جدل في مصر بعد إعلان إثيوبيا بدء توليد الطاقة من سد النهضة

آبي أحمد أثناء افتتاحه عملية إنتاج الكهرباء من سد النهضة (الفرنسية)

القاهرة- وسط غياب رد فعل حكومي رسمي، باستثناء بيان من سطور قليلة نُشر على صفحة وزارة الخارجية المصرية بعد ساعات من الحدث؛ ثارت حالة من الجدل في مصر بعد إطلاق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد رسميا عملية إنتاج الكهرباء من سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا على نهر النيل، وسط تحفظات من جانب دولتي المصب مصر والسودان.

وقام آبي أحمد مع مسؤولين رفيعي المستوى بجولة في محطة توليد الطاقة، وضغط مجموعة من الأزرار على شاشة إلكترونية، وهي خطوة قال المسؤولون إنها أطلقت عملية الإنتاج، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وعقب ساعات من نهاية الاحتفال الإثيوبي، أصدرت الخارجية المصرية بيانا مقتضبا عبر صفحتها على فيسبوك، قالت فيه إن البدء بشكل أحادي في عملية تشغيل سد النهضة، وذلك بعد سابق الشروع أحاديا في المرحلتين الأولى والثانية من ملء السد، يعد إمعانا من الجانب الإثيوبي في خرق التزاماته بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ لسنة 2015، الموقع من قِبَل رئيس الوزراء الإثيوبي.

وتتخوف دولتا المصب (مصر والسودان) من تداعيات السد على أمنهما المائي، في حين تشدد أديس أبابا على أهميته من أجل توليد الكهرباء وتحقيق التنمية لديها.

 

تصريحات غير رسمية

وبخلاف بيان الخارجية المقتضب والمتأخر، قال وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام إن بلاده لا تمانع في استخدام السد الإثيوبي لتوليد الكهرباء، لكن مع عدم الإضرار بحصة مصر والسودان من مياه النيل، محذرا من "تعلية" الممر الأوسط، وملء مزيد من المياه خلف السد، حسب قوله.

وفي حديث لقناة "صدى البلد" المحلية، زعم علام وجود سوء تخطيط من قبل الإثيوبيين في توليد الكهرباء وتخزين المياه خلف السد، مشيرا إلى أخطاء فنية في التوربينات، مشيرا إلى أن الملء الأول كان كافيا لتوليد الكهرباء، إلا أن الإثيوبيين أضاعوا عامين كاملين في انتظار توليد الكهرباء.

تشكيك أكاديمي

وقال أستاذ جيولوجيا المياه بجامعة القاهرة عباس شراقي إن إقدام إثيوبيا على بدء توليد الكهرباء من سد النهضة تصرف أحادي جديد يضاف إلى خطوتي التخزين الأول والثاني.

وأضاف شراقي -خلال مداخلة هاتفية مع قناة "صدى البلد" مساء أمس السبت- إن قرار توليد الكهرباء والتخزين الثالث سيصب في صالح مصر من الناحية الفنية، عن طريق تفريغ التخزين الثاني بالكامل، على حد قوله.

وعقب الإعلان الإثيوبي، شكك شراقي في صحة قيام إثيوبيا بإنتاج كهرباء من السد، وقال -في منشور على فيسبوك- إنه رغم الافتتاح الرسمي لم يشاهد أي صورة أو فيديو يؤكد خروج مياه نتيجة التشغيل إلى حوض التجميع والتي يجب أن تظهر على شكل نافورة، حسب وصفه.

 

جدل مواقع التواصل

وعبر وسم "سد النهضة" تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة جدل واسع حول بدء إثيوبيا إنتاج الكهرباء من السد، بين تهنئة الشعب الإثيوبي وغضب من الهدوء الرسمي، ودعوة لعدم الانسياق وراء وسوم مواقع التواصل.

عدد كبير من المصريين عبّر عن غضبه من غياب ردود الفعل الرسمية عن قضية سد النهضة، وغياب التأثير المصري منذ بيان مجلس الأمن الدولي العام الماضي، الأمر الذي سمح لإثيوبيا باستكمال أعمال السد وتهديد الأمن المائي المصري.

وتساءل بعضهم عن جدوى تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي قال فيها إن مياه النيل خط أحمر، في الوقت الذي بدأت فيه إثيوبيا إنتاج الكهرباء، وتستعد للملء الثالث، في حين اتهم آخرون النظام في مصر بتعمد إخفاء حقيقة الإخفاق في إدارة ملف أزمة سد النهضة عبر اصطناع "ترندات وهمية" عن طريق الإعلام لشغل الرأي العام المصري.

في المقابل، وجّه عدد من رواد مواقع التواصل التهنئة لإثيوبيا على نجاحها في الوصول لهذه المرحلة رغم كل المعوقات، وقلل البعض من المبالغة في التخوف من توليد الكهرباء لأنه أمر متوقع، وهو الهدف الرئيسي من إنشاء السد.

 

 

 

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي