الإخوان المسلمون في سورية

بعد مُضِيِّ واحدٍ وأربعين عاماً على اقترافها: ما يزال العالَم يتجاهل مَأساةَ العصر في (حماة)

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رسمي
إخوان سورية
أربعون ألف شهيد، من الشباب والنساء والأطفال والشيوخ والعجائز.. ومثلهم من المفقودين.. وثلاثة أضعافهم من المهجّرين الحمويين.. وواحد وأربعون عاماً مضت على وقوع المأساة.. وما تزال مدينة حماة لا بواكي لها، ولا قاضي عادلاً يُنصفها، أو يقتصّ من مُقترفي مأساتها، الذين مَلؤوا الأرضَ جَوْراً وفساداً وفجوراً!…
واحد وأربعون عاماً انقضت، وما تزال مأساة العصر التي كَتَبَ فصولَها في سورية الأبيّة، الطائفيون الحاقدون من زمرة الطاغية البائد حافظ أسد، وشقيقه المجرم رفعت.. ما تزال ماثلةً في حدقات العيون، ومآقي الثكالى، ومُقَل الآباء والأمهات، وفي ذاكرة شعب أصيل صادرت إرادتَه وحريتَه حفنةٌ من اللصوص القتلة الطائفيين، وثلةٌ من ركائز نظام الاستبداد والطغيان، في دمشق المنكوبة بحُكامها المُتسلَطين، حتى الآن!…
لو تحرك ضمير العدالة الإنسانية، باتجاه مجزرة حماة ومأساتها، التي بدأت في الثاني من شباط (فبراير) لعام ١٩٨٢م، واستمرت فصولها الدامية شهراً كاملاً.. لما صارت الجمهورية السورية وراثية، ولما تطاول ليل الشام حتى اليوم!…
لو كان العالَم المسمى بالعالَم (الحُرّ) مُنصفاً.. لكان سدنة العصابة المغتصبة للسلطة في دمشق، مصفّدين في (لاهاي) منذ أكثر من أربعة عقود، مكفوفي الأذى والفساد والاستبداد، الذي يملأ اليوم بأيديهم، كل أركان سورية وربوعها!…
في حماة ومأساتها.. سقط الطائفيون الأسديون المجرمون.. أما في ذكرى مجزرة حماة الحادية والأربعين، فقد سقط سماسرة النظام العالمي المتاجرون بمبادئ حقوق الإنسان، الذين ما يزالون يُماطلون ويُسَوّفون في إحقاق الحق وكَفّ يد المجرم، الذي دمر سورية كلها، من بابها إلى محرابها، فزرع فيها، بالشراكة الكاملة مع المحتل المجرم الصفويّ الإيراني، وحليفه المحتل الفاشيّ الروسي.. زرع مئات المجازر الأشنع من مجزرة حماة، التي ارتكبها أبوه المجرم حافظ، في عام ١٩٨٢م.
لقد انتهك المجرمون الأسديون في حماة، كلّ ما يخطر على قلب بشر من حقوق الإنسان… فقتلوا، ودمّروا، وانتهكوا الأعراض، وعذّبوا، وداهموا البيوت الآمنة، وسرقوا، ونهبوا، واعتدوا على المساجد والكنائس والمقدسات، وهجّروا الأبرياء، وجوّعوا الأطفال، وأرهبوا النساء، وانتهكوا الكرامةَ الإنسانية، وسجنوا الكرام، وذبحوا أبناء الشعب السوري على الهوية، وصادروا الأرزاق.. لكن كل ذلك وغيره، لم يحرك ضميرَ أساطين البشرية في القرن العشرين المنصرم، فتكررت جريمة السكوت على جرائم العصر، في سورية الثائرة بوجه مجرمي الحرب من العصابة الحاكمة في دمشق، الذين ما يزالون يقترفون مختلف أنواع الجرائم ضد الإنسانية، تحت سَمع مُدَّعي حماية حقوق الإنسان، وبَصَرهم!..
ستبقى مجازر السجون والمحافظات المختلفة في سورية، التي راح ضحيتها مئات الآلاف من السوريين الأبرياء، بدءاً من مجازر حماة ومأساتها المروعة لعام ۱۹۸۲م.. ستبقى وَصْمة عارٍ في جبين الإنسانية، ومَصْدر قلقٍ في عقول الشرفاء، ودليلَ اندحارٍ لكل المبادئ الإنسانية السامية.. ودافعاً قوياً لشعبنا الحرّ الأبيّ، يدفعه بقوةٍ واقتدار، نحو انتزاع حقوقه من عصابة القتلة الأسديين، وممَّن لفَّ لفّهم أو حالفهم أو دعمهم أو شاركهم أو قدّم لهم الحماية والرعاية.. وستبقى تأكيداً ثابتاً راسخاً، على أن حقوق الشعوب وحريتها وكرامتها.. تُنتَزع انتزاعاً.. ولا تُمنح، فهل يعقل ذلك العاقلون؟!…
(وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ، إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)..(إبراهيم/٤٢).
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
الخميس في ١١ من رجب ١٤٤٤هـ
الموافق لـ ۲ شباط (فبراير) ۲۰۲۳م

محرر الموقع