أزمة أعمق في الأساس وهي بامتياز أزمة سياسية". وأضاف "التشظي العسكري وداخل المؤسسة العسكرية أمر مقلق جدا".

وخلال زيارتها في آب/أغسطس الماضي إلى الخرطوم قالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية سامنثا باور، إن "الولايات المتحدة تؤكد أن السودان يجب أن يكون لديه جيش واحد وتحت قيادة واحدة". وأضافت "سندعم جهود المدنيين لإصلاح المنظومة الأمنية ودمج قوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة للمعارضين السابقين".

"نريد تحولا ديمقراطيا" 

يذكر أن تركيبة السلطة الحالية في السودان تتكون من مجلس السيادة برئاسة عبد الفتاح البرهان، وحكومة برئاسة عبدالله حمدوك، ومهمتها الإعداد لانتخابات عامة تنتهي بتسليم الحكم الى مدنيين، كما أوكلت مهمة تنفيذ خطط عاجلة لإنقاذ الاقتصاد تحت إشراف صندوق النقد الدولي.

وتستمد الحكومة الحالية شرعيتها بموجب اتفاق تمّ التوصل إليه في آب/أغسطس 2019، بين العسكر وقادة الحركة الاحتجاجية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير. ويقضي الاتفاق المذكور إلى تقاسم السلطة على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا حتى نهاية 2023 بعد أن أبرمت الحكومة السودانية اتفاقات سلام مع عدد من حركات التمرد المسلحة في البلاد.

حميدتي يدين 

من جهته سارع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع، في تصريحاته الثلاثاء إلى التنديد بـ "الانقلاب"مشددا "لن نسمح بحدوث انقلاب"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السودانية "سونا"، وأضاف: "نريد تحولاً ديموقراطياً حقيقياً عبر انتخابات حرة ونزيهة".

وبدت حركة المواطنين والسيارات الثلاثاء عادية في وسط العاصمة حيث مقر قيادة الجيش، وفق مراسل لوكالة فرانس برس. غير أن الجيش أغلق جسرا يربط الخرطوم بمدينة أم درمان على الضفة الغربية لنهر النيل. ويوجد في أم درمان مقرّا الإذاعة والتلفزيون الرسميان. بينما تبث الإذاعة الرسمية "راديو ام درمان" و"تلفزيون السودان" الرسمي منذ الصباح أغاني وطنية.

تنديد الأحزاب

وعلى مستوى الأحزاب، سارع حزب الأمة القومي، أكبر الأحزاب السودانية، إلى إدانة المحاولة الانقلابية معرباً عن "استعداده لمقاومتها".

ذات الموقف عبّرت عنه لجان مقاومة الأحياء السكنية التي كانت تنظم الاحتجاجات ضد البشير، حول "استعدادها للخروج الى الشارع ومقاومة أي انقلاب عسكري".

وللسودان تاريخ مع الانقلابات العسكرية منذ استقلاله في عام 1956. فقد حكمه الفريق عبود من عام 1958 إلى 1964، ثم المشير جعفر نميري من 1969 إلى 1985، والبشير من عام 1989 إلى 2019. وأطيح بكل الحكومات العسكرية بانتفاضات شعبية في أعوام 1964 و1985 وأخيرا 2019. 

والبشير موجود حاليا في سجن كوبر بالعاصمة السودانية. وأعلنت الحكومة السودانية استعدادها لتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية التي كانت أصدرت في 2009 مذكرة توقيف في حقه بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال النزاع المسلح في دارفور الذي اندلع في 2003 بين القوات الحكومية مدعومة بميليشيات، ومجموعات من المتمردين، وقتل خلاله أكثر من 300 ألف شخص.

و.ب/خ.س (أ ف ب، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد