إعلان

قراءة إسرائيلية لاغتيال خدايي: إيران ساحة للألعاب الخطيرة للعملاء

المصدر: النهار العربي
‏صياد خدايي مقتولاً في سيارته بعد تعرّضه ‏للاغتيال في طهران
‏صياد خدايي مقتولاً في سيارته بعد تعرّضه ‏للاغتيال في طهران
A+ A-
استأثر اغتيال الضابط في الحرس الثوري الايراني حسن ‏صياد خدايي في طهران باهتمام الصحافة ‏الاسرائيلية. ففي حين اعتبره البعض رسالة لايران بأنّ "‏الحرب شاملة" وليست فقط في الداخل الاسرائيلي أو في سوريا ‏أو ‏غيرها،  رأى آخرون أنّ تل أبيب تريد أن تلوي ‏الأذرع الأمنية والاستخباراتية الايرانية، إذا كانت تقف ‏بالفعل خلف هذه التصفيات.

وفي مقال للكاتبة سمدار بيري في صحيفة "إسرائيل اليوم" ، اعتبرت أنّ الهدف من هذا الاغتيال هو التأكيد أنّ "الأعين الاسرائيلية في كل ‏مكان" وأنّ "إيران ستصبح ساحة للألعاب الخطيرة لعملاء ‏اسرائيل".

ورأت بيري أنّه وفقاً للمؤشرات "لم يكن صياد خدايي يتوقّع في اسوأ أحلامه أن يكون على ‏قائمة الاستهداف، وهو بخلاف الآخرين لم يكن لديه حراسة".

وأشارت إلى أنّه بعد اغتيال صياد خدايي، استغرقت طهران بعض الوقت لاكتشاف ذلك، كما أنّها "نفت التقارير الاولية" عن مقتله بسبب "حسابات داخلية" في الحرس الثوري.

وأضافت: "على ما يبدو هناك صراع قوى وحروب داخلية في ‏الدوائر المغلقة في طهران. ومن يتابع ما يحصل يعلم مدى ‏جديّة الاضطرابات التي يحاول المرشد الاعلى علي خامنئي ‏تهدئتها". ‏

إلى ذلك، رأت الكاتبة الاسرائيلية أنّ "تصفية صياد خدايي استثنائية" لأسباب عدّة "منها أنها حدثت في وضح النهار. ولأن منفّذَي العملية استعانا ‏بمساعدين لضمان خلو المنطقة من المارة، ولم يتردّدا في ‏الانتظار ثم الاقتراب وفتح النار والهرب من دون ترك آثار ‏خلفهما".‏

وبحسب بيري، هناك حقيقة أخرى مثيرة للإهتمام إذ أنه ‏‏"بخلاف التصفيات السابقة لمسؤولين على صلة بالبرنامج ‏النووي الايراني، وعلى رأسهم قاسم سليماني ومحسن فخري ‏زاده وأبو محمد المصري، فإن تصفية صياد خدايي لا ترتبط بالبرنامج ‏النووي. فهو كان مساعداً لسليماني سابقاً وتتلمذ على يديه لتنفيذ ‏مهمّات من خلال مركزه المرموق في سوريا، إلاّ أنه كان ‏يحرص على البقاء في الظل". ‏

وبحسب المقال، فإنّ صياد خدايي اهتم فقط بالعمليات خارج ايران كمسؤول كبير في ‏الوحدة النخبوية لـ"فيلق القدس"، حيث "ركّز على عمليات الارهاب ضد ‏أهداف اسرائيلية في أفريقيا وجنوب أميركا، وعلى إرسال ‏السلاح من طهران إلى حزب الله في لبنان".
 
 
في المقابل، كشفت بيري أنّ "اسرائيل رفعت حال التأهب في سفاراتها بالخارج"، بالتزامن مع التهديد الإيراني بـ"رد قاس" و"غير متوقع"، مؤكدة أنها "لن تخفّض إجراءات ‏الحراسة المشدّدة حول ممثلياتها الرسمية ومؤسساتها".
 
وتابع: "من المهم أن نذكر أنّ تصفية علماء النووي ‏ومسؤولي البرامج النووية لم تؤدّ حتى اليوم الى وقفها. فلكل عالم بديل في طهران"، و من خلال "التصفية في الداخل ‏الإيراني" أرادت إسرائيل "إيصال رسالة" لطهران بأنّ المعركة "مفتوحة على  ‏كل الجبهات". ‏
‏ ‏
وفي مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، وصف يوآف ليمور اغتيال صياد خدايي بأنه "استمرار لحرب الظل بين ‏إسرائيل وإيران". وقال: "من البديهي أن تسارع طهران إلى ‏توجيه أصابع الاتهام نحو الموساد، وكالعادة ستُهدّد ‏بالانتقام".‏
‏ ‏
وأردف: "لقد تمت التصفية من خلال النمط التقليدي ‏عينه الذي اتّبعه من قام بتصفية مجموعة من ‏علماء النووي في العقد الماضي. وفي كل الحالات اتهمت ‏اسرائيل بالتصفيات". وشدد الكاتب على أن "عملية كهذه ‏تستوجب قدرة استخبارية استثنائية في الدولة الهدف".
‏ ‏
وإذا كانت تل أبيب هي التي نفّذت عملية الاغتيال بالفعل، ‏فإن "إسرائيل اذاً لا تحصر المعركة ضد الأفعال ‏الايرانية في سوريا فقط، بل توسعها إلى أماكن أخرى. وفي ‏ذلك اشارة واضحة الى أنها تُحذّر طهران بطريقة ‏مباشرة من أنها ستدفع الثمن غالياً، وعلى أراضيها أيضاً، إذا ‏ما واصلت أعمالها".‏
‏ ‏
إلاّ أن المقال يشكّك بأن يُغيّر الايرانيون طريقتهم، ‏لكن الكاتب استدرك قائلاً: "ليس مجديا الاستخفاف بأهمية الرسائل ‏من هذا النوع. ففضلا عن الضربة العملانية لنشاطات فيلق ‏القدس ستُشكّل هذه التصفيات ضغطاً قوياً على كل قادة ‏الحرس الثوري والفيلق نفسه".‏
 
وأدرج ليمور مسارعة إيران للإعلان عن اعتقال شبكة ‏تجسّس اسرائيلية في إطار "تخفيف الضغط الجماهيري ‏والداخلي واتهامهم بعدم حماية المسؤولين، بل أكثر من ذلك ‏بأنهم يجرّون الحرب من سوريا الى الداخل الايراني". ‏
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار العربي الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم