الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 نوفمبر 2020 20:47
للمشاركة:

حسين دهقان بين جبهتي السياسة والعسكر.. امتحان الفوز بالرئاسة

أول المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، جاء من خارج الاصطفاف السياسي التقليدي بين الأصوليين والإصلاحيين. هذه المرة، أطلق مستشار المرشد الأعلى للصناعات الدفاعية العميد حسين دهقان صافرة السباق الرئاسي. فقد أعلن في مقابلة تلفزيونية ترشّحه "دفاعا عن مصالح الثورة"، وأنّه لا ينتمي للتيار الأصولي ولا للتيار الإصلاحي. وزير الدفاع السابق أعرب عن قدرته على "توفير مساحة للتوافق والتفاهم والحوار على المستوى الوطني، ومساحة للحوار من موقع القوة والكرامة مع العالم الخارجي". بهذه الخطوط العريضة باشر حملته الانتخابية، فمن هو حسين دهقان؟


يجمع دهقان في سيرته الذاتية الصفات الأكاديمية والعسكرية والسياسية. أكاديمي درّس في عدد من الجامعات الإيرانية، وقائد عسكري خاض معارك عديدة داخل إيران وخارجها، وسياسي تولى مناصب حكومية عدة.

ولد حسين دهقان عام 1957 في قرية بودة قرب مدينة شهرضا في مقاطعة دهقان بمحافظة أصفهان. حصل علی شهادة الماجستير في الهندسة المعدنية من جامعة طهران، التي حصل منها لاحقا على الدكتوراه في الإدارة العامة.
لكن اسمه لمع بداية في السلك العسكري. فقد لعب دهقان كقائد للحرس الثوري في طهران بداية الثورة الإسلامية، دوراً في الأحداث التي تلت الثورة، وكان له دور في مواجهة التحركات المعارضة آنذاك. وخلال الحرب مع العراق، عيّن دهقان قائداً أعلى للوحدات القتالية في محافظة طهران.

عام 1990، تم تعيينه قائداً للقوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، ومعه دخلت صواريخ “أرض-أرض” إلى الخدمة. كذلك ساعد دهقان في التغيير الذي حدث بين عامي 1997 و 2005، في تصميم وإنتاج المعدات والمواد الدفاعية في مجال الصواريخ والبحرية والفضائية والجوية والاستخباراتية للأنظمة العسكرية المختلفة في وزارة الدفاع.


تفجير مقر المارينز في بيروت

في 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983، تم استهداف ثكنتي المارينز والقوات الفرنسية في بيروت بشاحنة مفخخة. تحقيقات أميركية وإسرائيلية اتهمت مسؤول الحرس الثوري الإيراني آنذاك في لبنان حسين دهقان، والسفير الإيراني في سوريا علي أكبر محتشمي، بالتخطيط والتدريب لتنفيذ العملية، وقالت إن “دهقان قد أرسل إلى لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وفي البداية كان مسؤولا عن التدريب مما جعله مسؤولا عن إنشاء القوة العسكرية لحزب الله”. يرفض دهقان هذه الإتهامات، وقد رفضها مجددًا في مقابلته الأخيرة مع وكالة “أسوشيتد برس” في 19 تشرين الثاني/نوفمبر وسأل: “الولايات المتحدة تحاول ربط أي شيء يحدث في العالم بشخص في إيران. هل لديهم حقاً دليل؟ لماذا يربطون هذا التفجير بي؟”.

دهقان الأكاديمي

شغل دهقان عدداً من المناصب الأكاديمية في إيران، إذ قام بالتدريس في عدد من الجامعات الإيرانية أبرزها: جامعة امام حسین، جامعة العلامة الطباطبائي، جامعة مالك أشتر الصناعية، الجامعة العالية للدفاع الوطني، جامعة حر الإسلامية. كما كانت له نشاطات بحثية عديدة، إذ تولى مسؤولية توجيه واستشارة ومراقبة عشرات الأطروحات لطلاب الجامعات المختلفة في مراحل الماجستير والدكتوراه، وكذلك تعريف المشاريع المتنوعة البحثية والمراقبة عليها في مختلف المراکز البحثية والأمانة العامة لمجمع تشخيص مصلحة النظام.

من المناصب الحكومية إلى دائرة المرشد

عيّن دهقان رئيساً لمؤسسة الشهداء وشؤون المحاربين، ونائباً لوزير الدفاع خلال رئاستي أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، وأمينا ورئيسا للجنة السياسية والدفاعية والأمنية لمجمع تشخيص مصلحة النظام، قبل أن يصبح وزيراً للدفاع في حكومة الرئيس حسن روحاني الأولى، ومن ثم تعيينه من قبل المرشد الأعلى مستشاراً له في الشؤون العسكرية.

بين الداخل والخارج

في مقابلته مع الـ”أسوشيتد برس” وصف دهقان نفسه أنه “قومي، بعيد عن الإصطفافات التقليدية في البلاد. وكرر هذا التوصيف في مقابلته الأخيرة التي أعلن فيها ترشّحه. داخلياً، أكد دهقان أن أولوياته هي حل المشاكل الأساسية في البلاد، موضحاً أنه “يجب أن نبتعد بجدية عن الأجواء التقليدية التي تحكم إدارتنا واتخاذنا للقرار والدخول في أجواء جديدة، وتوفير نظام إداري صحي وفعال يخدم تنمية البلاد”، مشددا على أنه في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة فإنه “سيوفر نظاما إداريا صحيا وفعالا يخدم التنمية، ويحشد جميع المرافق والترتيبات الصحيحة للاستجابة للاحتياجات الفورية والمتوسطة والطويلة الأجل”. ورأى دهقان أن “موسم الخلافات السياسية في هذا البلد قد انتهى، وأعتقد أن التيارات السياسية اليوم قد وصلت إلى العقلانية أن المهم هو متابعة مطالب الشعب قبل متابعة مطالب الأحزاب والجماعات”.
خارجياً، لا يمكن فصل دهقان عن تاريخه في الحرس الثوري الإيراني. من هنا، برز تشديده على أن أي مفاوضات مع الغرب لا يمكن أن تشمل الصواريخ الباليستية الإيرانية التي وصفها بأنها “رادعة” لخصوم طهران، مؤكداً أن “إيران لن تتفاوض على قوتها الدفاعية مع أي شخص تحت أي ظرف من الظروف فالصواريخ هي رمز للإمكانيات الهائلة الموجودة في خبرائنا وشبابنا ومراكزنا الصناعية”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: