محمود حبيش يكتب | روسيا أوكرانيا .. نصر بلا حرب

0 356

كان خطأ فادحًا عندما أغفلت الحكومة الأوكرانية حجم الدب الروسي وقوته العسكرية الضاربة عندما قررت إهمال إتفاقية منسك والشروع فى الإنضمام إلى حلف الناتو ويبدو أنها تأملت من القارة العجوز أكثر مما تستطيع منحها إياه، حيث أن تأمين الحدود الروسية الأوكرانية هى مسأله أمن قومى بالنسبه للروس والمنافذ البحرية للأراضى الروسية على البحر الأسود تعد شريان الحياة للتجارة و البحرية الروسية حيث يعد البحر الأسود المنفذ البحرى الوحيد الغير مجمد للسواحل الروسية و ليس من الماضى البعيد ما حدث فى ٢٠١٤ من ضم شبه جزيرة القرم من اوكرانيا لتأمين الحدود البحرية الروسية على البحر الأسود فالتاريخ يعيد نفسه مرتين الأولى كمأساه و الثانية كمهزلة ..!!

لا اعتقد وفق تحليلي للمشهد الحالي أن أيًا من أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو إنجلترا على استعداد لخوض حرب ضروس لصالح الأوكرانيين مع الروس اللذين سيدافعون بكل ترسانتهم المسلحة والنووية لبقائهم واستمرار موروثهم الحضاري والثقافي كدولة عظمى بين الدول كما يراه قادة روسيا عودة لأمجاد الاتحاد السوفيتي الزائل.
على اعتقادي أن الشاب الفرنسي الوسيم (إيمانويل ماكرون) سيسعى على لوقف التمدد الروسى مع الرضوخ لأى طلبات ليوقف النزيف الشعبوى لشعبيته قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة فى ٢٠٢٢ و التى لا تبشر له بالخير.
بالنسبة للعجوز الأمريكي (جو بايدن) الذي بدى أضعف بكثير مما بدى منه خلال حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية والذي انتظر منه الشعب الأمريكي وضع أفضل للسياسة الخارجية وفرض سيادة أكبر لأمريكا عما فرط فيها ترامب ويبدو أنه زادها سوء.
لن يسمح أي من شعوب أوروبا لحكوماتهم من هدر مواردها على حرب لصالح الاوكرانيين وخاصًا بعد ظروف جائحة كورونا التى اخدت من اقتصاداتهم ما أخذت، ولن تضحى القارة المتجمدة شتاءً بالغاز الروسي الذي يمثل ٤٥٪؜ من مصادر الطاقة لأوروبا لصالح الأوكرانيين.
لذا وما بنى على تحليلي للمشهد أنه لا يوجد من يقدر على ردع روسيا عن خططها التوسعية وإنما هي محاوله لحفظ ماء الوجه بعد المبالغه فى تهديد موسكو و ستكون العقوبات الاقتصادية طارة و التوسل بالدبلوماسية طارة أخرى لوقف جماح الدب الروسي الى ما توصلت اليه من منح الحكم الذاتى الى اقليم دونباس شرقى البلاد دون التقدم الى العاصمة الاوكرانية كييف .
– فمجمل القول لما حدث اهمال للتاريخ .. سوء تقدير مصير الشعوب .. تسليم مصيرك للغير .. المصالح تبقى اولًا .. لا أحد يبقى لأحد ..!! حفظ الله مصر و شعبها و جلعها دائما كما تستحق دولة عظمى بين الأمم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.