fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

السنة ونيران دولة الفقيه الشيعية في الداخل والخارج.. الرسائل والأهداف

56

السنة ونيران دولة الفقيه الشيعية في الداخل والخارج.. الرسائل والأهداف

لم يقتصر الاضطهاد والحقد الشيعي الدفين والبغيض لأهل السُّنة والجماعة من قِبل دولة الفقيه في إيران التي تعتبر أكبر المذاهب الإسلامية فيها بعد الشيعة الاثني عشرية الأصولية، حيث ما يزال -وستظل- “عقيدة أهل السنة والجماعة” أخطر تهمة ممكن أن يواجهها المواطن الإيراني، وبالتحديد في الأحواز المحتلة، وكردستان، وإقليم بلوشستان، حيث يتم سنويًّا اعتقال المئات بسببها، منهم من يُسجن ويُعذب ومنهم من يُحكم عليه بالموت، كذلك لم تتوقف الدولة الصفوية عن ملاحقة المواطنين السُّنة في أي بلد عربي أو إسلامي آخر.

بل ملاحقتهم في كل حدبٍ وصوب وفي شتى بقاع الأرض وبالأخص في بلاد المسلمين، وما تقوم به إيران حاليًا من تلك الهجمات التي وُجهت مؤخرًا إلى العراق وسوريا وباكستان لنشر الفوضى لهدم الدول، وأيضًا ملاحقة السنة بالتحديد ليس ببعيد، حيث عصابة علي خامنئي المدعومة من (الولايات المتحدة الأمريكية) وأذرعها الشيعية الاثني عشرية في المنطقة العربية وبعض دول العالم الإسلامي.

وها هم أهل السنة والجماعة في الأحواز الذين يخرجون كل عام في مظاهرات حاشدة في أول أيام عيدي: الأضحى والفطر، وذلك لإقامة صلاة العيد في العراء، رغم حملات الإرهاب الإيرانية التي تستبق العيد بعشرة أيام من كل عام لمنع أهل السنة من إقامة شعائرهم الدينية الصحيحة.

في هذا التقرير بمركز “رواق” للدراسات، نحاول أن نفهم لماذا سعت إيران -ولا تزال- في ضرب استقرار دول العالم العربي والإسلامي؟ ولماذا وجهت هجماتها الأخيرة إلى العراق وسوريا وباكستان؟ وما أسباب هدم مصلى السنة الوحيد في طهران العاصمة عام 2015؟ وما رسائل الهجوم الإيراني على إقليم كردستان، وقبلها الأحواز؟

في البداية يتهم نشطاء السنة السلطات في إيران بممارسة الاضطهاد والتمييز المزدوج، المذهبي والقومي، في حين تدعي الجمهورية الإيرانية في خطابها الرسمي ووسائل إعلامها بأنها لا تميز بين المواطنين بسبب العرق واللون واللغة والمذهب، وهو محض كذب وافتراء.

إذ يشكو السنة في إيران عمومًا من “التمييز الطائفي” ويتهمون السلطات بإقصائهم عن الحياة السياسية والحيلولة دون مشاركتهم في إدارة شؤون البلد ومنعهم من شعائرهم وواجباتهم الدينية، ويضربون مثلًا للممارسات التمييزية، منعهم من بناء مسجد لهم في العاصمة الإيرانية حيث قامت بلدية طهران وبدعم من قوات الأمن بهدم المصلى الوحيد لأهل السنة في طهران، في يوليو الماضي؛ الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة بين أوساط السنة.

كما أن ما أكده الداعية مولوي عبد الحميد، زعيم أهل السنة في إقليم بلوشستان إيران: أن الطائفة السنية تعاني من “التمييز وعدم المساواة” في البلاد، كاشفًا عن وجود قيود “غير الرسمية” على سفره إلى بقيَّة المدن الإيرانية، لهو خير دليل على الاضطهاد الإيراني تجاه أهل السُّنة.

ما مظاهر اضطهاد السنة في الداخل الإيراني؟

ولمَ لا؟ وقد ذكر زعيم أهل السنة في إيران في وقت سابق إنه واجه مشاكل كبيرة عندما قام بزيارة إلى مدينة مشهد شمال شرق إيران، حيث أجبروه على الذهاب إلى العاصمة طهران، ومنذ ذلك الحدث يتجنب السفر والخروج من بلوشستان، حيث أوضح أن خلال سفره إلى المدن الإيرانية خارج بلوشستان يواجه مشاكل هو ومن يستضيفه.

وكانت مجموعة “الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران” قد أكدت أن مولوي عبد الحميد ممنوع من السفر إلى خارج الإقليم ولا يمكنه السفر إلى مدن إيرانية أخرى. (العربية).

وما يدلل على العنصرية والكُره الدفين لأهل السنة، إنه ورغم دعمه لحسن روحاني خلال حملته الانتخابية، تجاهلت الحكومة الإيرانية، تقديم دعوة رسمية للزعيم السني للمشاركة في مراسم تنصيب روحاني وأداء اليمين الدستورية أمام البرلمان في أغسطس الماضي.

وكان النواب السنة في البرلمان الإيراني قد طالبوا روحاني بحضور النخب الإيرانية السنة في الحكومة؛ الأمر الذي تجاهله الرئيس الإيراني مثل أسلافه خلال أربعة عقود من عمر الثورة “الخيمينة”.

ومن بين ما كشفه عبد الحميد من عنصرية واضطهاد تجاه السنة في إيران، إنه قد أرسل رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، عن التمييز وعدم المساواة بالتوظيف في المؤسسات الحكومية والإدارية في إيران، كما أن “السنة في المدن الإيرانية الأخرى يواجهون مشاكل في إقامة صلاة الجمعة والجماعة” في إشارة إلى الضغوط التي تواجهها السنة في العاصمة الإيرانية حيث لا يوجد مسجد سني واحد في طهران رغم وجود أكثر من مليون سني فيها. (العربية).

إيران تهدم مصلى السُّنة الوحيد في طهران:

ففي عام 2020، أرسل إمام جمعة السنة في مدينة زاهدان، عاصمة بلوشستان إيران، احتجاجًا إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، احتج على هدم مصلى أهل السنة في طهران من قِبَل بلدية العاصمة مدعومةً بقوى الأمن التي تنفذ توجيهات الحرس الثوري، مما يدلل على حجم الاضطهاد والعنف تجاه أهل السنة.

وبحسب السلطات المحلية هناك، فقد هاجمت قوات الأمن الإيرانية مصلى السُّنة الواقع في منطقة بونك بطهران وقامت بتفتيشه، كما فتشت منزل إمام المصلى، مولوي عبيد الله موسى زادة، قبل إقدام البلدية على هدم المصلى، ومع ذلك تزعم دولة الملالي أنها تدافع عن الإسلام وفلسطين وهى التي تلاحق من بني جلدتها لو اعتبرنا أنها تنتهج الإسلام الصحيح والسلف الصالح.

كما انتقد مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي في رسالة موجهة للمرشد الإيراني الأعلى، منع السنة في طهران من امتلاك مسجد خاص بهم، حيث لفت قائلًا: “في ظروف يعج فيها العالم بالأفكار المتطرفة والتكفيرية والتفرقة والعنف والعالم الإسلامي بأمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى للهدوء وسعة الصدر، لم يكن يتوقع السنة في إيران هدم المصلى الوحيد لهم في طهران. وخطوة كهذه تفتح مجالًا لأعداء الإسلام ودعاة العنف والتطرف كي يبثوا الفرقة بين المسلمين وينشروا روح اليأس بين أطياف السنة”.

الخطر الإيراني الشيعي على الدول السنية.. كردستان العراق أنموذجًا؟

لقد اعتادت إيران ملاحقة أهل السنة والجماعة في كل مكان وليس في طهران فقط، وبالتحديد في الأماكن ذات الأكثرية السنية، وهو ما أكده معارضون من إقليم كردستان، فقد استهدف الحرس الثوري الإيراني في يناير الماضي 2024 إقليم كردستان العراق بصواريخ باليستية عنيف في هجوم هو الأكثر إثارة للجدل بعد هجوم مارس 2022، وذلك بالنظر إلى دلالة التوقيت؛ حيث الظروف الإقليمية الراهنة الخاصة بالحرب الصهيونية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023. (الأهرام).

وقد استهدف هجوم إيران على أربيل هذه المرة – ووفقًا للمزاعم الإيرانية – مركزًا للتجسس يعمل لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، وهو ما نفته حكومة أربيل شكلًا وموضوعًا، حيث أكدت أن الضربات استهدفت منزلًا لرجل أعمال كردى، وأسفرت عن وقوع خسائر بشرية وليس مركزًا للتجسس كما زعمت إيران.

بينما رأت الحكومة العراقية، عبر تصريح وزارة الخارجية، أن الهجوم يمثل “سلوكًا عدوانيًا على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي” وأن بغداد “ستتخذ جميع الإجراءات القانونية”، كما استدعت سفيرها في طهران للتشاور، بعد أن قدمت مذكرة احتجاج للقائم بالأعمال الإيراني في بغداد، منددة بقصف مناطق سكنية بصواريخ باليستية. (الأهرام).

ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية:

وبجانب ما تقوم به إيران من نشر الفوضى في دول الجوار وخصوصًا الدول العربية، حيث شكلت الحكومة العراقية وفدًا برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجى لزيارة أربيل، والاطلاع على الخسائر التي ألحقتها الضربات الإيرانية بمنطقة سكنية وآمنة؛ حيث أكد الأعرجي أن “ادعاءات استهداف مقر للموساد في أربيل لا أساس لها من الصحة”، وأن الأهداف التي ضربتها إيران هي أهداف مدنية، وليست عسكرية أو استخباراتية بالأساس.

الأمر الذي أثار تخوف الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني من تحويل العراق مجددًا إلى ساحة لتصفية حسابات المواجهة الإقليمية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وتحويل كردستان العراق إلى “اليمن الجديد” على خطى دعم الحوثي هناك الذي يسعى في البلاد فسادًا دون رادع ولا حساب على جرائمه.

بمعنى آخر: فإن الاختراقات الإيرانية لدول المنطقة العربية وبالأخص التجمعات السنّية، ولسيادة العراق من آن لآخر يزداد معدلها ونطاقها وأدواتها العسكرية (صواريخ باليستية) كلما ازدادت توجسات إيران من اتجاه رئيس الحكومة العراقية لاتباع سياسة “توازن” بين إيران والولايات المتحدة، وهي محاولة من الحكومة لفك ارتباط العراق منذ سقوط صدام حسين ولو جزئيًّا من تبعية السياسة الإيرانية الخمينية. (الأهرام).

ما رسائل الهجوم الإيراني على إقليم كردستان؟

كالعادة هي سياسة إيران لنشر الفوضى في المنطقة، فقد وجهت إيران ضربتها ضمنيًّا لنمط العلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد وبين حكومة الإقليم في أربيل، والتي شهدت تحسنًا ملحوظًا منذ بداية تولي شياع السوداني رئاسة الحكومة العراقية؛ حيث حاول تذليل العقبات أمام الإشكاليات التي تواجه علاقة الطرفين، وفي مقدمتها: ميزانية الإقليم، ورواتب الموظفين، وعوائد النفط، وغيرها من الإشكاليات.

كما أرادت طهران من ضربتها التي وجهت لكردستان العراق من أن التقارب بين بغداد وأربيل لن يكون على حساب المصالح الإيرانية في العراق وأبرزها، تأمين مناطق الحدود الإيرانية مع العراق من جهة الإقليم، وإن تم ذلك فعليًّا بعقد اتفاق أمني خلال العام الماضي ضمنت به العراق لإيران إنهاء وجود المعارضة الإيرانية في منطقة الحدود. (الأهرام).

لماذا وجهت إيران هجماتها إلى العراق وسوريا وباكستان؟

لقد وجَّهت إيران صواريخها تجاه 3 دول، خلال يناير الماضي في آن واحد، وهي: العراق وسوريا وباكستان، وقصفت أهدافًا فيها، ليست من بينها مصالح أمريكية بالطبع كما يزعم الحرس الثوري؛ مما يدل على تجنبها الحثيث أي تصعيد مع واشنطن. (سكاي نيوز).

الضربات الثلاثة وردود الفعل:

فقد أطلقت طهران 4 صواريخ “خيبر شكن” تجاه ما قال الحرس الثوري الإيراني في بيان، إنها “مجموعة تكفيرية” في مدينة إدلب بسوريا، وإطلاق 11 صاروخًا تجاه ما قال الحرس في بيان نشرته وكالة “تسنيم” الإيرانية، بزعم إنه “مقر الموساد” في إقليم كردستان العراق، وهو ما نفته حكومة شياع السوداني.

هذا بجانب الضربات الصاروخية الإيرانية نحو إدلب، بينما جاءت الضربات نحو كردستان العراق ردًّا على ما زعمت إنها تحرّكات إسرائيلية “عدوانية” أدت لمقتل قادة في الحرس الثوري وجماعات مرتبطة به.

حيث نفى مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، بعد وصوله إلى أربيل لتفقّد الموقع الذي استهدفته طهران، ما ردَّدته الأخيرة عن أن الموقع يضم مقرًّا للموساد، وعلق مسرور البرزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، خلال مؤتمر صحفي بدافوس، حيث يحضر فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بقوله: “لا سبب يدعو لشن هذه الهجمات، وهي لن تمر دون رد”.

كما أدت الهجمات على أربيل لمقتل 4 أشخاص على الأقل، بينهم بشرو دزيي، وهو رجل أعمال بارز يمتلك شركات للعقارات والخدمات الأمنية، وأفراد من عائلته.

وبعد ذلك بساعات قليلة فقط، استهدفت صواريخ ومسيرات إيرانية مقرين لما يسمَّى بجماعة “جيش العدل” في باكستان، وهي جماعة بلوشية تسعى إلى فصل محافظة سيستان وبلوشستان عن إيران، ما يعني أن إيران لا تستطيع توجيه ضربات تجاه القوات الأمريكية دفاعًا عن فلسطين كما تزعم، لكن كل ضرباتها موجهة ضد الدول العربية والإسلامية.

وما يحدث في اليمن ولبنان والعراق وسوريا واستهداف محطات النفط السعودية وبعض المطارات من خلال ميليشيا الحوثي، يدلل على السياسة الإيرانية الهدامة ونشر الفوضى في الدول العربية والإسلامية.

إيران تتجنَّب الخسائر البشرية الأمريكية:

لا يخفى على أحد أن ردود أفعال طهران على واشنطن مدروسة بعناية وفي منتهى الدقة، بحيث لا تؤدي لخسائر بشرية أمريكية مطلقًا أو على الأغلب؛ لذا استهدفت أربيل بحجة ضرب مركز للموساد لحفظ ماء الوجه بعدم اغتيال مسؤول إيراني على أراضيها، وفي نفس الوقت كون أن العراق ربما لا يستطيع الرد في الوقت الحالي، وهو ما حدث عند مقتل قاسم سليماني في عهد دونالد ترامب عندما أبلغت طهران واشنطن بتنفيذ ضربة على قواتها في قاعدة عسكرية بالعراق. (سكاي نيوز).

لذلك تبادر دائمًا واشنطن بضرب أية أهداف إيرانية، ولا يكون هناك رد قوي، ولو حدث يكون فقط شكليًّا وليس موضوعيًّا، وما قامت به إيران بقصف أربيل وإدلب “يمكنها التغطية على خسائرها، وإظهار شيء من القوة أمام أنصارها وحلفائها في إطار قوة الردع بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة بعد أن فشلت أذرعها في الحفاظ على قوة الردع هذه”، في إشارة لعدم توجيه رد كبير من هذه الأذرع على مقتل قيادات من حزب الله وإيران خلال الأسابيع الأخيرة.

ما يؤكد أن إيران دائمًا ما تبحث عن ردود أفعال منخفضة التكلفة، وبالتالي العراق هو البيئة الأنسب لها في هذا الأمر أمام أذرعها وحلفائها، وتوجيه صواريخها إلى أربيل يدلل بالطبع على مدى عجزها عن المواجهة المباشرة، وفشلها في التعاطي مع التصعيد الصهيوني مثلًا على غزة كما تدعي. (سكاي نيوز).

أشكال اضطهاد الدولة الصفوية بحق أهل السُّنة:

لقد تعددت الجرائم وأنواع التنكيل والتعذيب والعنصرية من رجالات الخميني ومن بعده علي خامنئي، حيث ذلك الذي يسير على نهجه وسياساته الاثني عشرية، والاضطهاد الديني المقيت والخبيث منذ الثورة الخمينية تجاه أهل السنة، ومنها مناطق: الأحواز، كردستان إيران، وحتى كردستان العراق لم تسلم من السياسة الشيعية الاثني عشرية ضد السنة.

ومن بين أشكال التنكيل والاضطهاد بأهل السُّنة ما يلي:

–   تنفيذ الإعدامات بتهمة الوهابية، وكل من يدعو إلى مذهب أهل السنة.

–  عدم السماح لأهل السنة ببناء المساجد والمدارس في المناطق ذات الأكثرية السنيّة.

–  منع أئمة جوامع أهل السنة من حرية بيان عقائدهم على المنابر يوم الجمعة.

–  النيل من الصحابة عمومًا في الدوائر الحكومية وأمام أهل السنة.

–  تسخير جميع وسائل الإعلام لنشر العقيدة الشيعية في الأوساط السنية.

–  تنشئة الأطفال وأبناء أهل السنة على أفكار وعقائد الشيعة وترغيبهم بها، عن طريق المدارس من الابتدائية إلى الجامعة.

–  حرمان أهل السنة من شؤونهم الثقافية والاجتماعية والأخلاقية.

–  التضييق على أهل السنة في المجالات الاقتصادية، عبر منع إنشاء المشاريع الاستثمارية، أو مصادرة الأملاك بحجج أمنية، أو إتلاف المنتجات ومنع نقلها من منطقة إلى أخرى.

–  غياب التنمية بشكل كامل عن المناطق ذات الأكثرية السنية.

–  منع التعلم والتعليم باللغات القومية للسنة.

–  فرض مناهج تعليمية شيعية وأساتذة شيعة، والفقه الشيعي على السنة.

–  نشر المخدرات في المناطق السنية والعرقية خارج المركز الفارسي، كأداة لتفكيك لحمة المجتمعات المحلية.

–  فرض حظر على تسميات مواليد السنة، بأسماء ترمز إلى بعد عربي خالص، أو بعد سني بالتحديد.

–  التمييز في المعاملة في المستشفيات والمدارس ضد السُّنة.

– منع نشر المطبوعات المدرسية والفكرية الخاصة بأهل السُّنة.

النموذج الكردي والخوف من انضمام أهل السُّنة من الدولتين:

يقول معارضون لنظام “خامنئي”: إن زعم طهران أنها استهدفت مقرًّا للموساد في أربيل هو “حجة كاذبة”، لكن أهدافها الحقيقية من الهجوم هي تدمير نموذج إقليم كردستان؛ حتى لا يمتد تأثيره لعمل نموذج كردي مماثل (حكم ذاتي) في منطقة كردستان الشرقية بإيران، وبالتالي انضمام أهل السنة إلى هذه المنطقة أو التكتل نتيجة السياسات الإيرانية ذات العنصرية والاضطهاد والتنكيل.

وبالتالي فإن إيران ترى في كردستان العراق عدوًّا قائمًا، وموقعًا محتملًا أن تستخدم واشنطن أراضيه حال توجيه واشنطن ضربة أمريكية لإيران في كردستان العراق بزعم وجود فصائل كردية إيرانية مسلحة؛ ما يهدد مصالح وأمن إيران.

وقد سعت بغداد في وقت سابق لمنع توجيه طهران هجمات للعراق بحجة وجود هذه الفصائل، بأن وقَّعت اتفاقية مع طهران لتفكيك معسكرات المعارضة الكردية في كردستان وإبعادها عن الحدود مع إيران، مقابل وقف العمليات العسكرية الإيرانية، ووفقًا للجنة العليا لتنفيذ الاتفاقية الأمنية، تم إخلاء جميع مقرات المعارضة الإيرانية على الحدود. (سكاي نيوز).

خريطة تطلعات ايران المستقبلية:

حيث كانت -ولا تزال- دولة الفقيه تتطلع ولها أطماع حثيثة في البلدان الأخرى؛ لا سيما ذات الأكثرية أو الغالبية السنية، وفي هذه السطور نستشهد من كتاب “إيران وعلاقاتها الخارجية في الدولة الصفوية” (1501 – 1722م) الذي ألَّفه “نصر الله فلسفي” أحد أهم الكُتاب الذين كتبوا عن العصر الصفوي، ونقله إلى العربية الدكتور محمد الريس عام 1989م.

حيث ارتكب إسماعيل الصفوي “الدموي” في الحقيقة مجازر وحشية بحق المسلمين في تلك البلاد، وكان أبرزها بحق أصحاب المذهب “السنّي”، وعندما وصل الخميني إلى السلطة تحدث كثيرًا عن تأسيس الدولة المشابهة للدولة الأم (الصفوية)، وعلى هذه الأسس تم وضع الدستور الإيراني الذي ينص في المادة (12) على أن: “الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري (الاثني عشرية)، ولم يتطرق للمذهب السني وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير”.(البيان).

إذ لا يمر يوم في منطقة الأحواز بالتحديد دون أنباء عن اعتقالات، معظمهم من أبناء السنة، ففي 10 أكتوبر الماضي اعتقلت أحوازيَين من أبناء أهل السنة والجماعة وهما: حسين علي السيلاوي البالغ من العمر 24 عامًا، وخير الله المنصوري (أبو عبد الله) البالغ من العمر 25 عامًا ثم نقلتهما إلى مكان مجهول؛ لذلك إن سياسة علي خامنئي والحرس الثوري، تقول صراحة أو ضمنيًّا: إن “الاعتقاد بعقيدة أهل السنة والجماعة” هي أخطر تهمة ممكن أن يواجهها المواطن السني في الأحواز المحتلة، حيث يتم سنويًّا اعتقال المئات بسببها، منهم من يسجن ويُعذب، ومنهم من يحكم عليه بالموت ويعدم عبر مشانق سفاك الدماء خامنئي.

ومع كل هذا الاضطهاد والتنكيل، تقول تقارير: إن مذهب أهل السنة والجماعة ينتشر بشكل واسع للغاية في الأحواز المحتلة؛ فضلًا عن انتشاره بالسواحل الخليجية الأحوازية ذات الغالبية السُنية، كما أن هنالك أعدادًا كبيرة ضخمة في مدينة كوت عبد الله جنوبي الأحواز العاصمة، وفي أحياء كثيرة شرقي مدينة الأحواز، بجانب وجود أعداد معتبَرة في مدن الفلاحية، وعبادان، والمحمرة، ينتمون لمذهب السنة والجماعة. (البيان).

إعدامات واعتقالات بحق السُّنة:

لقد منَّ الله تعالى على إيران بمناجم الذهب والنفط في الأماكن التي بها أغلبية سنية ومنطقة الأحواز شاهد على ذلك، وبالرغم من هذه النعم الكثيرة التي يُنفقها “خامنئي” على رجاله، إلا أن أهل السُنة يعانون في إيران من التهميش والاضطهاد والعنصرية الممنهجة من قبل السلطات الإيرانية.

بجانب انعدام التنمية في هذه الأماكن ذات الأغلبية السنّية، مقارنة بالمحافظات الأخرى. وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر في نوفمبر 2015: إن هناك 2900 حالة إعدام في إيران، أغلبها بدواعٍ سياسية، ولعل أبرزها: الاغتيالات، كاغتيال أحد مشايخ أهل السنة “محمد صالح علي مرادي” في مدينة “ثلاث باباجاني” الواقعة في محافظة باختران (كرمان شاه) الكردية في شهر فبراير عام 2015 على يد مسلحين مجهولين حتى الآن.

كما قامت الدولة الفارسية الصفوية، بتنفيذ جريمة الإعدام بحق 6 نشطاء إسلاميين كُرد، في شهر مارس 2015م، بتهمة أو بزعم “محاربة الله ورسوله” وهناك 28 من النشطاء الإسلاميين الكُرد لا يزالون يقبعون في سجن رجائي شهر وفق منظمة العفو الدولية.

الخلاصة:

– لقد دأبت الدولة الصفوية التي يتزعمها حاليًا علي خامنئي ورجالاته من الحرس الثوري على نشر الفوضى، وضرب الاستقرار في العالم العربي والإسلامي، وبالأخص ذات الغالبية السنّية، وآخر هذه الجرائم الضربات الإيرانية في العراق وسوريا وباكستان، والتي أحدثت توترًا كبيرًا في العلاقات ما بين إسلام أباد وبغداد من جهة، وإيران من جهة أخرى.

– إن التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية والإسلامية ليس الهدف منه سقوط هذه الدول فحسب، بل لأنها ذات أغلبية سنية وتخشى إيران من زيادة قوة هذه البلدان وهو ما أكده أحد المُعممين الشيعة مؤخرًا، حيث قال إن أهل السنة في تزايد مستمر والبعض بات يقتنع ويدخل في عقيدتهم.

– نؤكد في هذه الخلاصة: أن واشنطن نجحت حقيقة في محاولة نشر الفُرقة وتقسيم الشرق الأوسط أو هكذا تحاول جاهدة، فإسرائيل الشوكة التي وضعتها وسط العرب، وإيران التي تدعمها لتهديد دول الخليج حيث العداوة البغيضة لبلدان أهل السُّنة، وتصدر بأن روسيا العدو الأكبر لأوروبا؛ كي لا تخرج عن طوع أو ركب السياسة الأمريكية.

– عقيدة أهل السُّنة والجماعة هي جريمة بالنسبة لنظام دولة الملالي، رغم أن المحافظات التي يقطنها ذات الغالبية السنّية هي المصدر الرئيس لاستخراج النفط والذهب الإيراني والذي يقوم من خلاله الحرس الثوري بتمويل أذرعه في نشر الفوضى وضرب الاستقرار في البلدان العربية.

– والدليل أن أكثر المدن الإيرانية تهميشا واضطهادًا وتتعرض للعنصرية المفرطة هي أهل السُّنة في إقليم بلوشستان إيران، وكردستان، والأحواز.

– كذلك إن ما أكده ويؤكده نواب السُّنة في البرلمان الإيراني على عدم وجود أعضاء من أهل السُّنة في الحكومة أو حتى في المجالس المحلية لم ينصت له حسن روحاني.

– لقد بلغ حجم التضييق على السنة في إيران منتهاه، حيث ما أرسله إمام جماعة السنة في مدينة زاهدان، إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، احتجاجًا على هدم مُصلى أهل السنة في طهران بتوجيهات الحرس الثوري، يدلل على حجم الاضطهاد والعنف تجاه أهل السنة والعنصرية المُفرطة.

– ناهيك عن العنصرية في المدارس والتنمية، وفرض تعاليم مواد شيعية على طلاب أهل السنة في محاولة لغسيل رؤوس النشء الصغير، بجانب النيل من الصحابة في الدوائر الحكومية وأمام أهل السنة جهارًا، فضلًا عن تسخير جميع وسائل الإعلام لنشر العقيدة الشيعية في الأوساط السنّية.

– الفكر الشيعي أو الصفوي يرى في أهل السنة التهديد الحقيقي، ويحاول الانتقام من المنتمين له متى سنحت له الفرصة، حيث ذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر عام 2015 عن إعدام 2900 حالة في إيران، أغلبها بدواعٍ سياسية وربما عقدية.

– ولعل أبرزها الاغتيالات التي لحقت بأهل السنة، اغتيال أحد مشايخ أهل السنة “محمد صالح علي مرادي” في مدينة “ثلاث باباجاني” الواقعة في (كرمان شاه) الكردية في فبراير 2015 على يد مسلحين مجهولين حتى الآن.

– إن الخطر الشيعي على الدول الإسلامية لا يقل خطرًا عن الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية، بل ربما أشد وطأة، لكونه يريد نشر أفكاره الاثني عشرية البغيضة والهدامة من جهة؛ ولأنه أيضًا ينفذ أجندة أمريكية غربية ولو بشكل غير مباشر من جهة أخرى.

– يجب أن نعلِّم أبناءنا بأن التشيُّع أشد خطرًا على الإسلام؛ إذ استتر به أعداؤه على مرِّ التاريخ؛ لهدمه، وكان التشيُّع مأوى يلجأ إليه كلُّ مَنْ أراد هدم الإسلام لعداوةٍ أو حقد في قلبه، وها هو اليهودي عبد الله بن سبأ الذي أظهر الإسلام نفاقاً، وتظاهر بحبِّ عليٍّ وغلا فيه، حتى زعم أن الله تعالى قد حلَّ فيه، وعمل في السرِّ؛ لبثِّ سموم دعوته في عوام الناس.

المصادر:

– العربية

– الأهرام

– سكاي نيوز

– البيان

التعليقات مغلقة.